أعلى رأسه على الجدار شهادته، وفى يده مقصوصته وأمامه طاسته، تتصاعد أنفاسه مع بخار الزيت.. هكذا هى الحياة باختصار، الشهادة للبطاقة والفول والطعمية للدخل، وليد عياد حاصل على ليسانس أصول دين وعقيدة وزوجته تربية لغة عربية، يعملان فى محل فول وطعمية، وعن الحديث عن المعاناة فالحالات تتشابه والوجع واحد، وهذا جيل لم يعد ينفع عنه الكلام، ففرص وليد بعد أن بلغ الأربعين تتضاءل فى التعيين، ولم يعد معه مال يدفعه للحصول على وظيفة بعد أن دفع 30 ألف جنيه لسماسرة سوق العمل دون جدوى. كل أمنية بائع الطعمية صاحب الدرجة العلمية، أن يرى مستقبلا مغايرا لأبنائه، أن يتعلموا ويعملوا فى مهن تليق بعلمهم ولا تكون مصائر شهاداتهم على الجدار.