أكد وزير خارجية الصين وانغ يي، ضرورة تعاون الصين والولايات المتحدة وروسيا مع بعضهم البعض، قائلا: إنه في العصر الجديد، يجب ألا تكون العلاقة بين الدول الثلاثة مثل لعبة "الأرجوحة"، معربا عن ثقته في أن "تعاونهم بدلا من عملهم ضد بعضهم البعض، والسعي وراء الفوز المشترك بدلا من الفوز على حساب الآخرين" هو الأفضل لهم جميعا. وقال وانغ في مؤتمر صحفي عقده اليوم الأربعاء، على هامش فعاليات افتتاح الدورة التشريعية الصينية لعام 2017 لإلقاء الضوء على سياسات الصين الخارجية خلال العام الجاري، إن الصين ستواصل دورها كمرساة للاستقرار الدولي ومحرك للنمو العالمي، وداعم للسلام والتنمية ومساهم في الحوكمة العالمية. وأشار إلى أن الدبلوماسية الصينية اقتحمت آفاقا جديدة وواجهت تحديات شتى وحققت سلسلة من الإنجازات المهمة وفتحت صفحة جديدة لدبلوماسية القوى الكبرى ذات الخصائص الصينية، وذلك تحت قيادة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الحاكم، برئاسة الرئيس الصيني شي جين بينغ. وتحدث وانغ عن آراء الصين وسياساتها الجديدة التي طرحها الرئيس شي، والتي تقوم على إقامة شراكات مع الدول الأخرى من خلال الحوار بدلا من المواجهة، ومن خلال المشاركة بدلا من التحالفات بمفهومها القديم، وبناء نوع جديد من العلاقات الدولية التي تتميز بالتعاون من أجل الفوز الجماعي والمشاركة في بناء مجتمع ذو مصير واحد لشعوب العالم أجمع. وقال وانغ إن تلك الأفكار والآراء تعتبر خطوطا إرشادية لعمل الدبلوماسية الصينية خلال العصر الجديد، مؤكدا أنها أفكار وآراء من شأنها أن تؤثر بشكل عميق وعلى المدى الطويل على مسار البشرية نحو التنمية والتقدم. وتناول الوزير خلال المؤتمر الصحفي العديد من القضايا والموضوعات المهمة منها قضية بحر الصينالجنوبي حيث أكد أن الصين لن تسمح أبدا بتكدير وتقويض الاستقرار الذي تم تحقيقه بشق الأنفس في تلك المنطقة الاستراتيجية من العالم. وقال إن الهدوء الملحوظ والواضح في بحر الصينالجنوبي هو نتاج الجهود المشتركة من قبل الصين ودول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان)، لتحقيق الاستقرار الإقليمي. ونوه في هذا الصدد بعودة العلاقات بين الصينوالفلبين إلى مسارها الصحيح بعد التوترات التي شابتها خلال الفترة الماضية بسبب النزاعات بينهما بشأن بحر الصينالجنوبي. وقال إنه ومنذ تولي رودريغو دوتيرتي مهامه كرئيس للفلبين، قامت الفلبين بمد يدها للصين بحسن نية، وبطبيعة الحال؛ فإن الصين استقبلتها بأذرع مفتوحة للتعاون. وأكد وانغ يي أن آلية بريكس للدول ذات الاقتصادات الناهضة لن تفقد بريقها لأنها ستشع أكثر فيما لو بقي أعضاؤها متحدين، مشيرا إلى أن الصين ستعمل من خلال رئاستها لمجموعة بريكس خلال العام الحالي لتعزيز تبادل الخبرات والتخطيط بشكل موسع للمستقبل. وأضاف أن المجموعة، التي تضم في عضويتها كل من البرازيل وروسيا والهند والصينوجنوب إفريقيا، والتي من المقرر أن تستضيف الصين قمتها التاسعة في شهر سبتمبر المقبل، ستعمل للتنفيذ الكامل لإستراتيجية الشراكة الاقتصادية لأعضائها، وتقوم بتعزيز التنسيق فيما بينها للربط بين سياساتها الكلية واستراتيجياتها التنموية، والدفع قدما بالتعاون المشترك .... كما ستقوم ببناء منصة جديدة للتعاون الجنوبي-الجنوبي، واستكشاف نمط "بريكس بلس" من خلال التمسك بالحوار مع بقية الدول النامية الرئيسية أو مجموعات الدول النامية في العالم لتأسيس المزيد من الشراكات الواسعة، وذلك سعيا وراء توسيع دائرة أصدقاء "بريكس" وتحويلها إلى أكبر منصة مؤثرة للتعاون فيما بين دول الجنوب حول العالم. ومن جانب آخر، أكد وانغ أن الصين ستواصل دعم عملية التكامل الأوروبي، معربا عن اعتقاده بأن التحديات التي تواجهها أوروبا قد تتحول إلى فرصة للاتحاد الأوروبي ليصبح أكثر نضوجا. كما عبر عن تقديره للموقف الاستراتيجي والدور المهم الذي تلعبه أوروبا في العالم، مشددا على حرص الصين على الدفع بشراكتها مع أوروبا من أجل السلام والنمو والإصلاح والحضارة ومن أجل تنشيط الاقتصاد العالمي وتحسين الحوكمة العالمية، داعيا إلى إزالة العقبات التي تعترض طريق التعاون بين الجانبين ... لضمان الحفاظ على تعددية الأقطاب في العالم.