«يحيى»: منتجاتنا تناسب كل الأذواق والفئات.. ومشاكلنا نتغلب عليها بالمهارات الفن مرآة المجتمع وهو أيضا موهبة فطرية لا تقتصر فقط على الغناء والتمثيل كما يظن البعض، لكنه يتضمن أيضًا جميع أنواع الإبداع سواء كان بالرسم أو النحت أو الكتابة، وكثيرا ما كانت فنون النحت تحديدا بمثابة التخليد لمظاهر كثيرة من نواحى الحياة، لعل أبرزها ما تركه المصريون القدما من فنون تؤرخ لحضارتهم على جدران المعابد. حديثًا عرف ما سمى بديكورات الجبس والنحت، وتحولها من مجرد هواية إلى فن عميق يعبر عن جوانب مختلفة من مظاهر البشرية، حتى أصبح بابًا للرزق يغلفه ذوق رفيع بأيدى من يشتغلونه. وعلى مدى سنوات ماضية ظهر كثير من الأعمال الفنية فى مناطق مختلفة من محافظات مصر، مارس فيها المبدعون أعمالهم الفنية داخل الورش الخاصة بإنتاج أشكال النحت على الحجر الذى يعد من أرقى أنواع الديكورات وتعود نشأتها إلى القرن العشرين بمنطقة البساتين، وفيها تحولت إلى صناعة، انتقلت «البوابة» إلى مقر تمركزها للتعرف على عالم النحاتين وأهمية حرفتهم ومشاكلهم ومطالبهم أيضًا. فى البداية، يقول محمد يحيى، أحد العاملين بالورشة: «عندى 29 سنة، خريج لغة عربية قسم تاريخ جامعة الأزهر، وأعمل بهذه الحرفة منذ 15 عامًا»، مضيفًا: «التحقت بتلك المهنة منذ الصغر عقب اكتشافى موهبتى فى النحت، ورغبت فى تنميتها عن طريق عملى بورشة والدى، الذى مر عليه قرابة 30 عامًا يعمل بها منذ أن أنشأها». «يحيي» وجد أنه لا يواجه أية صعوبات بمهنته، شارحًا قدراته على مواجهتها قائلًا: «لو هناك معوقات يتم القضاء عليها يتم بتنمية الأداء والابتكار عبر الارتقاء بالمستوى الفنى لديكور النحت على الحجر، مردفًا: «مفيش صعوبات وتنمية موهبتى أنهت كل المعوقات». وقال إن هناك العديد من الأشكال التى يتم تقديمها للمستهلك فى هيكلها النهائى ومنها «لوح الريف المصرى والأوروبى، استيلوا، الكورنيشة، العواميد، الفوانيس، الأباليك»، وكل شىء متعلق بالحجر، قائلًا: «الفوانيس والأباليك أكثر الأنواع طلبًا فى السوق لانخفاض سعرها»، لافتًا إلى أن جميع الفئات بمختلف طبقاتها تتعامل معهم دون تمييز ولديهم جميع الأسعار المناسبة لكل طبقة اجتماعية، ولكن هناك بعض الفئات ذات المستوى الراقى ترغب فى دخول المستورد بالصناعة لاعتقادهم أن الخامة الأجنبية أفضل، ولكن نؤكد أن مكونات الإنتاج محلية. وأضاف «يحيي» أن أرقى أنواع ديكورات النحت تختلف طبقًا للأذواق. فهناك من يفضل لوحة الريف المصرى وآخر الأوروبى، قائلًا: «لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع»، مشيرًا الى أن عمر تلك الحرفة الافتراضى لم ينته ومستمر لحين نفاد الواقع، أى أنه لم يتوقع انقراضها على المدى البعيد. واستكمل حديثه، «كابتن زيزو نجم النادى الأهلى السابق أبرز المشاهير اللى كانت بتتعامل معانا ومعاملته كويسة جدًا وشخصيته محترمة وذوق»، مضيفًا أنه يراعى ضميره اثناء عمله سواء كان مطلوبًا لمشهور أو مواطن عادى، لأنه يطبق أساسيات المهنة دون النظر للعميل، قائلًا: «جالى مشهور أو لم يأت، شغلى وأثق فيه وبيطلع صح بنفس الطريقة اللى بشتغل بيها». وأكد يحيى أن كل أنواع الجبس له عمر افتراضى، أى أن ديكورات الجبس تتهالك على المدى البعيد بسبب حرارة الشمس، لافتًا إلى أن أقوى أنواع الديكورات هو النحت على الحجر، لجودة إنتاجه وعدم دخول المواد المستوردة به وأيضًا الإنتاج اليدوى باستخدام «الشاكوش والأزميل والصاروخ» فى جميع مراحل التصنيع، قائلًا: «صناعة وطنية 100٪.. المستورد يأتى رخام والأحجار من الجبال المصرية». وعن مراحل التصنيع، يقول «يحيي»، إن هناك خمس مراحل لإنتاج ديكور النحت على الحجر، بداية من الجبال، وأضاف: «الحجر يأتى من الجبل على شكل كتل كبيرة ويقطع بالماكينات بالأحجام التى نحتاجها للزبون، ثم تنتقل لمرحلة الرسم على الحجر المراد إخراجه، ومنها للتشريح بالصاروخ وصولًا لعملية التقليب».