قال المطران جورج شيحان مطران الطائفة المارونية بالقاهرة، والرئيس الأعلى للمؤسسات المارونية في مصر، إننا نجتمع اليوم ونصلي بدعوة من اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، اللجنة التي انبثقت عن حضرة الفاتيكان قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان وفضيلة الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر الشريف، فمنذ بداية أزمة هذا الفيروس والعالم وشعوبه ومؤمنيه يصلون ويتضرعون من أجل أن تعبر هذه الازمة ويعود الإنسان وكل إنسان إلى حياته وعالمه وحتي هذه اللحظة نري وكانه ليس هنالك من علاج استقرت عليه الأبحاث العلمية ولا رجال العلم والعلماء، ولكن نحن نؤمن أن الصلاة التي ترفع ستكون لنا علاج ودعم وقوة وعضد، لافتا إلى أن إنجيل اليوم يؤكد لنا أن يسوع المسيح معنا وهو يقول لنا ومن خلال قوله لتلاميذه أمام العاصفة وأمام هيجان البحر" أنا هو لا تخافوا"، ونحن نؤمن بأن يسوع معنا ولا نخاف. وأضاف "شيحان": دعوة العالم اليوم المسيحي والمسلم ليصلي، وأخواتنا المسلمين يعيشون أهم شهر صيام رمضان، إذا ونحن أسلفنا وصلينا الصوم الكبير وعيدنا عيد القيامة، اذا كلنا نصلي ونرفع الصلوات والصوم ضارعين إلى الله لكي يرحمنا ويبعد عنا كل شدة وكل ما يعيق مسيرة حياتنا يشوه وجه العالم وصورة العالم. وتابع: أحبائي كان هناك اليوم برنامج منذ الصباح مثلا في لبنان صلوات على مستوى الكنائس في البطريركية المارونية عند القاصد الرسولي في ساحة الفاتيكان، محاضرات وأحاديث حول موضوع وثيقة الأخوة الإنسانية التي صدرت منذ أكثر من عام في أبو ظبي بحضور بابا الفاتيكان وفضيلة الأمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف وكان لهذه الوثيقة صداها وانطلاقتها وفاعليتها، الأمر يتطلب مزيدا من الوقت ومزيدا من الاختبارات ومزيدا من الوعي عند كل الفرقاء مسيحيين ومسلمين ليدركوا أنه لا بد من التلاقي، لا بد من أن نعيش، الأخوة الحقيقية، جاء في مقدمة الوثيقة التي وقعها البابا فرنسيس وشيخ الازهر قولهما "بأن الإيمان يحملُ الإيمانُ المؤمنَ على أن يَرَى في الآخَر أخًا له، عليه أن يُؤازرَه ويُحبَّه" الإيمان يساعدنا لكي نري في الآخر الأخ وليس عدوا.. واستطرد "شيحان" قائلًا بأن المؤمن مدعو للتعبير عن هذه الأخوة الإنسانية بالاعتناء بالخليقة وبالكون كله وبتقديم العون لكل إنسان لسيما الضعفاء منهم والأشخاص الأكثر عوزان، والهدف الأساسي من هذه الوثيقة هو دعوة لكل من يحمل في قلوبهم إيمان بالله وإيمانا بالأخوة الإنسانية، أن يتوحد ويعمل معا من أجل أن تصبح هذه الوثيقة دليلًا للأجيال القادمة من أجل عيش ثقافة الاحترام المتبادل في جو من إدراك النعمة الإلهية التي جعلت الخلق جميعا أخوة، إذا أراد هذان الشخصان العظيمان البابا فرنسيس بابا الفاتيكان والأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أن يكون لهذه الوثيقة وأن تكون بمثابة خطة عمل، ركيزة لمستقبل أفضل، نحن اليوم نرى العالم كله يعيش في ضياع ونحن لا ندرك ولا نعلم إلى أين سنصل وما هو المصير، ونتفاجأ أنه حتى هذه اللحظة لم يوجد من حلول وكأنه هناك إرادة شريرة بألا يتم هذا الأمر ويبقي العالم يعيش بقلق وضياع مرتبك، من يقول بعد سنة أو سنة ونصف أو بعد سنتين هناك علاجات تتطلب وقتا ومزيدا من الوقت من الأبحاث، ما كل هذا نتساءل أمام التطورات والتقنيات العلمية والأبحاث التي تحدث بالعالم اليوم، ماذا يبغون ما هي إرادة هؤلاء الناس إلى ما يهدفون، هناك أمر ما يحاك في الخفاء، يحاك والإنسان