كشفت دراسة حديثة لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، عن آلية جديدة تعتمدها التنظيمات الإرهابية داخل السجون الأوروبية، فبعد اكتشاف السجون البلجيكية لإحدى رسائل التجنيد داخل سجونها مؤخرًا، تواجه إسبانيا خطر انضمام 7 آلاف سجين كذئاب منفردة للإرهاب. وأوضح المرصد فى دراسته التى صدرت حديثًا، أن التجنيد فى السجون هو إحدى آليات التنظيم فى الاستقطاب، لا سيما فى أوروبا، والتى يسعى التنظيم وبقوة أن يصبح له بها قاعدة عريضة من أنصاره، معتمدًا على السجناء المدنيين فى تنشيط هذه الآلية والاعتماد عليهم فى تلقين أصحاب الجرائم العامة، مثل جرائم المخدرات والسرقة، ويكون الدخول إلى عقول هؤلاء من باب التكفير عن جرائمهم، ثم يكون التوجيه بتنفيذ هجمات إرهابية تظهر ولاءهم له. وأشار التقرير إلى أن السجون الإسبانية تضم نحو 7 آلاف سجين مسلم، بأن تجنيدهم لصالح التنظيمات الإرهابية، وأوصى بعمل برامج تأهيلية مكثفة للمتطرفين على يد متخصصين وأئمة معتدلين لمراجعتهم فكريًا، وكذلك عزلهم عن سجناء الجرائم العامة خلال قضاء فترة عقوبتهم؛ منعًا لانتشار هذا الفكر المتطرف. وفى السياق نفسه، عول مرصد الإفتاء على الخلافات الفكرية بين التنظيمات الإرهابية، والتى ظهرت مؤخرًا، مؤكدًا أن تلك الانقسامات تحتاج إلى الإستفادة منها للنيل من تلك الجماعات التى تواجه تراجعًا فى دعم مؤيديها ومموليها بسبب الاقتتال الداخلى. وقال المرصد: إن هناك صراعات أيديولوجية وتنظيمية مستعرة تدور رحاها بين التنظيمات المتطرفة التى تدعي أنها جهادية، وعلى رأسها تنظيمى القاعدة وداعش المنشق عنه، مشددًا على أن حركة ما يسمى بالجهاد العالمى منقسمة على نفسها فى ظل هذه الصراعات.