اختتمت الْيَوْمَ فعاليات مؤتمر الاقتصاد الرقمي، بعنوان "تجارة إلكترونية بلا معوقات" التي نظمه مجلس الوحدة الاقتصادية العربية بجامعة الدول العربية تحت رعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ومشاركة الاتحاد العربي للتجارة الإلكترونية. ويعتبر المؤتمر أكبر حدث متخصص في التجارة الإلكترونية وتطبيقاتها المختلفة في المنطقة العربية ويهدف إلى تعزيز ودعم أسواق التجارة الإلكترونية بالعالم العربي على نحو يسهم في مواكبة الاقتصاد العربي للاقتصاد المعاصر والمتغيرات العالمية وخاصة فيما يخص الاقتصاد الرقمي. ويهدف المؤتمر إلى مواكبة التطورات الدولية، مستهدفًا تنمية حجم التجارة الإلكترونية بين الدول العربية، بما يخدم أهداف التنمية لدى القطاع العام والخاص والأفراد في المنطقة العربية، لتأكيد استمرارية معدلات النمو، والعمل على تنميتها، وخاصة دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر. وأكد السفير محمد محمد الربيع، في تصريحات صحفية، أن أهداف مجلس الوحدة الاقتصادية العربية تتضمن دعم الاقتصاد الرقمي العربي، والإسهام في تقديم مجموعة من التشريعات والأطر القانونية لدعم تطوير التطبيقات المبتكرة، وتمكين حلول التجارة الإلكترونية الآمنة والموثوقة بين الدول العربية والتي تتماشى مع المعاييرالدولية وأفضل الممارسات؛ وأضاف أن مجلس الوحدة الاقتصادية العربية ارتأى إطلاق مبادرته الرائدة لتأسيس الاتحاد العربي للتجارة الإلكترونية، كإحدى منظمات المجلس، تشجيعًا للدول العربية لتلحق بهذا الركب العالمي "وتحفيزًا لعملية التنمية الإقليمية لدول المنطقة العربية لتنطلق وتنفتح على هذا العالم بجهود متكاملة ومنظمة وتحصل على ماتستحقه من نصيب عادل في حجم تلك التجارة العالمي". وأكد محمد العطية، رئيس الاتحاد العربى للتجارة الإلكترونية، أن إحصائيات البنك الدولي لعام 2016 تشير إلى أن حجم التجارة الإلكترونية العالمية يبلغ 1.6 تريليون دولار، بينما لا تتجاوز حصة منطقة الشرق الأوسط أكثر من 2% فقط من إجمالي التجارة الإلكترونية عالميًا "وهذا رقم هزيل جدًا بما تملكه المنطقة من إمكانيات مادية وبشرية، ومن طاقة شرائية كبيرة"، ودعا الدول الأعضاء بالاتحاد إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود، وخلق مناخ قانونى وتشريعي يحفظ أموال المشترين، ويسهل انتقال المال بسهولة ويسر، ويضمن أيضًا جودة المنتج المباع "في ظل الفوضى الحالية التي تشهدها كثير من منصات البيع عبر الإنترنت". وتحدث الدكتور علي الخوري النائب الأول لرئيس الإتحاد العربي للتجارة الإلكترونية عن التحديات والفرص، مستعرضا استراتيجية الاتحاد من 2017 إلى 2020 والتي تنطلق من خلال أربعة محاور رئيسية هي تنمية الاقتصاد الرقمي وتعزيز بيئة التجارة الإلكترونية بين الدول العربية والبنية التحتية الضرورية للتجارة الإلكترونية الآمنة والموثوقة والحوكمة والجودة لعمل الاتحاد. وتحدث المهندس عاطف حلمي، وزيرالاتصالات المصري الأسبق، عن المحاور الرئيسية من البنية التحتية للتجارة الإلكترونية؛ فيما تناول جيلز ريتشارد ممثل منظمة الاتحاد الأوربي للتجارة الإلكترونية أهمية أمن وسرية المعلومات في المعاملات الإلكترونية لحمايتها من أعمال القرصنة؛ وألقت الدكتورة جوليا جلايدن كبيرة المستشارين بشركة آي بي إم الضوء على دور الحكومي في التحول إلى العصر المعرفي، وأعلنت ويسترن يونيون، عن توقيعها اتفاقية تعاون مشترك مع الاتحاد العربي للتجارة الإلكترونية تهدف إلى تسريع تبني التجارة الإلكترونية والدفع الرقمي في منطقة الشر ق الأوسط وشمال أفريقيا؛ كما أبرمت سلطة المنطقة الحرة بمطار دبي (دافزا)، مذكرة تفاهم مع الاتحاد، بهدف تبادل المعرفة والخبرات بالاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية العربية، وذلك عبر التبادل والاشتراك في إعداد الدراسات والتقارير المشتركة المتعلقة بسوق التجارة الإلكترونية في العالم العربي. ووفقًا للمذكرة، سيتعاون الطرفان مع الحكومات العربية لتطوير ومواءمة التشريعات والقوانين الرامية لتسهيل ممارسة التجارة الإلكترونية، خصوصًا عبر المناطق الحرة. وسيقوم الطرفان بوضع إطار تعاوني شامل، لإقامة المؤتمرات وورش العمل ذات الصِّلة بالتجارة الإلكترونية، إضافة إلى تشجيع وترويج التجارة الإلكترونية في العالم العربي للمستثمرين.