عرف اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا، بصفته الإخوانية على مدار سنوات وجوده، التى بدأت منذ نشأته فى 1983، خلال تلك الفترة لم يجد الاتحاد أزمة مع هذا التوصيف والانتماء للتنظيم الدولى، إلى أن تعرضت الجماعة لمجموعة وعكات أدت بها فى بداية العام الجارى لقرب إدراجها كيانًا إرهابيًا فى أمريكا، تنفيذًا للوعود التى قطعها الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب على نفسه. واتخذت الولاياتالمتحدة خطوات فعلية نحو تصنيف الإخوان كيانا إرهابيا فى يناير الماضى، ما دفع الاتحاد وقتها فقط للحديث عن عدم تبعيته للجماعة. وعقد مؤتمر صحفي فى تركيا أكد فيه أنه ليس كيانًا إخوانيًا حتى لا يطوله قرار الحكومة الأمريكية بالحظر. وبالرغم من أن الإخوانى يوسف القرضاوى، ظل ضيف شرف على الاتحاد لسنوات عديدة، إلا أن الاتحاد لم يجد عيبا فى إعلان تبرئه من الجماعة للهروب من مصير الحظر، مع ذلك يبقى النفى فى هذا التوقيت يثبت فى حد ذاته التبعية للجماعة. ويعتبر اتحاد المنظمات الإسلامية أكبر تجمع للمسلمين فى فرنسا، تأسس على يد التونسى عبدالله بن منصور والعراقى محمود زهير، فى إقليم مورت وموزيل من قبل تجمع أربع جمعيات لشمال وشرق فرنسا، جمعيات ذات تنظيم سرى، تتكون المنظمة من أكثر من 250 جمعية إسلامية على كامل أراضى فرنسا وتنتمى إليها مباشرة وتشرف على عدة مساجد فى المدن الكبرى فى البلاد. قضية الخمار وظل الاتحاد على سريته حتى أُثيرت قضية الخمار الإسلامى، التى دفعت به إلى الظهور فى أكتوبر 1989، وترجع شهرة الاتحاد إلى قيام الرئيس والسكرتير العام للاتحاد بزيارة مدير متوسطة «كراى» «أرنست شنيير» بقصد إقناعه بإعادة إدماج الفتيات الثلاث المبعدات عن مزاولة دروسهن لارتدائهن الحجاب، وقاموا بإقناعهن أن القرآن يفرض على المرأة ارتداء الخمار. ويوجد مقر الاتحاد فى المنطقة الصناعية ب«كورناف» فى فرنسا وهو الفرع الفرنسى من اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا وقسم اتحاد المنظمات الإسلامية فرنسا إلى 8 جهات إدارية، ممثلة فيها بمندوب، مرتبطة بأكثر من 200 جمعية هى ذاتها مقسمة إلى ثلاث مجموعات، حسب درجة الولاء والالتزام، فهناك العاملون (50 فردا) الأصدقاء(50 فردا) والمتعاطفون (100 فرد)، وللاتحاد روابط مع جمعيات متخصصة تنشط فى قطاعات خاصة فالعاملون من الشبان ينتمون إلى الشباب الإسلامى الفرنسى، أو إلى الطلبة المسلمين الفرنسيين. يأتى تمويل المنظمة من أكثر من 80٪ عبر تبرعات أعضائها، وحوالى 12٪ من التمويل يأتى من أشخاص أجانب من خارج فرنسا. انضم الاتحاد إلى عضوية اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا، إلى المجلس الفرنسى للديانة الإسلامية منذ انتخابات 2003، وله فيه منصب نائب الرئيس، وكذلك 11 من 25 لرئاسات المجالس الجهوية للديانة الإسلامية. أزمات الاتحاد شهد الاتحاد عددا من الأزمات، بدأت بإدراجه ك«منظمة إرهابية» من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة فى نوفمبر 2014، إلى جانب 81 مجموعة أو منظمة أخرى، بما فى ذلك تنظيم القاعدة، وتنظيم الدولة الإسلامية. كان رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس، أكد تضافر الجهود لمواجهة التطرف الإسلامى والعمل على تأسيس «إسلام فرنسي»، حذر مرارا من خطاب ونفوذ «الإخوان المسلمين».