بالتزامن مع احتفال الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمصر والعالم بأعياد القيامة المجيدة، وجه البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية رسالتة الرعوية لجميع رعايا الكنيسة على مستوى العالم وللكنائس فى أمريكا وكندا وأمريكا اللاتينية وأوروبا وأسيا واستراليا. افتتح البابا رسالته قائلا: "أهنئكم بعيد القيامة المجيد والذى يحتفل به مسيحيو العالم بنفس التوقيت بهذا العام ونتذكر بالخير شهداء أحد الشعانين الذين سجلوا بدمائهم صفحة جديدة فى تاريخ الكنيسة القبطية المصرية وأن الله اختارهم لأن الله ضابط الكل ويدبر حياتنا ونشكره جميعًا". وأضاف البابا، أننا نذكرهم مع كل الشهداء وبلادنا الحبيبة مصر ونصلي أن يحفظها الله من كل شر وشبه شر ويبعده عن حدودنا فى بلادنا وعن كل منطقة الشرق الأوسط. وألمح إلى أن الكتاب المقدس يحمل الكثير من الآيات التى تتحدث عن القيامة باعتباها الحدث الأول والأساسي فى تاريخ مسيحيتنا وبلا قيامة أو صليب لا يكون للمسيحية أى وجود، ومن الآيات الكثيرة تتحدث عن القيامة بصورة فردية وشخصية. واستشهد بقول القديس بولس الرسول لأهل فيلبي (3-10) لأعرفه، وقوة قيامته، وشركة آلامه، متشبها بموته، وتأمل كلمات.. الاية التى سردها القديس الذى لم يعرف المسيح إلا فى منتصف عمره ليتحول من شاول الطرسوسي الذى اضطهد المسيحية إلى رسول كارز بالمسيح. وقال البابا: إن المعرفة والخبرة الروحية فى القيامة يحددها القديس بولس بالملامح الأربعة الواردة بالآية، لأعرفه كلمة بصيغة التأكيد تعنى معرفة شخصية وليست سمعية فقط عن المسيح أى يعرف محبة المسيح ووصيته وخلاصة وسلوكياته معرفة الاختبارية. وأوضح أن القيامة لها قوة تفوق كل شيء لاسيما بأن القيامة ليست حدثًا تاريخيًا وإنما حالة معاشة يختبرها الإنسان ويتمتع بها، وفيها إعلان أن الموت ليس نهاية المشوار، بينما تقيم الإنسان من دنس الخطية ومن الخوف وغيرها من خلال قيامة المسيح الذى خلص البشرية - بحد تعبيرة. التقليد القديم وقال البابا "ياخذنا العجب بأن القديس يتذكر قوة القيامة قبل تذكر قوة الآلام، فى التقليد القديم بالكنيسة كانوا يعلقون الصليب دونمًا يرسمون عليه جسم المسيح وعندما نسأل نعرف أن المقصود منه المسيح قام من بين الأموات وفرحة القيامة جاءت من خلال الصليب" وأشار إلى أن القيامة تأتى بعد الآلام، وشركة الآلام عندما يشترك فيها الإنسان لأنه ليس مجد بدون ألم ولا يوجد أكليل حياة بدون أكليل الشوك ووجد الأكليل فأعطانا أكليل الحياة ولا قيامة بدون صليب وشركة الآلام التى يجتازها الإنسان وتاريخ الكنيسة ونعبر عنها بفصول كثيرة من أحداث الاستشهاد حتى الكنيسة القبطية بكنيسة الشهداء وهو اللقب الخاص بها بكل أنحاء العالم. وجاء الجزء الأخير من الآية "متشبها بموته".. واستطرد البابا: "إنها تعنى الإنسان المسيحي السائر فى طريق الرب يموت عن الخطية وشهوة قلبة الدائم تكون السماء". واختتم بابا الكنيسة بالتهنئة للجميع بمناسبة القيامة، وقال: "قلوبنا تعتصر بالآلم لفراق أحبائنا والشهداء ونذكرهم على الدوام أنهم رقدوا على رجاء القيامة وتهنتى للجميع الله يحفظكم ورسالتى للأساقفة والكهنة والخدام والخادمات وكل الشباب والأطفال والأسر بكل كنيسة بكنائسنا الممتدة فى قرات العالم". ومن المقرر أن يترأس البابا القداس الألهى، مساء اليوم، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية ويشاركة لفيف من الأساقفة العموم وعدد من الكهنة، واعتذر عن استقبال التعازى، صباح يوم العيد، فى شهداء كنيستى طنطاوالإسكندرية لكي ما لا تختلط المشاعر.