قال ماجد كامل كبير باحثين بالهيئة العامة لدار الكتب والوثائق: يمثل عالم القبطيات وتاريخ الطقوس الهولندي الكبير يعقوب مويزر Jacob Muser قيمة كبيرة في تاريخ الدراسات القبطية بصفة عامة ؛وتاريخ الطقوس بصفة خاصة. وأضاف: "أما عن القمص يعقوب مويزر نفسه ؛فلقد ولد بمدينة لاهاي بهولندا في 9 مايو 1896 م ؛ وتلقى تعليمه الأولي في مدارس اليسوعيين في لاهاي ثم في فريبورج حيث تخصص في دراسة اللاهوت والعلوم الاستشراقية. وبعد التخرج التحق بدير الابتداء للآباء الأفريكان في ليون بفرنسا ؛وكان ذلك خلال عام 1919". وأكمل: "وفي عام 1920 ؛بدأت خدمته في مصر تحت رئاسة إرسالية الآباء الأفريكان، حيث رسم كاهنا في الكنيسة القبطية الكاثولوكية بفاقوس في 20 فبراير 1921". وكان غيورا على حفظ التراث القبطي والطقوس الكنسية. وبني كنيسة بأسم القديس باخوميوس والتي تعتبر أول كنيسة كاثولوكية أنشئت على الطقس الشرقي الصميم. فاهتم كثيرا بدراسة الطقس القبطي ؛وقام بعمل مسح شامل لكل المخطوطات المتناثرة في مكتبات الأديرة القبطية ؛والمتاحف العالمية ؛ثم قام غبطة البطريرك مرقس الثاني بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك بترقيته إلى درجة "القمصية " في يوم 8 يوليو 1945 م؛وذلك بمناسبة الاحتفال باليوبيل الفضي لقبوله الكهنوت ( 1945- 1920 ). ولقد تعمق الأب مويزر في دراسة كل ما يتعلق بتاريخ مصر وحضارتها ؛فشارك في التنقيب عن الآثار في منطقة صان الحجر ؛وكان يتلقي الرسائل العديدة من جميع أنحاء العالم لاستشارته في المسائل الشرقية المختلفة. كما تميز بذاكر حديدية فريدة في نوعها ؛فكان يتذكر كل ما قرأه أو كتبه من الكتب والمخطوطات ؛وكان يحتفظ في الثلاث غرف الخاصة بمنزله كل ما يتعلق بعمله من كتب ومخطوطات ومذكراته متنتثرة هنا وهناك. ولكنه كان يحفظ مكان كل ورقة بكل دقة ونظام. كما يتميز بالحرص على مساعدة كل الباحثين الشباب ؛فكان لا يبخل في الإجابة على أي سؤال أو استفسار ؛وكان يمده بالعديد من الكتب والمراجع من مكتبته الخاصة. ولقد كان يجيد العديد من اللغات ؛فنشر مقالاته باللغات (العربية – الإنجليزية – الالمانية – الفرنسية- الإسبانية – القبطية – اليونانية – العبرية ) كما أهتم بنشر مقالاته في العديد من المجلات العلمية المتخصصة. ولقد كان آخر مؤتمر علمي شارك فيه هو مؤتمر علوم الاستشراق الذي أنعقد في فيينا عاصمة النمسا ؛ وكان ذلك في شهر أغسطس 1955 ؛وعقب وصوله مرض رئيس المؤتمر مرضا مفاجئا ؛فكلف بإلقاء كلمة الافتتاح بدلا منه. ولقد أستمر القمص يعقوب مويزر في العمل والبحث والكتابة حتيي توفي في 16 أبريل 1956 عن عمر يناهز 60 عاما تقريبا. واستطرد " ولقد أثري العالم الكبير المكتبة القبطية والعربية بالعديد والعديد من الكتب والمقالات القيمة نذكر منها ( والشكر هنا واجب ولازم للدكتورة نجلاء حمدي رئيسة قسم الدراسات الشرقية بالمعهد العالي للدراسات القبطية لتفضلها بترجمة أسماء الكتب باللغة الفرنسية