تذخر محمية الصحراء البيضاء، بواحة الفرافرة بالوادي الجديد، بصخور جيرية طباشيرية اتخذت عدة أشكال منها رأس" نفرتيتي" وتمثال "أبو الهول" وأشكال لحيوانات أخرى نحتتها الطبيعة في الصخور الجيرية بالمنطقة، ومنها ما اتخذ شكلا يشبه عجينة "العصيدة" الأكلة التي يتناولها أبناء واحة الفرافرة من خلال عجينة من الدقيق مخلوطة مع زيت الزيتون الذي تشتهر به الواحة. وتعتبر الصحراء البيضاء، ذات قيمة عالية من حيث التنوع الحيوى، لما تحتويه من العديد من النباتات والحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض، حيث تعتبر الصحراء البيضاء مأوى لأنواع الغزال المصرى والغزال الأبيض والكبش الأروى كما تحتوى على كثير من المناطق الأثرية التى تشمل مجموعة من المقابر والكهوف النادرة وبقايا مومياوات قديمة ونقوشًا من عصور ما قبل التاريخ. كما يوجد بها عيون مائية وبعض الأشجار مثل أشجار "الأكاسيا" والنخيل التى تنمو وسط الصخور البيضاء وبقايا آثار منازل قديمة ترجع إلى العصر الرومانى وبقايا أواني فخارية. الدكتور محمد جبريل، مدير محمية الصحراء البيضاء بالفرافرة، وأحد أبناء الواحة، أكد ل"البوابة نيوز"، أن المحمية بها صخور تتشكل بأشكال عديدة منها أشكال حيوانات وجماد وطيور بالإضافة إلى صخرة أطلق عليها أبناء الواحة "العصيدة" وهي صخرة تشكل شكل عجينة العصيدة وحول منطقة منبسطة كانت تعتبر أحد أهم مناطق الترفيه والمسابقات الرياضيات لأبناء الواحة قديما وحتي وقت قريب. أكد جبريل، أن أبناء الواحة أو الفرافروني خاصة الرحالة منهم والذي يذهبون في رحلات بالجمال للتجارة سواء مع الواحات البحري أو وادي النيل، كانوا يتجمعون في جلسات سمر ومسابقات رياضية للتسابق علي صعود الصخرة من أسفلها حتي قمتها حيث كان صعود الصخرة تعتبر هي مقياس لشدة الرجل. ولفت إلى أن صعود الصخرة كان يمثل رياضة للتسابق والتنافس بين أبناء الواحة، وكان يروي عن أحد أبناء الواحة كان يستطيع أن يصعدها ويداه خلف ظهره، كما أن أهم المزارات السياحية بالصحراء البيضاء، هي الصخور التي تأخذ أشكالًا عديدة منها صخور على رأس الملكة " نفرتيتي " وشكل تمثال " أبو الهول "، بالإضافة إلى أشكال بعض الحيوانات، مثل رأس الحصان والدجاجة أو "الفرخة" ورأس الحصان والعصفورة، وكلها أشكال لصخور تتغير حسب زاوية رؤيتها، وطريقة التقاط الصورة الفوتوغرافية لها. وقال جبريل، إن محمية الصحراء البيضاء بالفرافرة بها عدة مناطق هامة وعيون رومانية قديمة كانت تشكل مصدرًا الحياة لابن الواحة القديمة، أشهرها عين "خضرا" التي تعد من أقدم العيون الرومانية في الواحة وسماها أهلها "الوِطن" بكسر الواو، وعين الوادي نظرًا لوجودها في منخفض وهو المكان الذي كان يعيش فيه سكان المنطقة قبل الانتقال إلي قصر الفرافرة أو مدينة الفرافرة حاليا في عام 1840 ميلاديًا، ومن بعد هذا التاريخ تحولت المنطقة كمسقى للجمال ومكان للراحة لابن الفرافرة في رحلته إلي البحرية أو وادي النيل، للتزود بالبضائع واحتياجاته الأساسية من هناك عن طريق بيع الزيتون والمشمش والبلح وشراء السكر واحتياجاته الأخرى. وأكد جبريل، أن الصحراء البيضاء مقصد هام للسياح خاصة الألمانية والإيطالية لان معظم الدراسات الأثرية والسياحية، كانت لعلماء متخصصين من ألمانيا وإيطاليا، ونشرت عنها أبحاث عدة كانت خير دعاية للمنطقة. وتُعد الصحراء البيضاء محمية طبيعية، بموجب قرار صادر عن مجلس الوزراء في عام 2002، وتبلغ مساحة المنطقة المحمية فيها نحو 3010 كيلومترات مربعة. تقع محمية الصحراء البيضاء على بعد 45 كيلومترا إلى الشمال من واحة الفرافرة بمحافظة الوادى الجديد، على مسافة حوالى 500 كيلومتر من القاهرة ولقد تم إعلانها محمية طبيعية في عام 2002 وسميت بالصحراء البيضاء لأنها تملك اللون الأبيض الذي يغطي معظم أرجائها، وتبلغ مساحتها الإجمالية 3010 كيلو مترات مربعة، وتمتلك صخور طباشيرية واسعة النطاق كما تعد المكان السياحي النموذجي لرحلات السفاري، وتوجد ثلاث عيون مياه رئيسية داخل نطاق المحمية (عين خضرا - عين السرو - وعين المكفي) تحيط بها أشجار النخيل والمزروعات الكثيفة، وتوفر المياه للحيوانات، وتمثل مكانا لاستراحة زوار المحمية.