يحتفل الفلاحون بمحافظة المنيا وسط الحقول الذهبية والمساحات الشاسعة انتظارا لموسم الأفراح بعد الحصاد، حيث تجد الطقوس الاحتفالية وسط الحقول تحت حرارة الشمس بين السنابل الذهبية التى تتجمع مع بعضها لتشكل مناظر فائقة الجمال بعد نضج حبات القمح تمتد على مرمى البصر فى مشهد بديع يشكل لوحة فنية من مناظر طبيعية خلابة تمتزج فيها الابتسامات والفرحة والاحتفالات بالعرق والجهد والإرهاق فى موسم حصاد القمح والذى تزامن مع شهر رمضان المبارك. وتغمر الفرحة وجوه الفلاحين من رجال وسيدات وأطفال غير مبالين بالإرهاق الشاق فى مشهد كرنفالى وطقوس احتفالية فى موسم الحصاد مما يجعل يوم الحصاد بالنسبة لجموع الفلاحين فى محافظات مصر بمثابة يوم عيد. نجد الفلاح يشدو أثناء الحصاد أغنية "القمح الليلة يوم عيده يارب بارك وتزيده" احتفاءً بمصدر الخير "الذهب الأصفر" ويأتى الفلاح ممسكا بمنجله ليحصد مازرع ويعود إلى بيته بهذه الغلال وتجد الفرحة غمرت المنزل وهم يأكلون الخبز الساخن الذى أعدته ربة المنزل من هذا القمح الذى حصدوه بأيديهم. قال أحمد عبدالمنعم إسماعيل من مزارعي محافظة المنيا، إن موسم حصاد القمح يعد عيد للفلاح ينتظره كل عام، ويرتبط بفصل الحصاد والذى يبدأ من فبراير حتى يونيو، وكان القمح، فى مصر القديمة هو الطعام الرئيسى للمصريين وكنا نجد فى الحقول "عروسة القمح أو باكورة القمح " يتم فيها تضفير سنابل القمح مثل العروس وهو تقليد معروف منذ الفراعنة. وأضاف: كما كان المزارعون يتركون كومة من القمح يأخذ منها كل من يمر على الحقل لكى تزيد بركة المحصول يطلق عليها البروكة وهى مشتقة من البركة ويفرح الفلاح وأسرته بموسم الحصاد بدءا من إنتاج الفريك وحتى إخراج أجولة القمح والعودة بها فرحين لمنازلهم. ووجه "أحمد عبدالمنعم" الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي وجميع أجهزة الدولة لتذليل كافة العقبات التي تواجه المزارعين منذ بداية الموسم والتسهيل على الفلاحين من أجل زيادة محصول القمح. وأوضح "سلامة رمضان"، فلاح، أن موسم الحصاد هو عيد ننتظره كل عام مثل موسم جني القطن، حيث نحدد مواعيد الزواج والأفراح وعقد القران بعد قبض أثمان المحاصيل لدفع المهور ومصروفات العرس ويتجمع العمال والمزارعون والأطفال سويًا وسط حقول القمح ونتقاسم العمل لإخراج حبات الذهب الأصفر التى تطعم الأغنياء والفقراء وما أحلى إفطار رمضان وسط الحقول الذهبية وبعد ساعات من العمل تمتد حتى الليل نجلس سويا لشرب الشاى وسط نسمات الربيع. ويبلغ إجمالي ما تم توريده وفرزه من محصول القمح بالشون والصوامع ونقاط التجميع على مستوى المحافظة 286 ألفا و866 طنا و365 كيلو، وذلك منذ بدء موسم الحصاد وحتى اليوم.