كرّمت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائى، مساء أمس، المخرج التونسى فريد بو غدير، والذى تم عرض فيلمه "زيزو" على هامش فعاليات المهرجان. وقال بو غدير، في الندوة التي أقيمت عقب عرض الفيلم، وأدارها الناقد نادر عدلي: إنه لا يفرض وجهة نظره على الجمهور، والمُشاهد من حقه أن يكوّن وجهة نظره الخاصه به، فأنا أقدم فقط الحقيقة ولكنني بالتأكيد أضع رؤيتي كمخرج والتي تكون مبنية على الحقائق والوقائع. وتحدَّث بو غدير عن ظروف الإنتاج الصعبة في تونس، مؤكدًا أنه بسبب هذه الظروف يحلم بأن يصنع فيلمًا دون إمكانيات مادية ضخمة، يكون فيه المصور والمخرج، فالغاية هي التعبير وعرض الأفكار والحقائق والفن، وليس الربح. يشار إلى أن فريد بو غدير سبق أن شارك في مهرجانات عالمية كثيرة، لكنه يرى مقولة "الصدق في المحلية يصلك إلى العالمية" صحيحة تمامًا، لذا يجب الاهتمام بالسينما المحلية. ويعد الفنان الوحيد تقريبًا الذي اهتم بتسجيل تاريخ السينما في إفريقيا، وجاء ذلك في وقت مبكر من حياته خلال الفترة 1966، حينما كان في المدرسة، وكانت هذه الفترة بداية المسابقة الإفريقية والعربية بمهرجان تونسي، مما سمح له بالاطلاع على السينما الإفريقية، وشاهد من خلالها معظم الأفلام الإفريقية وقابل جميع المخرجين، ونجح في تكوين علاقات شخصية وفنية. الفيلم من إنتاج عام 2016 ومدته 100 دقيقة، وتدور أحداثه حول "عزيز" الملقب بزيزو الحاصل على مؤهل عالٍ ويعاني البطالة، يغادر قريته بحثًا عن عمل في العاصمة، وخلال رحلة بحثه يتنقل بين طبقات الأغنياء والفقراء، بين العصريين والمحافظين، بين مساندي النظام المستبد والمعارضين الإسلاميين، يصادف فتاة ويحبها وهي محتجزة لدى مجموعة قريبة من السلطة، ويحلم زيزو بتحريرها، وتنطلق في لحظة أولى شرارات الثورة مما يعطي أملًا في الحرية، ويصبح زيزو بطلًا رغمًا عنه.