عم أحمد: البلطجية لا يسمحون لنا بالمرور دون دفع الإتاوة عبد الله: لا يوجد موقف خال من الإتاوة "آجى من هنا أدفع أروح هناك أدفع".. هكذا هو حال سائقي الميكروباص الذين يعانون من "الإتاوة"، أو ما يطلقون عليها "الكارتة"، وهو ما يسميه المصريون "يسلط أبدان على أبدان".. في إيماءة منهم إلى ما يقوم به سائقو الميكروباص من رفع ثمن الأجرة أو معاملة الركاب ببلطجة. هم بلطجية "المواقف" الذين يطلق عليهم "الكارتة" فهم كثيرون، حيث إنهم مسئولون عن تحصيل رسوم للمحافظة التي يعمل داخل حدودها الميكروباص، ومن خارجه أيضًا على الطرق، حيث يوجد على بعض الطرق مجموعات من البلطجية، أو مسئولين الموقف والخط، ولا يسمحون بمرور السيارات إلا بعد دفع "المعلوم" كما يقولون، ويكون ذلك تحت تهديد السلاح، وإذا اعترض أحد تؤخذ منه سيارته فورا بأكملها، فما بين الخوف على الحياة والخوف على السيارة يجبر السائقون على دفع "الإتاوة". قال "عم أحمد" سائق الميكروباص فى موقف حدائق حلوان، اخرج من بيتى الساعة 6 صباحا، أقضى وقت على الطريق أكثر مما اقضيه فى بيتى، لدي الكثير من المشكلات أهمها السولار، وهذا ما اتفق عليه كل السائقين تقريبا، وأيضا "الإتاوة" أو" الكارتة" حيث يكون هناك شاب فى ال 25 من العمر، ولكنه هو وأخواته لا يسمحون لأحد بالمرور دون دفع الإتاوة، وتقدر يوميا بخمس جنيهات، أو جنيه واحد على كل " طلعة" على حد تعبيره. كما أضاف عم "أحمد" أنه اتفق من قبل هو وكل من فى "الموقف"، على الإبلاغ عنه هو وإخواته ولكنهم فيما بعد يترددون خشية من هذا الشاب، مما أدى لقيام هذا الشاب ومن معه بالتعدى علي بالضرب. كما أشار، إلى أن بعض السائقين يتجهون لرفع تكلفة الأجرة على الركاب لكى يقوموا بتعويض ما يأخذه البلطجية فى "الموقف" وهو ما يدخلهم فى الكثير من المناوشات مع الركاب، "نعمل إيه غصب عننا لازم نعوض اللى خده البلطجى فى الإتاوة"، هكذا تحدث عم أحمد عن مشكلاته التى لا يخلو يومه منها. اتفق معه إيهاب سائق بموقف حدائق حلوان، مؤكدا أيضا أن «الإتاوة» هى أكبر مشكلاتهم حيث سبق وأن قام كل السائقين بعمل إضراب لمدة أسبوعين للتخلص من هذا الوضع، ولكن كل شيء كما هو ولم يتغير شيء، لذلك قرروا رفع الأجرة على الركاب، وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء أو التظاهر"! كما أضاف إيهاب أن قيمة المخالفات والغرامات، تتجاوز سعر السيارات، ورغم حالة الفراغ الأمني التى يشهدها الشارع فى الفترة الأخيرة غير أن سائقي سيارات الأجرة يجدون أنفسهم مجبورين على دفع الغرامات دون اعتراض، وهذا يجعلهم دائما فى حالة غضب لعدم حل هذه المشكلات. ومن جانبه، قال عبد الله السيد، سائق بموقف عبد المنعم رياض، إنه لا يوجد موقف خال من أخذ "الإتاوة" والبلطجية، فعلى سبيل المثال يوجد الكثير منهم بالقرب من زهراء مدينة نصر على الطريق الدائرى، وموقف العاشر، لا يستطيع أحد أن يمر دون دفع الإتاوة، وعلى كل سائق أن يدفع 4 جنيهات على كل الوردية وربما أكثر، وإذا رفض أحد الدفع يمنع من العمل داخل الموقف، ولا يستطيع أحد أن يعترض على هذا لأن بحوزتهم أسلحة. وقال على رضا، سائق بذات الموقف، هناك كثير من الضغوط الواقعة على عاتقى، بدءا من أسرتى التى تحتاج إلى المال لسد احتياجاتها، مرورًا ببلطجية الموقف الذين يفرضون عليّ الإتاوات، ولا أستطيع أن أرفض حتى لا أتعرض إلى الخطر. بينما قال "أحمد جميل" سائق ميكروباص على طريق حلوان المعادي، أن السائقين يتشاجرون كثيرا مع البلطجية فى الموقف، ونتيجة لذلك يتعرض الكثير من السائقين لتكسير سياراتهم ومنعهم من العمل بداخله، مشيرا إلى أنه لا يعرف حتى متى ستتحكم البلطجة فى رزقهم ورزق أبنائهم. وقال آخر يدعى "أحمد محمد" إنه رغم العلاقة السيئة بين السائقين والشرطة فإن غيابهم عن الشارع جعل الأمور أصعب بالنسبة لكل السائقين، وتمنى عودة الشرطة إلى الشارع؛ لحمايتهم من البلطجة وسرقة أموالهم، وأحيانا سيارتهم. بينما يقول "محمود" بلطجى يقوم بأخذ الإتاوة من السائقين، وكان محكوم عليه فى قضايا نصب ومخدرات، أن هذا ما يعيش عليه وليس له مصدر آخر للعيش منه، مشيرا إلى أنه حاول البحث عن عمل فى أكثر من مكان ولكن عند علمهم بأنه "مسجل" يطلبوا منه الرحيل والانقطاع عن العمل، مضيفا أنه مجبر على هذا العمل!