تصدر دار ابن رشد للنشر قريبا كتابا جديد بعنوان "الفقيه الليث بن سعد.. إمام المصريين" من إعداد وتحرير الكاتب والباحث حسام الحداد. يقول الكاتب حسام الحداد: إن هذا الكتاب ليس عن حياة الإمام الفقيه الليث بن سعد بل هو في فقه الليث بن سعد، موضحا أن الليث بن سعد كان في منهجه في الفتيا من أهل الأثر من كتاب وسُنة وإجماع لا من أهل الرأي، وخالف الليث فقه معاصره "مالك بن أنس" كثيرا خاصة فيما يتصل بآراء مالك الفقهية التي بناها على عمل أهل المدينة أحد أصول فقه مالك. وتابع الحداد: فضّل "الليث بن سعد" الاعتماد في مذهبه الفقهي على ما صحّ عنده من الأحاديث، وعلى الرغم من أن مالك بن أنس كان إمامًا لأهل الأثر، إلا أن الشافعي كان يرى أن "الليث بن سعد أتبع للأثر من مالك بن أنس"، وكذلك كان رأي معاصريهما من الفقهاء الذين ألمّوا بفقه مالك والليث كسعيد بن أبي أيوب الذي قال: "لو أن مالكًا والليث اجتمعا، كان مالك عند الليث أبكم، ولباع الليث مالك فيمن يزيد" في إقرار منه بأن الليث أفقههُما. ويضيف: تعرض مذهب الليث بن سعد للزوال بعد فترة وجيزة من وفاته، وهو ما يتبين من قول الشافعي المتوفي سنة 204 ه أي بعد نحو ثلاثين عامًا فقط من وفاة الليث،: "الليث أفقه من مالك، إلا أن أصحابه لم يقوموا به". وأوضح الحداد" أن المفكر أحمد أمين أرجع في كتابه "ضحى الإسلام" سبب ضياع مذهب الليث إلى عدم اعتنائه بتدوين مذهبه في كتب، ويرى الشيخ مصطفى عبد الرازق أن الليث بن سعد توجّه بالحركة الفقهية إلى الناحية الخُلُقية الروحية ويستدلّ على ذلك بكثرة ما روى الليث من أحاديث تتعلق بحُسن السلوك وكمال الخُلُق، إلى جانب ما يتعلق بأحكام الحدود والمعاملات.