يبدو أن وباء كورونا الذى يسيطر على حياة جميع دول العالم حاليا، لن يكون سببا في تغيير نمط حياة البشر كأفراد فقط، وإنما سيفرض عليهم العيش تحت وطأة نوع جديد من التوجيه الإعلامى، فطن إليه من يديرون تنظيم داعش ويمولونه، وقرروا غزو العقول بمئات الآلاف من المعلومات الدينية مجهولة المصدر، والضغط بشكل يفشل معه المتابعون وحتى بعض المختصين منهم، في تحديد مصدر هذه المعلومات أو مدى صحتها. ويرى طه على الباحث في شئون الجماعات المتطرفة، أن قطروتركيا تحاولان استغلال هذا الواقع الجديد الذي بدأ يظهر في العالم، لإحياء تنظيم داعش مجددا، وذلك باستخدام ما يمكن وصفه ب"دعاية الوباء". وأوضح على أن العالم هذه الأيام يواجه تحديا استثنائيا، في ظل جائحة وبائية تهدد العالم، وهو ما تلقفته تركياوقطر لإعادة الحياة لتنظيم داعش، ولو صوريا، حتى يمكن جمع العناصر الإرهابية التى أصيبت بالإحباط جراء الخسائر الفادحة التى يتكبدونها في كل مكان، ولا سيما في الأراضى الأكثر اشتعالا هذه الأيام وهى ليبيا. وقال: ان الأمور التى بدأت تفلت من أيدى قادة الإرهاب في العاصمة الليبية طرابلس جراء الخسائر الفادحة التى يتعرضون لها بجميع محاور القتال، وهو ما أصاب قادتهم باليأس واستدعى بالتالى تدخل قطروتركيا لتمويل فيديوهات تبدو في ظاهرها نصائح دينية، لكنها في الحقيقة رسائل مبطنة لأتباع التنظيم. وأضاف: "الخسائر الفادحة التى تتكبدها ميليشيات السراج المدعومة بالإرهابيين الدواعش الذين جلبهم الرئيس التركى أردوغان بجميع محاور القتال في ليبيا، أدت إلى تصاعد حالة تمرد غير مسبوقة بين المقاتلين، أجبرت قيادات هذه الميليشيات على التخلى عن الحذر والظهور في فيديوهات يحاولون من خلالها شحن طاقة أتباعهم، وإعادة استقطابهم على طريقة داعش أثناء الخسائر التى تكبدها في أواخر أيامه بسوريا". ولفت إلى أن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامى عبد الرحمن، أكد أن المقاتلين السوريين الذين دفعت بهم أنقرة إلى ليبيا يواجهون الموت، وهو ما أدى إلى حالة تمرد غير مسبوقة في صفوفهم، بعد أن شعروا بأنه تم التخلى عنهم، مشيرا إلى أن حديث مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان، يؤكد أن الظهور المتزامن للفيديوهات الداعشية، مع فيديوهات أخرى ظهر فيها قادة الإرهاب داخل ليبيا، وبخاصة سيف أبوبكر بولاد، السورى الجنسية، وأحد القادة الدواعش الذين انشقوا عن الجيش السوري، لقيادة ميليشيا «فرقة الحمزة»، التى تأسست في أبريل 2016م، والموالية كليًا لتركيا، ليس مصادفة. وقال طه على: «هذا التغير في سلوك قادة الإرهاب الموجودين ضمن صفوف ميليشيات السراج، يكشف بجلاء عن حالة الارتباك التى يعانون منها نتيجة الخسائر التى يتعرضون لها، بشكل يوحي بقرب انهيارهم، وهو ما أدركته أنقرة والدوحة وتسعيان لوقفه».