في الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة الاشتباكات والمصادمات بين أعضاء ومؤيدي جماعة الإخوان المحظورة، ويبدو جليًا لكل مراقب، نيّة الإخوان في إشاعة الفوضى في الشارع المصري، في هذا الوقت يصعد المخرج الكبير "محمد خان" - الباكستاني حسب الأب والمصري حسب الأم والهوية والهوى - ليتسلّم جائزة أفضل فيلم في مهرجان دبيّ السينمائي الدولي، ممثّلاً لمصر عن فيلم "فتاة المصنع"، تلك هي غرائب القدر، أن ينتمي أناس إلى بلد ويسعون إلى دفن رأسها في الأرض، ولا ينتمي إنسان إليها ويسعى إلى رفع اسمها إلى عنان السماء. هذا المخرج ولد وتربّى في مصر وأصبح مبدعًا في مجاله، وعامًا بعد عام يطالب بمنحه الجنسية المصرية، ويتمّ تدشين حملات من قبل السينمائيين من أجل تحقيق حلمه ولكن دون جدوى، وكان عدد كبير من الفنانين - منهم المخرجون: إبراهيم البطوط ومحمد دياب وعماد البهات ونادية كامل وأحمد رشوان وأحمد عاطف وغيرهم - قد أنشأوا صفحة بعنوان "الجنسية المصرية للمخرج محمد خان"، وجمعوا العديد من التوقيعات لتقديمها إلى الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، كي يمنحه الجنسية المصرية، موضِّحين أنه من مواليد القاهرة لأب باكستاني وأم مصرية، لكنه لم يحصل على الجنسية المصرية حتى الآن. قدّم "خان" في مسيرته الفنية حوالي 23 فيلمًا سينمائيًا، كتب منها 12 قصة بنفسه، واختير 4 من أفلامه ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهي: "زوجة رجل مهم" بطولة أحمد زكي وميرفت أمين، "أحلام هند وكاميليا" بطولة نجلاء فتحي وأحمد زكي، "خرج ولم يعد" بطولة فريد شوقي ويحيى الفخراني وليلى علوي، و"سوبر ماركت" بطولة نجلاء فتحي وممدوح عبد العليم وعادل أدهم. وعرف عن المخرج الكبير اهتمامه بشخصيات أفلامه، وانحسر نشاطه السينمائي - مثل غيره من مخرجي جيله - في السنوات الأخيرة، لكنه اعتبر أحد رواد سينما ال "ديجيتال" من خلال فيلمه "كليفتي"، وآخر أفلامه كانا: "بنات وسط البلد" ل: منة شلبي وهند صبري وخالد أبو النجا، و"شقة مصر الجديدة" ل: غادة عادل وخالد أبو النجا، واللذين كتبتهما زوجته "وسام سليمان". وحاز "خان" - في مسيرته الفنية - على عشرات الجوائز باسم السينما المصرية، كما شارك كعضو لجنة تحكيم في عديد من الجوائز الدولية ممثلا لمصر، وتم تكريمه من المهرجان المصري القومي الرابع عشر للسينما عام 2008، باعتباره من العلامات البارزة في تاريخ السينما المصرية.