هو الهدف، ولكن لا ندري إذا كان هناك خير للإنسان، لما هذه الوثيقة التي أتت منذ أكثر من عام وحضر إليها مثل ما سمعنا من أجل المؤمنين، كل إنسان مؤمن يتحد مع اخيه المؤمن، المسيحي مع المسلم والمسلم مع المسيحي، وكأننا شعرنا وشعر هؤلاء المسئولون أنه كفانا عبر التاريخ الطويل من تفرقة ومن بعد ومن كراهية من حروب ومن أزمات ومشكلات كفانا، وعلينا أن نتقارب أن نتواصل، لأن ندراك النعمة الإلهية جعلت الخلق جميعا أخوة، النعمة نعمة الرب الإله، نعم السماء جعلتنا لكي نكون جميعا أخوة. وكما أدركنا أنه للمرة الأولى في تاريخ العلاقات الإسلامية المسيحية أن تلتقي مرجعيتان دينيتان كبيرتان وتوقعان على وثيقة من هذا النوع، تشدد الوثيقة على أن الله خلق البشر جميعا متساويا في الحقوق والواجبات، الله خلق المساواة للإنسان في الحقوق والواجبات، من عطل مسيرة الإنسان هو الإنسان بحد ذاته وليس الله، الإنسان الذي خلق الانشقاقات والفرقة، الإنسان من يقسم، الإنسان من يسعى من أجل أن يبعد الإنسان الآخر عن أخيه الإنسان هو الإنسان، في وقت أن يستطيع الإنسان ان يكون قدوة ومثال الإنسان الذي خلق على صورة الله ومثاله، إذا تشدد الوثيقة على أن الله خلق البشر جميعا متساويا في الحقوق والواجبات والكرامة ودعاهم للعيش كأخوة فيما بينهم ليعمروا الأرض وينشروا فيها قيم الخير والمحبة والسلام، دون التضامن والتعضدد والأخوة والقرب لا تبني الأرض لا تبني المجتمعات، لا تبني العائلات لا تبني الأوطان، وأيضا الوثيقة توجهت إلى قادة العالم وصناع السياسات الدولية والاقتصاد العالمي للعمل جديا على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام، إحنا بالوقت الحاضر نري الناس جعلت من نفسها حالة انزواج وكل إنسان عاد لبيته وعائلته ومجتمعه الضيق خوفا من العدوى، ولكن نحن مدعوين حكام العالم لكي يتعاطوا ويتكاتفوا ويعملوا من أجل إطفاء كل ما هو شر وحروب كل ما هو إرهاب كل ما هو دعوة من أجل تدمير الآخر لأهداف وغايات ومصالح بشرية وشريرة، الوثيقة موجودة بوسائل الإعلام يمكن أن نتعرف عليها ويجب أن نبحث عنها، لكي نري الأمور البناءة التي تساعد الإنسان والبشرية من أجل بناء نفسه وبناء اخيه الإنسان. وأوضح مثل ما تحدثنا بأن هدف الأديان الأول والأهم جملة واردة بنص الوثيقة "الإيمان بالله وعبادته"، من ثم الوثيقة تطلب بأن تكون هذه الوثيقة موضوع بحث بمعني بأنه يجب أن يتعرف على مضامين هذه الوثيقة لكل الناس خاصة أجيالنا الناشئة، طلابنا طلاب المدارس والجامعات في قلب العائلة لتساعد على خلق اجيال جديدة تحمل الخير والسلام، لتكن هذه الوثيقة دعوة للمصالحة والتأخي بين جميع المؤمنين من الاديان ما بين المؤمنين وغير المؤمنين وكل اشخاص ذوي ارادة صالحة، لتكن وثيقنا الشهادة لعظمة الايمان بالله، الذي يوحد القلوب المتفرقة ويسموا بالإنسان لتكن رمزا للعناق بين الشرق والغرب الشمال والجنوب، بين كل من يؤمن بان الله خلقنا جميعا لنتعارف ونتعاون ونتعايش كأخوة متحابين، اراده الله بخلق الإنسان إذا لكي نتعارف ونتعاون ونتعايش كأخوة متحابين، إذا يا أحبائي يوم الصلاة هذا لكي ندرك مسيحيين ومسلمين بأنه هناك عمل مشترك يجب أن نقوم به معا وباستمرار، اليوم نصلي من أبعاد الشر عن البشرية، ونصلي من أجل أن هذا الشر لا يستطيع تمزيق هذا الجسد هذا الكون. واختتم المطران جورج شيحان قائلًا:" علينا أن نتضامن ونتعاون ونتشابك أيدينا مع بعضها البعض لكي ما نستطيع أن نغلب كل ما يعيق مسيرة حياتنا، ونصلي ونتضرع ونصوم من أجل سلام البشرية".