قال الدكتور خالد العناني وزير الآثار: إن ذكرى دخول العائلة المقدسة مصر، تحمل أهمية تاريخية ودينية كبيرة لدى المصريين، كما أنها تعد من التراث الديني العالمي الذي تتفرد به القاهرة عن سائر بلدان العالم، وبفضلها تبوأت الكنيسة القبطية المصرية مكانة دينية خاصة بين الكنائس المسيحية في العالم، لارتباطها بهذه الرحلة المباركة لأرض مصر الغالية على مدار أكثر من ثلاثة أعوام ونصف، باركت خلالها العائلة أكثر من 25 بقعة في ربوع مصر المختلفة تحمل ذكراهم المعطرة حيث تنقلت بين جنباتها من ساحل سيناء شرقا إلى دلتا النيل حتى وصلت إلى أقاصي صعيد مصر. جاء ذلك في كلمته نيابة عن رئيس الجمهورية، باحتفالية "أوبرا مصر الطريق"، التي أقيمت مساء أمس الاثنين، في ذكرى دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر، وذلك بمسرح مركز المنارة للمؤتمرات في التجمع الخامس، والتي اشرف على اعدادها رئيس جمعية "نهرة" لاحياء التراث الوطني المصري. وأضاف "العناني" أنه منذ فجر التاريخ وحتى الآن، كانت مصر وستظل حصنا منيعا وملاذا آمنا لكل من أراد الاحتماء بها، حيث جاء إليها نبي الله إبراهيم ويوسف ثم أباه يعقوب عليهما السلام، وولد وتربى على أرضها موسى عليه السلام، وجاء إليها يوسف النجار مع السيدة العذراء البتول وطفلهما في رحلة مقدسة هربامن طغيان الملك هيرودس. ادام الله مصرنا الغالية العظيمة درة الله في أرضه وكنانته التي يأمن ويحتمي بها الجميع وزادها عزا وأباء وشموخا. وأعرب د. العناني، عن سعادته بأن هذا الحدث الجلل الذي ميز الله به مصر عن العالم بدأ يأخذ الاهتمام الذي يستحقه من الحكومة ومجلس النواب والمجتمع المدني. وأوضح الاهتمام الخاص الذي توليه وزارة الآثار لهذا الملف حيث قامت الوزارة بترميم وافتتاح العديد من المواقع ولكنائس والأديرة الأثرية على مسار رحلة العائلة المقدسة، ففي عام 2015 تم افتتاح الكنيسة المعلقة بمصر القديمة بعد الانتهاء من ترميمها كما تم الانتهاء من أعمال ترميم كنيسة العذراء مريم والشهيد ابانوب بسمنود وافتتاح مغارة وكنيسة ابي سرجة بمصر القديمة عام 2016 بالإضافة إلى ترميم أجزاء من أديرة وادي النطرون الأربعة وجاري حاليا ترميم وتأهيل كنيسة السيدة العذراء بجبل الطير بالمنيا ومشروع تطوير موقع شجرة مريم بالمطرية والذي أوشك على الانتهاء، هذا بالإضافة إلى إصدار كتالوج بالغتين العربية والإنجليزية لتوثيق مسار العائلة المقدسة والمواقع الاثرية التي مرت عليها الرحلة. وأكد "العناني" أن وزارة الآثار شكلت لجنة قومية تضم خبراء من كل الجهات المعنية لإعداد ملف لتقديمه إلى منظمة اليونسكو لتسجيل مسار رحلة العائلة المقدسة على قائمة التراث العالمي اللا مادي وتسجيل أديرة وادي النطرون الأربعة على قائمة التراث العالمي المادي. حضر الاحتفالية قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وعدد من الوزراء والشخصيات العامة، منهم الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن، والسفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، ود. إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة.
