استضافت جامعة كفر الشيخ برئاسة الدكتور ماجد القمري، اليوم الأربعاء، الكاتب الصحفي محمود بكرى رئيس مجلس إدارة جريدة الأسبوع، والوفد المرافق له، وذلك للمشاركة فى الملتقى التثقيفي الذي تقيمه الجامعة تحت عنوان "الدولة المصرية بين التحديات الخارجية ومحاربة الإرهاب وتحقيق التنمية" والتي حاضر فيها بقاعة السيمنار بكلية التربية النوعية واستعرض من خلالها أهم التحديات الخارجية، وما تقوم به الدولة من إنجازات على الصعيدين المحلى والدولي، فضلا عن محاربة الإرهاب. وأكد "بكرى"، أن مصر واجهت الإرهاب منذ ثورة الثلاثين من يونيو 2013، منذ تفويض المصريين الرئيس عبدالفتاح السيسي لمحاربته بعد تجاوبهم مع دعوته لتفويضه في 26 يوليو 2013 بعد فض الاعتصامين المسلحين في رابعة والنهضة في 14 أغسطس 2.13، انتقل الإرهاب مباشرة وبكل زخمه إلى شمال سيناء وأصبح مثلث العريش-الشيخ زويد- رفح، خير تعبير عن الإرهاب الذي ارتكز على العناصر التي دفعت بها الجماعات المتطرفة إلى شمال سيناء خلال وجودهم في السلطة منتصف عامي 2012-2013. وأوضح أن الإرهاب راح يتمدد داخل البلاد ليذهب ضحيته العديد من رجال الشرطة والجيش والشخصيات المهمة، وكان على رأسهم الراحل المستشار هشام بركات النائب العام والعميد الشهيد عادل رجائي فائد الفرقة التاسعة مدرعة، والذي اغتالته يد الغدر والإرهاب أثناء خروجه من منزله بمدينة العبور. ولفت إلى أن ضربات الإرهاب توسعت بعد ذلك لتمتد إلى الوادي خاصة جنوبه، حيث العمليات التي شهدتها مدينة إسنا بمحافظة الأقصر، ومدينة أبو تشت بمحافظة قنا، إضافة لضبط العديد من الخلايا الداعشية والمتطرفة في جبال أسيوط، والصحراء الغربية، حيث كانت عملية استشهاد 16 من رجال الشرطة في العشرين من أكتوبر الماضي، عنوان واضح على استمرار المخطط الإرهابي في محاولاته للتمدد بغرب البلاد وشرقها وجنوبها، وكانت عملية السطو على البنك الأهلي بالعريش تحمل مدلولات مختلفة حول سعى التنظيمات لإثبات قدرتها على تحقيق أهدافها في الهجوم على المؤسسات المدنية، وتخويف المواطنين من إيداع أموالهم في واحد من أهم البنوك التابعة للدولة. وأكد بكرى أن حادث مذبحة مسجد الروضة جاء ليبعث بالعديد من الرسائل منها أن هناك نقلة نوعية في عمل تلك الجماعات المتطرفة باستهدافهم أحد المساجد الذي يصلي فيه الآمنين صلاة الجمعة. موضحا أنه يجب أن نتصدى في هذه النقطة لمن يسعون لإغراقنا في أمور فرعية كالصوفية والطريقة الجريرية وغيرها لأن الهدف هو إسقاط الدولة أيا كانت السبل والطرق والتفسيرات المتبعة. وأوضح أن عملية المسجد هي عملية مخابراتية بالدرجة الأولى وبصمات أجهزة المخابرات واضحة عليها تماما، مؤكدا أن التخطيط لتنفيذها كان دقيقا ومحكما. وأكد بكرى أن الإرهاب لا يستطيع التحرك دون الارتكاز على أذرع أربعة متمثلة فى "تمويل مادي وتسليح - غطاء سياسي توفره دول معادية - شيوخ للفتنة يغرسون العنف والإرهاب في عقول الشباب، فضلا عن شخصيات وجهات معادية تحرض شباب المجتمع ليكونوا قنابل قابلة للانفجار في أي وقت. وشدد على أن سبل المواجهة تتطلب، محاربة الأفكار المنحرفة ليس بالشرطة والجيش وحدهما بل بانخراط كل مؤسسات المجتمع (ثقافية وعلمية وتعليمية ودينية وفكرية وإعلامية) لصياغة استراتيجية واضحة ومحددة، لمحاربة الإرهاب، وليس محاربة الإرهابيين فقط، موضحا أنه لن يتأتى ذلك بغير اضطلاع المؤسسات بدورها، لنواجه محاولات غرس الفكر التكفيري والمتطرف في عقولهم وزرع الفتنة في رءوسهم والتي لن يحصد ويلاتها سوي المجتمع بكامله . ودعا إلى العمل على تحصين عقول شبابنا وطلابنا منذ الصغر، ومواجهة الأفكار المتطرفة من خلال إنتاج برامج ومسلسلات وأفلام تدعو لصحيح الدين، وتواجه الفكر المتطرف.