ما زالت أسرة الطفل «يوسف» تتشبث بالأمل فى شفائه، رغم مرور ستة أيام على إصابته بطلق ناري، فى الرأس، لدى تواجده بميدان الحصرى فى 6 أكتوبر. وقال سامح العربي، والد الطفل، إنه علم بالفاجعة حينما اتصلت به زوجته، لتخبره بأن ابنه أصيب بإغماء، الأمر، الذى لم يثر مخاوفه أول الأمر، ذلك أن يوسف مريض بالأنيميا، وكان يصاب بنوبات إغماء من حين لآخر. وأضاف: «بعدها تلقيت من زوجتى مكالمة ثانية، لتخبرنى بأن رصاصة مجهولة استقرت فى رأس ابني، فهرعت إلى المستشفى، وهناك أخبرنى طبيب الطوارئ بحقيقة الحالة، فدارت الأرض تحت قدمي». وقال: «الرصاصة استقرت فى جذع المخ، والحالة الصحية متأخرة، لكن الأمل فى الله كبير». وأضاف أن «يوسف ليس ابنى فحسب، لكنه صديقى وكاتم أسراري، ومنذ الحادثة لم أفارقه، أتحدث إليه، وأهمس فى أذنيه: «قوم يا يوسف، قوم يا حبيبى بابا محتاجك». وتابع: «الأطباء أكدوا لى أنه يسمع، أنا أتحدث إليه، وعندى يقين كبير فى رحمة ربنا.. حجم الدعاء الذى رفعه المتعاطفون مع ابنى إلى السماء، والدعم النفسى الذى يقدمونه لى ولأمه يدفعنى إلى الطمأنينة، أسأل الجميع الدعاء، فرب دعوة بظهر الغيب تغير قدرًا». ويفترش الأب منذ الحادثة، بطانية على باب غرفة ابنه، رافضًا أن يغادر المستشفى، وكلما دعاه أحد إلى الذهاب إلى بيته للراحة قال: «مش هأخرج إلا ومعايا ابني». وقال: «أنا وأمه مازلنا نتمسك بالأمل فى رحمة الله، ونرى المئات من المتعاطفين من الشخصيات العامة والعادية، الذين يتوافدون على غرفته للدعاء له.. يوسف وحد مشاعر المصريين». وفى موقع الحادثة، قال «عبده» حارس العقار، الذى سقط يوسف أمامه: «إن الناس فى المنطقة مصابون بالهلع بعد تزايد الشائعات عن استهداف آخرين برصاصات قناصة مجهولة المصدر». واضطررت إزاء هذا الموقف المضطرب إلى إغلاق الباب المؤدى إلى سطح العقار من مالى الشخصى خوفًا على السكان. وأضاف، أن هناك رواية يرددها بعض الأفراد بأن الطلقات خرجت من مسدس فى حفل زفاف، لكن أحدا لا يعرف الحقيقة. وأكد صاحب كافتيريا بميدان الحصرى، أن فتاة أصيبت برصاصة فى كتفها بالتزامن مع حادثة يوسف، الأمر الذى يشيع الرعب فى قلوب الناس. وقال الدكتور إيهاب صفوت، مدير مستشفى 6 أكتوبر الجامعي، «يوم الواقعة حضر بعض الأطفال ومعهم يوسف جميعهم كانوا فى حالة ذعر، وعلى الفور أسرع الأطباء للكشف عليه، حيث تبينت إصابته برصاصة أسفل منطقة الرأس، برصاصة اخترقت جذع المخ، ومن الصعب إخراجها، بالإضافة إلى توقف عدد من خلايا المخ وعضلة القلب». وأضاف «نجح الأطباء فى إنعاش قلبه، وهذه معجزة إلهية، والأمل يبقى فى معجزة أخرى تعيده إلى الوعي، ذلك أن المخ تعرض لتلف جراء الرصاصة، ولم يعد يرسل إشارات إلى الأجهزة الحيوية للجسم».