فلها مني جزيل الشكر" 1- القوارير الزجاجية المستخدمة في الافخارستيا Bulletin de l Association des Amis de l Art Copte 3 ،1947 ،pp.9- 28 2- السبت والأحد في الكنيسة القبطية والأدب القبطي.Le Martyre a Apa Epima.Imprimerie Nathionale – Boulaq La Caire 1937 ،pp.89- 111 3- أول محاولة لدراسة أهمية الصلاة الحقيقية للراهب القبطي وصلاة أبناء الكنيسة وفقا لما لدينا من أكثر المصادر القبطية الأصيلة. 4- ملاحظات على نظام الافخارسيا في الكنيسة القبطية. 5- أين أيقونانتا ؟؟.Les Cahiers Copts 11 ،1952 ،pp.23- 34 6- دراسات في تاريخ الأدب القبطي المريمي A Study of the Coptic Literature - Leuven 1935 واكمل " كما وجدت له بعض المقالات المتناثرة في جمعية مارمينا العجايبي بالإسكندرية ؛منها الرسالة الثالثة عن الرهبنة القبطية بعنوان "تاريخ مجيد أنطوي وآثار رهبنة أنمحت ". ومقالة عن بولس البوشي في كتاب "صور من تاريخ القبط " الرسالة الرابعة من مطبوعات جمعية مارمينا العجايبي. حيث وصفه أنه كان " رجل نزيه محب لشعبه ؛ بعيد عن الأهواء الحزبية ؛ لا يعرف غير الكنيسة ورفع شأنها ؛عالم جليل طويل البال في المعارف الدينية... كاهن تتقد في قلبه غيرة الرسول بولس ؛مفسر قدير على شرح الأقوال الإلهية والتعليق عليها ؛كاشفا غوامضها ؛ومفصلا مشكلاتها ؛خطيب ديني مصقع ؛يرفع القلوب النافرة إلى المعالي ويلهبها ؛مجادل ماهر ذو ذهن وقاد ؛قوي الحجج ردوده أشبه بالخمسة حجارة الملساء في جراب داود الغلام عند مبارزته جليات الجبار ". ومقالة أخري عن آثار اللغة القبطية في أسماء أولادنا في خطر ؛نشرت في العدد الذي صدر عام 1995. كما ساهم العالم الكبير القمص يعقوب مويزر بالاشتراك مع العالم الكبير "يسي عبدالمسيح " (1898- 1959 ) في فهرسة وتصنيف مكتبات (دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر- مكتبة دير الأنبا أنطونيوس – مكتبة دير البراموس – مكتبة دير السريان - مكتبة كنيسة المعلقة- مكتبة كنيسة أبو سرجة –مكتبة كنيسة القديسة بربارة بمصر القديمة –مكتبة كنيسة الأنبا شنودة بمصر القديمة – مكتبة كنيسة أبو سيفين – العدرا الدمشيرية- الملاك القبلي- أباكير ويوحنا - الأمير تادرس المشرقي العدرا بابليون الدرج – مارمينا فم الخليج- العدرا حارة زويلة- دير مارجرجس للراهبات حارة زويلة – العدرا حارة الروم – الأمير تادرس الشطبي حارة الروم ). والجدير بالذكر أن الاب جيرارد فيو Pere Gerard Viaud ( 1931- 2008 ) قام بإعداد قائمة بيبلوجرافية كاملة لكل أعمال القمص يعقوب مويزر ؛وتم نشرها في مجلة المعهد الفرنسي للآثار الشرقية Bulletin De L Institute francais D Archologie orientale تحت عنوان " Bibliographie de Mgr.Jacob Muyser " ( والشكر هنا واجب ولازم للأستاذ الدكتور يوحنا نسيم يوسف أستاذ علم القبطيات بجامعة ملبورن لتفضله بإرسال القائمة لي ؛فله مني جزيل الشكر). ولقد كتب عدة مقالات في مجلة الصلاح الكاثوليكية.