(المواطن الغلبان حسن حصاوي يغشى عليه من حين لآخر. وعندما يفيق لا يفهم ما حدث حوله من تغيرات). (تمر مظاهرة أمام المقهى الذي يجلس عليه مع جاره) حصاوي: إيه الحكاية؟ هو كل شوية مظاهرة؟ الجار:آه، ما أنت كان مُغمى عليك. أصل ناس كتير زعلانين من سياسة الإخوان. وهُمّا بيقولوا اللي حاصل في البلد مش مسئوليتهم. حصاوي: عدّاهم العيب، دي مسئولية الحكومة. الجار:ما هُمَّا الحكومة. حصاوي: هُمَّا مين؟ الجار:الإخوان. حصاوي: لا يا شيخ؟ أكِنّ فيه حكومة دلوقت؟! الجار:طبعًا، وبقالها شهور. حصاوي: والله ما حد قالّي. يبقي مبارك راجل كويس إنه طلعهم من السجون وساب لهم الحكم كمان. الجار: مش هوّ. هُمَّا طِلعوا من السجون لوحدهم. حصاوي: خَدوا حكم براءة يعني؟ الجار: لأ. ناس بيقولوا إن بتوع حماس هاجموا السجون وهربوهم بالقوة. حصاوي: لا، ما دام خرجوهم بالقوة يبقي الذنب على بتوع حماس ولازم يتحاكموا. الجار:أهو فات سنتين واكتر والبوليس ما عرفش حد منهم. حصاوي: بس أكيد الإخوان اللي هربوهم يعرفوهم. الجار:لحد دلوقت ما حدش بلّغ. حصاوي: ليه؟ كانوا لا بسين طاقية الاخفا؟! الجار:لأ كانوا ملثمين. ثم ما حدش سأل الإخوان أو حقق معاهم؟ ثم هُمَّا الحكومة. هيسألوا روحهم إزاي؟ حصاوي: عشان كده الناس زعلانة من الإخوان، وعاملين مظاهرات. الجار:لا، الناس زعلانة من سياستهم، لكن ما حدش بيتكلم في موضوع هروبهم. حصاوي: إشمعنى؟ الجار:الظاهر الناس نسيت، أو كإنهم بيقولوا اللي فات مات وإحنا ولا النهارده. حصاوي: أمال إيه اللي مزعل الناس من الإخوان؟ الجار:كل حاجة. والإخوان بينكروا، وبيقولوا إن فيه صوابع بتلعب في البلد. حصاوي: صوابع مين ولا مؤاخذة؟ الجار:ما حدش عارف غير الإخوان، لكن ما حدش قالّنا على أساميهم. حصاوي (ضاحكًا): يمكن عاملين جايزة للي يقول على أساميهم؟ ولاّ هيطلعوا في الآخر صوابع الست؟ هاها. الجار (بقلق): إنت بتنكّت؟ حصاوي: القافية حكمت. الجار:وطي صوتك، اللي بيسخر من الصوابع بيجرجروه عَ المحكمة. حصاوي: بتهمة إيه؟ الجار:ازدراء الإسلام وإهانة الرئيس. حصاوي: يبقى لازم حد يتدخل ويصالح الإخوان على الناس. الجار:حد زي مين يعني؟ حصاوي: اسمع.. مش أمريكا بتدّينا معونة؟ الجار:أيوه. حصاوي: ولها كلمة على قطر؟ الجار:طبعًا، ولما طلبوا منهم قاعدة في أرضهم وافقوا فورًا. حصاوي: كويس، يبقى قطر تتوسط للمصريين عند الأمريكان يصالحونا مع الإخوان. الجار:بس أمريكا مالهاش مصلحة غير مع قطر والإخوان بس. حصاوي: إشمعنى؟ الجار:لأن أمريكا مِطّمنة إن قطر والإخوان مش هيهاجموا إسرائيل. حصاوي: بالعكس، الإخوان هما اللي قالوا هيعملوا خلافة إسلامية عاصمتها القدس. الجار:لكن العالم كله عارف إنهم بيفشروا، إلا إحنا في مصر. حصاوي: طب ما المصريين اللي بيقولوا إسرائيل عدوتهم، عمرهم ما قالوا نحاربها. أنا ما كُتش أتخيل إن أمريكا غبية للدرجة. الجار:تصور؟ مش انت حصاوي؟ لكن أديك فهمتها لوحدك. حصاوي: اسمع. يكونش الإخوان إدوا لأوباما هو كمان سكر وزيت؟! الجار:لأ إدّولو كلمة راجل. حِلفولو ميت يمين ما يجوش جنب إسرائيل. حصاوي: ولاّ يكونش أوباما فاهم الفولة ومستهبل، وبيساعد الإخوان يقعدوا يحكمونا أكتر مدة ممكنة عشان يجيب مصر الأرض؟! (الجار يغشى عليه)