الاستيراد «وقف حال».. وأصحاب المعارض يبحثون عن منقذ.. ومشروع دمياط الأمل الأخير لإنقاذ الصناعة تعد منطقة سكة المناصرة، أهم المناطق فى صناعة الأثاث فى القاهرة، والتى تمثل الصورة المصغرة من مدينة دمياط، فمن منا لم يذهب إلى هناك كى يشترى أثاث بيته، أو على الأقل يتابع الأسعار قبل الإقدام على الشراء.. «البوابة» تجولت فى المناصرة ترصد تاريخ المنطقة والصنعة. يعود تاريخ إنشاء المنطقة إلى عام 971 ميلادية، الموافق 360 هجرية، وأطلق عليها «المناصرة» نسبة إلى الخليفة المنصور بالله، والد المعزلدين الله الفاطمى، فى البداية، يقول حسن الطباخ، أحد أصحاب المعارض بالمنطقة: بدأت المهنة منذ 50 عامًا، وقتها، كانت المنطقة مجرد مقابر، لا تدب فيها الحياة أو الحركة، وبدأت بعد ذلك صناعة الأثاث فى المنطقة تدريجيا، وبعد التطور والتوسع العمرانى، انتشرت الصناعة وازدهرت، وانتقل إليها كل من يعملون بالمهنة من نجارين واستورجية ومنجدين، وبدأت شهرة المنطقة فى صناعة الأثاث وبيعه. وبنبرة تختالها رائحة الصنعة فى 50 عامًا، يتحدث الطباخ عن زبون اليوم ونظيره زمان، حيث يقول: من 50 عامًا كان الزبون ذواقة للفن، والأسعار كانت رخيصة، مشيرًا إلى أن الأصل فى هذه الصناعة هى منطقة المناصرة، وليست مدينة دمياط، لكن مع انتشار الصناعة هناك، وتحول المحافظة إلى ورش، أصبح السحب على الأثاث وصناعته من دمياط. قال: موديلات زمان كانت الأرابيسك العربى والزان الأحمر والأويمة، لكن طرأت عليها تطورات فى هذا العصر، فاختفى الأرابيسك لصعوبته وأيضًا اختفاء العاملين به، مؤكدًا أن أجود أنواع الخشب هى «الزان الأحمر والموسكى»، والأرداء «الزان الأبيض» وهى ثوابت لا تتغير. يؤكد على حسن، أحد كبار التجار بمنطقة المناصرة، أنه جاء للمنطقة منذ 65 عامًا، مشيرا إلى تحول الورش لمعارض أثاث دمياط، وقال إن زبون زمان كان «راقى» و«على قد حاله»، وخامات زمان كانت أمتن وأفضل، فأغلى غرفة نوم من 65 عامًا كانت ب150 جنيها، أما حاليًا فسعرها يتراوح بين 25 و50 ألف جنيه. وأضاف «حسن»: صناعة الموبيليا فى طريقها إلى الاختفاء بعد التوسع فى استيراد الموبيليا من دول أوروبا، مثل إيطاليا وبلجيكا وتركيا، مشيرا إلى أن الموديلات التى يتم استيرادها من الخارج معاصرة للوقت الذى نعيش فيه، خاصة الأنتريهات المودرن، التى يقبل عليها الشباب المتزوج حديثًا. أما عن تأثر المنطقة بمشروع مدينة دمياط للأثاث، فقال إن المدينة الجديدة ستعمل على تحسين السوق المصرية، وصناعة الأثاث بشكل عام، وبالتالى سيأتى بالنفع على منطقة المناصرة، مؤكدًا أن إنجاز هذا المشروع سيعمل على تحريك الركود الموجود الآن فى المناصرة، وسيشجع الصناعة المصرية التى فقدت بريقها ورونقها.