قالت الأممالمتحدة يوم الخميس إنها تأمل أن تتسلم خلال الثماني والأربعين ساعة القادمة تعزيزات ضرورية من العتاد العسكري والأفراد لقوة حفظ السلام المنهكة في جنوب السودان الذي يقف على شفا حرب أهلية. وقالت رئيسة بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان هيلدا جونسون للصحفيين إن نحو 50 ألف مدني لجأوا الى قواعد الأممالمتحدة طلبا للحماية في هذا البلد المستقل حديثا والذي انفصل عن شمال السودان في عام 2011 . وقالت جونسون للصحفيين في مؤتمر صحفي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من جوبا "نعمل ليل نهار للحصول على الموارد التي قد تساعدنا في الأزمة الحالية بأسرع ما يمكن وأجرينا محادثات مع بعثات الأممالمتحدة الأخرى اليوم. "نسعى للحصول على الموارد الضرورية خلال 48 ساعة." وأحجمت جونسون عن ذكر أي تفاصيل عن هذه الموارد لكنها قالت إنها تشمل الأفراد والعتاد. وقال مسؤولون بالأممالمتحدة إن بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان تحتاج إلى قوات وطائرات هليكوبتر وطائرات نقل. وقالت جونسون إن بعثتها لن تتخلى عن جنوب السودان وأضافت "جئنا لنبقى.... حجم هذه الأزمة يمثل تحديا لبعثة تعمل بالفعل بأكثر من طاقتها." وكان مجلس الأمن الدولي وافق بالإجماع يوم الثلاثاء على خطة قدمها الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون لزيادة قوة حفظ السلام في جنوب السودان إلى 12500 جندي و1323 شرطيا. وقال بان إنه سيتم سحب القوات الاضافية وعددها 5500 جندي و423 شرطيا من بعثات حفظ السلام المشتركة بين الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في جمهورية الكونجو الديمقراطية وساحل العاج وليبيريا ومن إقليم دارفور ومنطقة أبيي في السودان. وأكدت جونسون أيضا أن ما يزيد على ألف شخص قتلوا في القتال الذي استمر 12 يوما لكنها نفت التقارير التي تقول إن القتلى كانوا بالآلاف. وقالت "من الواضح أن الأرقام تتزايد مع استمرار القتال" وتابعت قائلة "من غير الممكن تقديم أرقام دقيقة في هذا الوقت." وقالت إن قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان توفر الأمن لحشود من المدنيين الذين يطلبون الحماية في أنحاء البلاد. وأضافت "صدرت تعليمات لجميع قوات حفظ السلام باستخدام كل وسائل القوة في حدود قدراتها عندما يتعرض المدنيون لتهديد وشيك." وقتل هنديان من قوات حفظ السلام وعدد من المدنيين من قبائل الدنكا الأسبوع الماضي في هجوم شنه نحو ألفي شاب مسلح من قبائل النوير على قاعدة تابعة للأمم المتحدة في ولاية جونقلي. ويؤثر القتال على إنتاج النفط في جنوب السودان الذي يمثل مصدر 98 بالمئة من إيرادات الحكومة. وقال وزير النفط ستيفن ديو داو في وقت سابق هذا الأسبوع إن إنتاج النفط تراجع بمقدار 45 ألف برميل يوميا إلى 200 ألف برميل بعد إغلاق حقول النفط في ولاية الوحدة. وتحاول قوى غربية ودول في شرق أفريقيا تحرص على ألا يتسبب الصراع في تقويض استقرار المنطقة التوسط بين سلفا كير رئيس جنوب السودان الذي ينتمي لقبيلة الدنكا وبين زعيم المتمردين ريك مشار الذي ينتمي لقبيلة النوير وكان نائبا للرئيس قبل إقالته في يوليو تموز. لكن المفاوضات لم تؤد إلى حل الأزمة إلى الآن. وقالت جونسون "لم اسمع عن إحراز أي تقدم اليوم. "هذا صراع سياسي بين زعيمين لكنه يتضمن أيضا عناصر متعددة الأعراق على الجانبين. لذلك لا يبدو كأنه صراع عرقي." واندلعت أغلب الاشتباكات بين من ينتمون الى قبيلتي النوير والدنكا في صفوف الجيش الشعبي لتحرير السودان كما وردت تقارير عن مهاجمة مسلحين وشبان لجماعات تنتمي إلى قبائل منافسة. وقال كل من كير ومشار إن الصراع سياسي وليس قبليا. وقالت جونسون إن بعثة الأممالمتحدة تحقق أيضا في تقارير عن ارتكاب أعمال وحشية من بينها الإعدام دون محاكمة والملابسات المحيطة بالعثور على مقبرة جماعية. ورحبت بتصميم كير المعلن بالتحقيق في المزاعم لكنها قالت "نتوقع أن يتبع ذلك أفعال."