أعرب تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، عن اعتزازه بالعلاقات الطيبة التي تجمع القيادات السياسية والبرلمانية والدينية والشعبية في مصر والكويت، والتي تمتد إلى مئات السنين، منوهًا بعلاقات المحبة والأخوة الخاصة بين الشعبين. وقال "تواضروس" في تصريحات لصحيفة «الراي»، بمناسبة زيارته للكويت التي تبدأ اليوم الأحد: إنه «يسعد أن الكويت تحتضن مئات الآلاف من المصريين مع جنسيات كثيرة مختلفة، وهو ما يكشف روح السماحة والقلب المتسع والمساواة وعدم التمييز لدى سمو الأمير والحكومة والشعب». وأشار إلى رغبته في زيارة الكويت منذ زمن، وتطلعه للقاء مع الأمير الشيخ صباح الأحمد، لافتًا إلى أن الكويت من أهم البلدان التي قرأ عنها كثيرًا. وأضاف انه كان يتابع مجلة «العربي»، التي تصدرها الكويت منذ الستينات، وتعد إحدى نوافذ الثقافة العربية التي تخدم بها الكويت جموع المثقفين العرب. وتعد هذه الزيارة، الأولى للبابا تواضروس إلى البلاد منذ تنصيبه على كرسي مارمرقس عقب اعتلائه السُّدة المرقسية العام 2013، وتأتي تلبية للدعوة الرسمية التي وجهها إليه سمو الأمير، خلال زيارة الشيخ علي الجراح للمقر البابوي في دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون في مصر على رأس وفد رفيع المستوى. وقالت مصادر في الكنيسة المصرية ل«الراي»: إن "تواضروس" سيبدأ نشاطه فور وصوله مباشرة، حيث سيلتقي «شعب الكنيسة» في الخامسة من مساء اليوم (بتوقيت الكويت)، كما سيقوم بتدشين كاتدرائية القديس مار مرقس، الثلاثاء المقبل. ومن المقرر أن يترأس البابا قداسين، الأول الثلاثاء المقبل عند التدشين، والثاني في اليوم التالي. وذكرت المصادر، أن زيارة البابا تتضمن عددًا من اللقاءات الرسمية مع القيادات الكويتية وأعضاء من الجالية المصرية، مشيرة إلى أنها تستمر حتى الخميس المقبل، حيث سيعود إلى القاهرة لاستقبال البابا فرنسيس الذي سيزور القاهرة يومي 28 و29 من الشهر الجاري. من جهته، أوضح راعي كنيسة مارمرقس في الكويت الأب بيجول الأنبا بيشوي، في تصريح صحافي، أن البابا سيلتقي سمو أمير البلاد، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، والشيخة فريحة الأحمد، وعددًا من المسؤولين وكبار الشخصيات في الدولة. وأكد الأب بيجول أن هذه «الزيارة التاريخية تعد تجسيدًا لمدى عمق ومتانة العلاقات بين البلدين الشقيقين مصر والكويت على المستويات كافة، وعلى المحبة المتبادلة التي تجمع شعوب البلدين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم»، مشددًا على أن «الكويت قيادة وشعبًا كانت وما زالت سباقة في إعلاء راية المحبة والإخاء والإنسانية بين جميع البشر».
