دائمًا ما يؤكد الفريق أول صدقى صبحى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، أن أهالى سيناء الشرفاء يتعاونون مع رجال الجيش والشرطة، ويقفون معهم فى خندق واحد لحماية الوطن، مشددًا على أن الجميع لا يتهاون فى حماية أمن مصر القومى. كما شدد «صبحى»، أكثر من مرة خلال عدة جولات تفقدية له فى سيناءالعريش، أنه لا تهاون فى تطهير أرض سيناء من جميع أشكال التطرف والإرهاب، بفضل تلاحم الشرفاء من أبناء سيناء الذين يخوضون مع إخوانهم فى القوات المسلحة والشرطة أروع ملاحم الوطنية المصرية، وستظل سيناء رمزًا لانتصار إرادة الشعب المصرى العظيم جيلًا بعد جيل. وقدمت سيناء كثيرًا من رموزها وشيوخ قبائلها شهداءً للوطن، حيث استهدفتهم يد الإرهاب الآثمة لأنهم يتعاونون مع الجيش والشرطة. جاءت واقعة استهداف الشيخ نايف أبوقبال، شيخ عشيرة «الزيود» بقبيلة السواركة، لتمثل أول حادثة اغتيال لشيوخ سيناء. تعرض لإطلاق نار على يد مسلحين داخل أحد صالونات الحلاقة بوسط مدينة العريش، وفر الجناة الذين كانوا يستقلون دراجة بخارية هاربين لتسجل أول حلقة فى مسلسل الاغتيالات لرموز القبائل. وأكد الجميع أن اغتيال الشيخ نايف كانت وراءه العناصر الإرهابية نظرًا لأنه شيخ حكومى لعشيرة الزيود، والشيوخ الحكوميون تابعون لمديرية أمن شمال سيناء، ويتردد فى أوساط المتشددين أنه كان يساعد رجال الأمن فى ملاحقة العناصر الإرهابية فى أحداث طابا. ومثل اغتيال الشيخ خلف المنيعى ونجله تحديًا صارخًا من المسلحين للمجتمع السيناوى والقبائل البدوية بسيناء، حيث كان «المنيعى» من رموز قبيلة «السواركة»، وينتمى إلى عشيرة «المنايعة»، وكان يدافع عن حقوق أبناء سيناء، ويعقد مؤتمرات شعبية لأبناء القبائل، وتعرض للاغتيال بعد عودته من قرية المهدية برفح أثناء عقد اجتماع مع أفراد من العائلة، لمواجهة الإرهاب فى سيناء، والتصدى للعنف. وبعد انتهاء الاجتماع مع أفراد العشيرة، الذى عقد فى رمضان قبل الماضى، عاد المنيعى إلى مزرعته بمنطقة «الخروبة»، شرق العريش، قبل موعد السحور بساعتين، وكان برفقته نجله محمد، 20 عامًا، خرجت عليه مجموعة من المسلحين، وأطلقوا النار عليه وهو بداخل سيارته قبل الوصول إلى مزرعته، مما أدى إلى مصرعه فى الحال ومعه نجله، الذى توفى أثناء نقله إلى المستشفى. وأثار اغتيال «المنيعى»، غضب أفراد قبيلة «السواركة»، خاصة أنها الجريمة الثانية لرموز القبيلة بعد اغتيال «أبوقبال»، ورفضت القبيلة فتح مجلس لتقبل العزاء من أبناء القبائل، حتى يثأروا ممن قتلهم، حسب كلام أبناء قبيلة «السواركة». وفى عام 2012 تم استهداف «كامل أبوملحوس»، أحد أبناء عشيرة «الدهيمات»، قبيلة السواركة، برفقة أحد أقربائه من أبناء عمومته، أثناء عودته من مدينة الشيخ زويد إلى العريش، حيث فوجئوا بمنطقة الخروبة وعلى الطريق الدولى رفح العريش، خرجت عليهم سيارة كروز دفع رباعى، وقام مجموعة من المسلحين بإطلاق النار من أسلحتهم الرشاشة على أبناء عائلة أبوملحوس أثناء جلوسهم داخل السيارة، مما أدى إلى مصرعهم فى الحال. ويعتبر كامل أبوملحوس من الشخصيات المعروفة فى أوساط القبائل، وله علاقة طيبة بعدد من المسئولين فى الدولة، ويساعد أبناء قبيلته فى حل المشاكل، ويلجأ إليه أبناء قبيلة «السواركة»، لحل مشاكلهم لدى المسئولين، وكان هدف المسلحين هو اغتيال كامل أبوملحوس، وليس مرافقه، لكنهم يقومون بتصفية كل من يرافق هدفهم المراد تصفيته، حتى لا يتم الكشف عن منفذى الجريمة. وفى نفس العام سقط الشيخ إسماعيل أبوزيد، أحد أبناء قبيلة «السواركة»، لينضم إلى مسلسل الاغتيالات، وهو الرابع من رموز القبيلة، الذى يتعرض إلى الاغتيال على يد المسلحين، وينتمى «أبوزيد» إلى عشيرة «السلاميين»، وتعرض للاغتيال على يد مسلحين يستقلون سيارة دفع رباعى بمنطقة المزرعة جنوب مدينة العريش، حيث أطلقوا النار عليه أثناء عودته إلى منزله، ولم يتم التعرف على منفذى الجريمة بعد أن فروا من المكان، واستغل المسلحون وقتها ظاهرة الانفلات الأمنى، التى شهدتها المحافظة بعد ثورة 25 يناير 2011. وتعد جريمة اغتيال عبدالحميد سلمى هى الأولى لأبناء قبيلة الفواخرية بالعريش، والخامسة فى مسلسل اغتيال رموز القبائل فى سيناء، وهى الجريمة التى هزت كيان مدينة العريش على وجه الخصوص، حيث تم اتهام الإخوان المسلمين وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى بتنفيذ الجريمة بعد أن قام النائب السابق بحشد الجماهير، لتأييد الفريق عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، وتفويضه للقضاء على الإرهاب فى سيناء، وكان النائب، رجل الأعمال المعروف، يواجه الإرهاب بكل قوة، ويعقد المؤتمرات الشعبية ويحشد من أجل التصدى للإرهاب الأسود فى سيناء. وأرجعت مصادر قبلية من العريش اغتيال عبدالحميد سلمى إلى دوره فى التصدى للإرهاب من خلال حشد الجماهير وعقد المؤتمرات، وأضافت المصادر أن عائلة «سلمى» تعلم جيدًا من قام بتنفيذ الجريمة، لكنها تحاول تحديد الأسماء لأخذ الثأر.