ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن الإصلاحيين الذين دعموا انتخاب الرئيس الإيراني حسن روحاني العام الماضي يخشون من أن يمنعه تركيزه على تحسين العلاقات مع الغرب من المطالبة بالمزيد من الحريات السياسية والثقافية في الداخل. وقالت الصحيفة - في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم /الخميس/ - "إن الجهود الخارجية لروحاني بدأت تؤتي ثمارها الأسبوع الحالي مع بدء تنفيذ اتفاق الحد من برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات الدولية، إلا أن هذا الاتفاق يلقى معارضة شديدة من المتشددين في طهران، وكذلك من المحافظين من حلفاء المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي". وأشارت إلى أن بعض الإصلاحيين يرون أنه بحصوله على موافقة خامنئي على الاتفاق النووي، استنفد روحاني رصيده مع خامنئي الذي في يده القول الفصل في شؤون البلاد، مما يتركه بلا رصيد للتفاوض فيما يتعلق بالشأن الداخلي. ونقلت الصحيفة عن المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة "هيومن رايتس ووتش" سارة ليا ويتسن قولها "يجب على روحاني أيضا إدانة الانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها قوات الأمن والاستخبارات، وأن يفي بوعوده وقت الحملة الانتخابية لتخفيف الضوابط والقيود على حرية المعلومات، بما في ذلك الرقابة المشددة، لافتة إلى أن روحاني حتى الآن لم يف بوعوده بتخفيف حدة القيود المفروضة على الإنترنت، فالإتصال بوسائل الإعلام الإجتماعية لايزال ممنوعا رسميا، على الرغم من أن روحاني وخامنئي يمتلك كل منهما حسابا على موقع التواصل الإجتماعي تويتر". ورأت الصحيفة أن روحاني مال للصبر والاعتدال في السعي نحو التغيير الداخلي، والتركيز بدلا من ذلك على الحالة الاقتصادية الهشة للبلاد، والتي قد تتعافى إثر تخفيف العقوبات، مؤكدة أن تحسن الحالة الاقتصادية في البلاد قد يكون له أثر قوى في دعم موقف روحاني، خاصة من قبل المجموعات ذات الدخل المنخفض التي تشكل قاعدة الدعم لخامنئي. وأضافت أنه على الرغم من أن خامنئي يعد قائد الجيش ويمكنه الاعتماد على ولاء الحرس الثوري له وميليشيا الباسيج الإيرانية، التي سحقت الاحتجاجات في عام 2009، إلا أنه يخشى من أن حل المشاكل الاقتصادية على طريقة روحاني يمكن أن يضعف من موقفه. ورجحت الصحيفة أن هذا الحالة الاقتصادية قد تكون السبب وراء دعم خامنئي لسياسة روحاني النووية، وفقا لتصريحات أحد أقرباء روحاني الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، وأشارت إلى أنه يبدو أن هناك عدة مفارقات، من بينها أن إعادة العلاقات الإيرانية مع العالم الخارجي مرة أخرى قد يحسن من حياة الشعب الإيراني، وربما يؤدي في الوقت ذاته إلى تقوية قبضة المتشددين على السلطة، وهو ما يجب الانتباه له.