الإحصائيات الرسمية تحصر أعدادهم فى مصر بأكثر من 100 ألف شخص محمد عيد: لنا مقاه خاصة للتجمع فى وسط البلد.. وأغلبيتنا يموت بسبب إهمال الدولة الأقزام فى مصر.. حالات نادرة، لكنها قادرة على التواصل والحياة رغم ما تواجهه من صعوبات، فهى كغيرها من الفئات الاستثنائية، تعانى من حيث ثقافة المجتمع والقوانين أيضًا، لكن لقدراتهم التى قد تبدو ضعيفة، إلا أنها تظهر خارقة فى بعض الأحيان، بل إنهم استطاعوا الظهور للعلن بتحديهم للصعاب. فى مصر يعيش نحو 100 ألف قزم، قرر بعضهم استغلال ما هو عليه كميزة وليس عطبًا، فدخل مجال السينما، ونال الشهرة التى تمناها، لكن البعض الآخر يعيش حياة مليئة بالمتاعب، منها التهميش وعدم الاعتراف بهم وبحقوقهم، وتجلى هذا التهميش فى إهمال الدولة لرعايتهم وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية، وكان الأغرب هو عدم تصنيفهم ضمن فئات الإعاقة وهى أكبر المشكلات التى يواجهها قصار القامة «الأقزام»، والذى أدى إلى عدم وجود إحصائيات رسمية بأعدادهم لحصر مشاكلهم. «الأقزام» يمثلون حالة مرضية تنتج عن نقص كبير فى هرمون النمو مع الولادة، واشتهر بعضهم للاعتماد عليه فى مشاهد بالسينما، وكانت البداية عام 1965 من القرن الماضى، بدخول أول قزم عالم السينما فى فيلم «ابن حميدو»، مع الراحل اسماعيل ياسين وأحمد رمزى، وكان يعمل «صبى» عند الباز أفندى (الراحل توفيق الدقن)، ثم توالت الأعمال، ومنذ سنوات ظهر خالد الشاعر وزوجته ناهد، أشهر قزمين، ثم بعدهما جاء محمد المارد، الذى كان يستعين به طارق علام برامجه، وأيضًا من أشهر الأفلام التى شارك فيها أعداد كبيرة من الأقزام فيلم الأقزام قادمون، بطولة ليلى علوى ويحيى الفخرانى عام 1996، ثم ظهرت مؤخرًا فرقة الأقزام التى أحيت حفلها الأول فى يناير الماضى بنادى الشمس وهى فرقة مكونة من 12 قزمًا، ولاقت استحسان الجميع، واعتبرهم الجميع امتدادًا لأشهر أقزام السينما، وهو محمد عيد، الشهير بمحمد القزم، والذى بدأ حياته الفنية مع برنامج «ادينى عقلك»، والذى كان يُعرض فى رمضان من كل عام، وتوالت عليه الأعمال، ثم مشاركته البطولة فى فيلم «الرجل الأبيض المتوسط» عام 2001، وكان يقوم بدور شقيق نشوى مصطفى ويرفض زواجها من أحمد آدم، وشارك فى أعمال أخرى كثيرة، حتى أصبح الأشهر فى مصر والوطن العربى والعالم من حيث الطول والوزن والحجم. «البوابة» التقت محمد عيد، للتعرف على أبرز أزمات الأقزام بشكل عام، ومعاناته هو الشخصية، وكيف بدأ عمله الفنى، فقال: بدأت حياتى الفنية مع برنامج «ادينى عقلك» مع المخرج على العسال، وكان عمرى 12 عامًا واشتهرت بالعمل فى هذا البرنامج ولاقى نجاحًا كبيرًا، وأشار إلى أنه بعد ذلك بدأ الأعمال الفنية فى السينما. وعن عدد الأقزام فى مصر وهل يحصلون على تأمينات أو معاشات من الدولة، قال: «عدد الأقزام فى مصر يتخطى 100 ألف قزم، أغلبهم فى القاهرة والجيزة والإسكندرية والقليوبية، ولكنهم يعانون عدم اهتمام الدولة لهم، خاصة أنهم لا يحصلون على امتيازات، وغالبيتهم يموتون بسبب سوء الاهتمام والأمراض. وأضاف: أنا أشهر قزم فى العالم من حيث الطول والوزن، لأن طولى لا يتعدى المتر، ووزنى لا يتعدى 4 كيلوجرامات، وحجمى حجم طفل 4 سنوات، وأمارس حياتى بشكل عادى، ولكنى ضعيف أيضًا، مثلى مثل باقى الأقزام، يعانون من نظرة المجتمع لهم، وفى أغلب الأحيان من السخرية، وكما نرى جميعًا لا يظهر قصير القامة فى الأماكن العامة كثيرًا لوجود نظرة مجتمعية له يعانى منها قصير القامة. وعن أماكن تجمعهم، قال «عيد»: لنا عدد من المقاهى الخاصة فى وسط البلد نتجمع فيها، ولدينا صداقات وثيقة تربطنا بعضنا ببعض، ولكن على الدولة أن تهتم بنا أكثر من ذلك، فنحن نحتاج إلى شقة سكنية للعيش بها بدلًا من العيش «عالة على أهلنا»، كما أطالب الدولة بمنح كل قزم معاشًا لكى يعيش منه، لأن أغلب الأقزام لا يعملون وأطالب أيضا الدولة بعمل تأمينات اجتماعية لكى تتم معالجتهم عند المرض على نفقة الدولة، مؤكدًا أن دولة الإمارات تهتم بقصار القامة، وتعترف بهم وبحقوقهم وتمنح كلًا منهم حقوقه من رعاية صحية ومعاشات ورعاية اجتماعية. وقال محمد عيد: أطالب المجلس القومى لشئون الإعاقة ببحث مشكلات قصار القامة والاعتراف بهم ضمن المعاقين، لأن عدم الاعتراف بنا يحرمنا من الكثير من المزايا. ومن الناحية الاجتماعية، وما يعانيه قصار القامة من نظرة دونية من المجتمع، قال الدكتور حسن الخولى، أستاذ علم الاجتماع والانثروبولوجيا جامعة القاهرة، إنه لابد من رفع الوعى لدى المجتمع، لكى يغيروا نظرتهم لهذه الفئة وهم قصار القامة، لأنها نظرة فى بعض الأحيان بها شيء من السخرية، والدين ينهى عن هذا، ولابد من تغيير هذه النظرة السلبية، وعلى الجميع العلم بأن ذلك من خلق الله ومن حقهم، بحكم القانون والدستور، أن يعيشوا حياة كريمة مثلهم مثل باقى المجتمع. وأشار الخولى إلى أنه لا بد من اعتراف الدولة بقصار القامة، ومنحهم كل الحقوق، كما أن عليهم كل الواجبات، ولهم أيضًا ما كفلته الدولة فى بعض الشركات الحكومية والوظائف الحكومية نسبة 5٪ للعمل فى هذه الشركات.