اعتمدت إيران بعد إعلان انطلاق ثورتها على سياسة «النفس الطويل» لتمرير مشروعها للمنطقة، على سياسة خارجية تتسم بتداخل الدين فى السياسة، وبالإثارة والمراوغة وتوزيع الأدوار بين هيئات السلطة، وخلال هذه الفترة قامت بزرع مجموعة من الأذرع (الميليشيات) فى دول المنطقة. أبرز هذه الميليشيات كانت فى لبنان عبر «حزب الله» الذى أعلن رسميا عن تأسسه عام 1982، إبان الحرب الأهلية، وتخطى نشاط الحزب الملعب اللبناني، فوسع عمله وامتد إلى سوريا واليمن والعراق، بالإضافة إلى البحرين التى وجدت نفسها فى السنوات الأخيرة فى مواجهة أحداث عنف لم تشهدها من قبل. ورغم نفى بعض قادة الحزب إلا أن هناك ما يؤكد تورطه فعليًا، بسبب البعد العقائدي، وما تبعه من الدعم المالى والسياسى واللوجستى وصولًا إلى التدريب والتسليح، منسقا بشكل مباشر مع الحرس الثورى الإيراني. وبعدها انتقلت الميليشيات الإيرانية للعراق، حيث شكلت الحرب على الإرهاب عام 2014 ذريعة لإنشاء ميليشيات شيعية مسلحة تحت اسم «الحشد الشعبي»، وأبرزها فيلق بدر وجيش المهدى وعصائب أهل الحق وجيش المختار ولواء أبو الفضل العباس، وتجاهر هذه المليشيات الشيعية، التى اتسمت تحركاتها فى العراق بالصبغة الطائفية، بالولاء لطهران التى تؤمن لها الدعم المالى واللوجيستى، إلى جانب التسليح والتدريب. وفى اليمن، تأسس تنظيم أنصار الله، المعروف بجماعة الحوثى عام 1992، لكنه تحول بعد نحو 12 عاما إلى جماعة مسلحة، وإن نفت هذه الميليشيات حصولها على دعم من طهران، إلا أنها فى الواقع تتلقى الدعم المالى والسياسى والتدريب والتسليح من فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيراني. أما البحرين فقد قررت فى أكتوبر 2015 سحب سفيرها من إيران وقطع علاقاتها، وذلك فى ظل الاتهامات التى تبادلتها السلطات البحرينية بأن «إيران تريد التدخل فى شؤون المملكة، دون رادع قانونى أو حد أخلاقى»، كما أن الجمهورية الايرانية تستغل عدد من المتشيعين فى جميع البلاد العربية من خلال امدادهم بالمال والسلاح، لخرق الأنظمة وتشكيل اللوبى الايرانى لسيطرة على المنطقة العربية بجميع مناطقها.