قال الشاعر محمد الحمامصي: إن اغتيال حسن البنا الذي تحل ذكراه اليوم، جاء نتيجة طبيعية لسياسة الاغتيالات التي انتهجها تنظيمه الخاص بناء على أوامره باعتباره المرشد والمؤسس والقائد للجماعة، فلم يكن من الممكن لأحد أفراد التنظيم أن يخرج منه لنفسه ليغتال القاضي الخازندار أو محمود فهمى النقراشي أو غيرهما، ومن ثم جاء اغتياله ثمرة ما زرعه. وأضاف الحمامصي في تصريحات خاصة: إن القضاء على أفكار هذه الجماعة الارهابية سواء كانت هذه الأفكار منسوبة لمؤسسها حسن البنا أو من جاءوا بعده، فلن يتم إلا ببناء دولة قوية ترتكز على منظومة تعليمية مستنيرة، ومنظومة صحية تطال كل أفراد الشعب المصري، وعدالة اجتماعية ينال فيه الفقير والغني على السواء حقوقه دون مساومة أو تنازل، ومنظومة ثقافية تعظم قيم المعرفة المستنيرة وتجل العلماء والمؤرخين والمفكرين وتعلي قيم الحوار والاحترام والحرية، ومنظومة سياسية تقبض بيد من حديد على الثوابت الوطنية وترسخها في كل كلمة ونهج وتعامل مع الداخل أو الخارج، ومنظومة دينية تؤمن بالاختلاف وحرية الرأي والتواصل مع الآخرين سواء كانوا على ديننا أو على غير ديننا وهكذا .. فبذلك فقط تقضي على أفكار هذه الطغمة المظلمة فكريا ووجدانيا. واختتم كلامه قائلا: عندما تتحقق شروط الدولة ونهضتها ورقيها وينعكس ذلك على مواطنيها حرية وكرامة وعدالة وإنسانية وثقافة واحتراما، ساعتها فقط لن تجد الأفكار الظلامية مكانا لها ومن ثم ستحفر قبرا هناك في الظلام وتدفن نفسها إلى الأبد.