ألقت الممثلة الأممية الخاصة إلى ليبيا بالإنابة، استيفاني ويليامز، خطابا أمام مجلس الأمن، يتضمن إحاطة حول الأوضاع والتطورات الأخيرة في ليبيا، قالت فيه إن تصاعد القتال بالمناطق المدنية دون توقف، خلال الفترة الأخيرة، أدى إلى إجبار نحو مئتي ألف ليبي على الفرار من منازلهم. كما دعت مجددا إلى وقف شامل لإطلاق النار بين أطراف النزاع، لحماية المدنيين، بعد أن أصبح نحول مليون منهم بحاجة إلى مساعدات إنسانية، في ظل انتشار وباء كورونا، الذي يزيد من المشكلات الأمنية في البلاد بحسب قولها. المبعوثة الأممية وصفت أيضا سيطرة مليشيات السراج على قاعدة الوطية العسكرية، بأنها تصعيد إضافي للحرب في ليبيا، مشددة على ضرورة محاكمة منتهكي القانون، ووقف الاعتداءات ضد المواطنين والمنشآت المدنية، والعودة إلى العملية السياسية الممثلة الأممية الخاصة لليبيا بالإنابة دعت كذلك إلى الضغط على الجهات الدولية والإقليمية التي تزيد من تفاقم الأزمة الليبية. في الوقت ذاته علق مندوب بريطانيا لدى مجلس الأمن، على تصريحات استيفاني ويليامز بتأكيد أنه لا نصر عسكري حاسم في ليبيا، داعيا بدوره إلى ضرورة التوصل لحل سياسي شامل، كما ندد في الوقت ذاته بالاعتداءات المتتالية على المناطق المأهولة والمنشآت الطبية. المندوب الروسي كان حاضرا أيضا، ليؤكد في كلمته أن ليبيا تعرضت للتدمير منذ عام ألفين وأحد عشر، معربا عن قلق بلاده من استمرار خرق قرارات منع توريد السلاح إلى أطراف النزاع. ويعلق على هذه التصريحات للبوابة نيوز الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية، واصفا الموقف الدولي تجاه ليبيا ب"المشوه". وقال فهمي: "تصريحات ممثلي القوى الدولية الفاعلة في الأزمة الليبية، تدل على إدراك جميع الأطراف المعنية لما يجب فعله من أجل إنهاء هذا الصراع، ومع ذلك ترفض جميع هذه القوى الإجابة عن السؤال الأهم وهو لماذا لا يتحول الحديث إلى فعل حاسم ينهي هذا الصراع الدموي الذي يغذي وجود الإرهاب وتوغله بالمنطقة؟" وأضاف: "التصريحات التي يطلقها المسئولون المعنيون بالصراع في ليبيا، تشير إلى إدراكهم أيضا للمعوقات التي تمنع السير قدما في المسار السياسي، كما تكشف عن معرفتهم بالجهات المسئولة عن وضع هذه المعوقات، وهي تحديدا تركيا وفايز السراج وجماعة الإخوان الإرهابية، هو ما يطرح التساؤل أيضا عن السر وراء تجاهل المجتمع الدولي لجرائم هؤلاء الأطراف، وعدم مواجهتهم بها، واتخاذ قرارات حاسمة ضدها". ولفت فهمي إلى أن صمت العالم تجاه وقوف الأطراف المشار إليها ضد تحقيق أي تقدم على المسار السياسي للأزمة، دفع السراج إلى الوصول لمرحلة الكذب المفضوح، عن طريق تحريف تصريحات المسؤولين، وبخاصة الأوروبيين لتبدو في صالحه، مشيرا إلى أن آخرها هذه الأكاذيب مرتبطا بتصريحات لوزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، عقب إجرائه اتصالا مع محمد الطاهر سيالة، وزير خارجية السراج. وسائل الإعلام التابعة لرئيس حكومة الوفاق، زعمت أن الوزير الإيطالي أكد خلال المكالمة مع السراج، أن حكومته هي الجهة الشرعية الوحيدة في ليبيا، وأن إيطاليا تقدم لها كل الدعم، وهو أمر لا يمكن تصوره بحسب رؤية الدكتور طارق فهمي، الذي أوضح أن كذب إعلام السراج وصل إلى مرحلة مضحكة، لا سيما بادعائه أن الوزير الإيطالي أكد أن العملية الأوروبية لمراقبة قرار حظر التسليح في ليبيا "إيرني"، ستكون في صالح حكومة السراج. وقال فهمي: "السراج تناسى تحديه للمجتمع الدولي، ورفضه الرسمي لتنفيذ العملية إيريني، بغرض عرقلة أي تحرك دولي يستهدف تخفيف حدة الصراع، حرصا منه على فرض شريعة الإرهاب، واستكمال تلقي الدعم التركي العسكري لترسيخ الوجود الإرهابي بالبلاد". ولفت إلى أن تصريحات السراج الكاذبة حول موقف المجتمع الدولي منه، تكشفها المعلومات التي تتواتر يوميا حول العمليات الممنهجة الجارية لتوطين الإرهابيين في البلاد، بمساندة تركية مفضوحة، مشيرا في هذا الصدد إلى تصريحات مبعوث الأممالمتحدة بشأن سوريا، "جير بيدرسون"، التي أعرب فيها عن انزعاجه إزاء نقل المقاتلين من سوريا إلى ليبيا.