يجلس على كرسى مقابلها ويمد لها قدمه وهو مسترخٍ، فتقوم بوضعها فى دلو به ماء معطر وعلى حافته منشفة ما إن يخرج قدمه منه فيضعها فى المنشفة لتبدأ السيدة فى عمل «الباديكير»، وهو أحد الأعمال التجميلية الخاصة بالنساء وهو العناية بالقدم وأظافرها.. ليس هذا مقلبا أو مشهدا فى فيلم أو موقف بين رجل وزوجته، لكنه مشهد حقيقى فى أحد صالونات الحلاقة الرجالية. عادةً ما نجد السيدات تتشبه بالرجال، ولكن عندما يحدث العكس يكون الرجل مصدر سخرية للجميع، فذلك المشهد الموجود بالأعلى قد يثير اندهاش واستياء وسخرية الكثير من الرجال والنساء، خاصةً أن «الباديكير» أحد الأعمال الخاصة بالسيدات، ولكننا اليوم بصدد ظاهرة غريبة، وهى تقبل بعض الرجال فكرة عمل الباديكير ويدافعون عنها باستماتة. «عادل.م» رجل أربعينى، وجدناه داخل أحد صالونات الحلاقة وينتظر دوره لعمل الباديكير يقول: «الباديكير مش حكر على الستات، إحنا بنعمله نظافة شخصية حاجة مش حرام، وبتتعمل فى كل الدول الأوروبية، واللى بيتريقوا علينا هنا هتلاقيهم بيشيدوا باللى بيعملوا باديكير برا، ويقولوا عليهم شوفوا النظافة، لأننا هنا شعب متناقض». وعن الفئة التى تتردد على صالونات التجميل الرجالية لعمل الباديكير، تقول آية جمال، إحدى المتخصصات: إن فئة الأغنياء فقط هم من يقومون بعمل مثل تلك الأشياء التجميلية، فتقول: «الباديكير يعتبر نظافة شخصية ناس كتير بييجوا يعملوه، ولكن معظمهم من أصحاب الطبقة العليا، فيه ناس كتير بتستغرب لما بنقولها إن الكوافير متاح فيه عمل باديكير، وبيضحكوا وكتير بيتريقوا، وفى النهاية هى ظاهرة، ولما تعمم الناس كلها مش هتستغربها».