كان الشيخ على محمود، أحد أبرز المقرئين الذين ذاع صيتهم أوائل القرن العشرين وصاحب مدرسة عريقة فى التلاوة والإنشاد تتلمذ فيها كل من جاءوا بعده من القراء والمنشدين. ثم جاء الشيخ النقشبندى وقد بهر الناس بأدائه الرائع وبصوته الواضح القادر على الأداء فى كل المقامات ثم جاء نصر الدين طوبار الذى تأثر بطريقة دراويش الطرق الصوفية وكان الفضل فى ظهوره وانتشاره للفنان زكريا الحجاوى، وكان آخر هذه الرائحة الحلوة القديمة الشيخ محمد عمران؛ وبوفاته صارت دولة الإنشاد الدينى والتواشيح إلى زوال. وكان أبرز من ذاع صيتهم فى هذه المدرسة الشيخ طه الفشنى، ففى عام 1939 قدم الشيخ على محمود تلميذه الأول للجمهور فحل محله فى ليلة خالدة فى حياة الشيخ طه واستقبله الناس بالتقدير فقد كان الشيخ طه أقدر الناس على استيعاب طريقة أستاذه ومن ثم أقدرهم أيضا على أن يسد الفراغ الكبير الذى سيخلفه الشيخ على محمود، وفى عام 1942 أصبح للشيخ طه فرقة يرأسها ولمع نجمه سريعا فأذاع من محطة القاهرة ومن محطات الإذاعات الخارجية، ولم يكتف بالتواشيح بل ظل يقرأ القرآن. وكانت أعظم الأصوات بالنسبة إليه هو صوت المرحوم الصيفى ومحمد رفعت ووصفه بأنه فلتة لن يجود بمثلها الزمان وهو من عشاق صوت الشيخ مصطفى إسماعيل أيضا، وحدث مرة أن كان الشيخ طه ينشد التواشيح فى ليلة مولد بديروط وعندما جاء عند مقطع «استقر به المقام» أقسم أحد العمد الجالسين بالطلاق أن يظل الشيخ يردد هذا المقطع حتى الصباح؛ وظل الفشنى يردد المقطع حتى بزغ نور الفجر ثم غادر الصوان على عجل واستقل أول قطار إلى القاهرة. كان الفشنى عمدة فن التواشيح والإنشاد الدينى بعد الشيخ على محمود ولكن حظه فى التلاوة كان متوسطا وعندما بدأ قلد طريقة الشيخ مصطفى إسماعيل؛ ولكنه عدل عنها بعد ذلك وأصبح له طابعه الخاص وبعد موت الشيخ طه الفشنى بسنوات طويلة منحه الرئيس الأسبق حسنى مبارك وساما تقديرا لدوره المجيد فى خدمة القرآن الكريم.