قال الدكتور محمد عفيفي، رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة، إن ثورة 19 بدأت بشكل سلمى تماما متمثلة فى المظاهرات، ولكن أمام عنف الإنجليز وسفك الدماء، ومشهد الدماء من قبل المصريين جعل منهم قوة موحدة تريد الانتقام لنفسها ومن هنا بدأ التنظيم السري. وأضاف عفيفي ل"البوابة نيوز" أنه كان عبدالرحمن فهمي واحدًا من أهم صناع ثورة 1919، بل كان يدها الحديدية الأولى وقائد جهازها السري، الذى هدد استقرار الإنجليز فى مصر. وتابع: وبدأ ضابطا صغيرا فى الجيش ولفت انتباه رؤسائه بما كان يتمتع به من حيوية وسرعة بديهة وقوة شخصية وموهبة قيادية، والذى يجهله الكثيرون أن عبدالرحمن فهمى كان يتظاهر أثناء جهاده الوطنى بتلقى التعليمات من اللجنة المركزية للوفد وكان ينفذ أوامرها. وكان هناك خط سرى يربط بينه وبين سعد زغلول باشا، بهدف تدبير أعمال لم يكن مسموحًا أن يعرفها غيرهما من أعضاء الوفد، ومن فيض عبقرية عبدالرحمن فهمى السياسية أن قادة الوفد ظلوا يظنون أنه ينفذ توجيهاتهم الصادرة إليه بينما كان ينفذ ما يخدم المصلحة الوطنية.