على بعد أمتار من شارع «الغورية» بالأزهر، وفى الصباح الباكر يفتح الدكتور «حنا لمعى»، 50 عامًا، محل الأقمشة، تبدو العبارة غريبة على قارئها كونه دكتور وصاحب محل أقمشة، لكنّ للحكاية جذورًا، فالصيدلى «حنا» كان يسعى جاهدًا للتوفيق بين دراسته وتجارته والعمل مع والده، ولم يقصر فى شىء منها، وعندما انتقل والده إلى المولى سبحانه وتعالى، حمل كل شىء على عاتقه بصدر رحب، وطور من مهنة والده، وأضاف خامات جديدة من «القطيفة، والكتان، والتليجر، وبيدى جولد، والشانيه، والبلاك أوت، والشانيليا والحرير»، وبالأسعار التى تتناسب مع جميع الطبقات، والتى تبدأ من سعر 25 إلى 200 جنيه، وأصبح لديه الكثير من الزبائن، خلاف زبائن والده، بل يأتون إليه من الأماكن البعيدة للشراء منه، فمنهم من هو مقبل على الزواج ويشترى بكميات كبيرة، وآخرون يريدون تجديد فرش منازلهم وهم الغالبية الذين يأتون إليه. ويستكمل، أن تجارته تسير فى الطريق الصحيح، فى ظل وجود التعاون والمحبة بينه وبين شركائه، وهم 7 رجال يخلفونه فى البيع والشراء حينما يلازمه ظرف ما ويتغيب من عمله. وعن حياته يضيف: «لدى ابنان، الأول مهندس والثانى محاسب، ولا أرغم أحدًا على عمل بعينه، فأساس النجاح حب العمل». واختتم: «أن السعى والاجتهاد أساس تطور النفس المادى والمعنوى، ولا يوجد معنى للبطالة، بل البطالة ترسخ فى الذهن، عند التفكير البائس والتشاؤم من المستقبل».