كشف مصدر مطلع بالسودان ل"البوابة" تفاصيلًا جديدة عن حادث انفجار عبوة ناسفة غير مكتملة الصنع في عقار سكني يقطنه مصريون وسوريون وصوماليون بحي أركويت جنوب العاصمة السودانية الخرطوم. وقال المصدر إن الانفجار نجم عن محاولة عدد من العناصر الإرهابية تصنيع مادة السي فور شديدة الانفجار، وهي مادة كيميائية تستخدم في تصنيع "العبوات البلاستكية". وأشار المصدر الذي تحفظ على ذكر اسمه إن العناصر الإرهابية تنتمي لحركة حسم وهي الجناح المسلح لجماعة الإخوان، والتي صنفها القضاء المصري كحركة إرهابية مؤخرًا، مؤكدًا أن جماعة الإخوان استاجرات عدد من الشقق السكنية في تلك المنطقة لإيواء عناصرها المقيمين في السودان. وأوضح المصدر أن الحركة نقلت عدد من أفرادها إلى السودان لتلقى التدريبات العسكرية اللازمة للقيام بالعمليات الإرهابية في الداخل المصري، مشيرا إلى أن للحركة معسكرًا تدريبيا في السودان دون أن يحدد مكانه. وعثرت سلطات الأمن السودانية، أمس الأحد على مواد لصنع متفجرات وجوازات سفر أجنبية، خلال مداهمتها شقة جنوب العاصمة الخرطوم للتحقيق في ملابسات انفجار صغير، داخل إحدى البنايات التي يقيم بها مواطنون من دول عربية. وبحسب ما أعلنته وزارة الداخلية السودانية فإن قنبلة انفجرت أثناء محاولة شخص تجميعها، ما أدى إلى إصابته بجروح، مضيفا أن المشتبه به في الحادثة ذهب بنفسه إلى مستشفى قريب، إلا أنه غادره بعد أن اشترط الطاقم الطبي إبلاغ الشرطة قبل معالجته. وأشارت الداخلية السودانية في بيانها إلى أن الشرطة تجري حاليا عملية بحث عن المشتبه به أو أي أشخاص آخرين قد تكون لهم صلة بالحادثة، نافية أن يكون قد تم القبض على أي شخص في هذه القضية حتى الآن. ونقلت صحيفة الراكوبة السودانية عن مصادر لم تسمها أن السلطات السودانية طوقت البناية المكونة من عدة طوابق في حي أركويت بالخرطوم، وذلك بعدما ابلغ السكان عن حدوث انفجار شديد صباح اليوم الأحد، مشيرة إلى أن القوات ألقت القبض على على بعض الاجانب الذين يستغلون احد الشقق بالبناية، وذلك بعدما ثبت لها وجود متفجرات تسببت في حدوث الانفجار الذي اهتزت له المساكن المجاورة. وذكرت الصحيفة أن السلطات الأمنية تمكنت من القبض على أحد الصوماليين كان يقيم مع صوماليين ومصريين في ذات الشقة، موضحة أن الشقة كانت مليئة بالأسلحة والمتفجرات وأنهم كانوا يستغلون ذات الشقة، لتنفيذ عمليات ارهابية. وكانت حركة حسم الإرهابية بثت خلال شهر يناير الماضي الإصدار المرئي الأول لها تحت عنوان "قاتلوهم"، مظهرة عددا من العمليات الإرهابية التي نفذتها ضد قوات الجيش والشرطة خلال الفترة الماضية. واظهر الإصدار مشاهد مختلفة، تم عرضها بموسيقى وأناشيد حماسية؛ لتدريب مجموعة من أعضائها (أقل من 50 شخصا تقريبا) في معسكرات التدريب، قائلة إن المسؤول عن هذه المهمة هو "الجهاز العسكري - إدارة التدريب. ويظهر "قاتلوهم" عناصر من الحركة مرتدين زيا واحدا ويقومون بتدريبات خلال فترة الليل، وأخرى في النهار، على أعمال القتال وتعلم فنونه في منطقة صحراوية، مستخدمين أسلحة نارية. كما يظهر الفيديو عددا من المقاتلين في حجرة مغلقة، يتلقون محاضرة على أعمال القتال المختلفة، ويظهر فيها شاشة عرض كبيرة وجهاز حاسب آلي محمول، وشخص يلقي دروسا على الحاضرين، كما قام أخرون بعمليات فك وتركيب الأسلحة النارية، وقاموا بتدريبات على عمليات القنص واستخدام القنابل في أعمال التفجير. وفي وقت سابق اعترف عدد من أعضاء حركة حسم الإرهابية، أنهم تلقوا تدريباتهم فى السودان، خلال التحقيقات التي أجرتها نيابة أمن الدولة العليا معهم، عقب إلقاء قوات الأمن المصرى القبض على 8 منهم، بعد رصده لهم أثناء تلقيهم تدريبات على مختلف أنواع الأسلحة فى صحراء أسوان، ناشرا صورهم أثناء تدريباتهم، واعترافاتهم التى أكدوا فيها، أنهم تابعون للمجموعات النوعية المسلحة لجماعة الإخوان. ولاحقا نفت السفارة السودانية بالقاهرة في بيان رسمي استضافة السودان لأيّة مجموعات متطرفة وإرهابية من مصر على أرضها. وقال سفير السودان لدى القاهرة عبدالمحمود عبد الحليم، إن ما أعلنه الأمن المصري بخصوص اعترافات أعضاء من مجموعة "حسم" بتلقيهم دعمًا من السودان غير صحيح.