طالب المرضى المترددين على عيادات التأمين الصحى بالمنيا، لجنة الدستور بوضع مواد تضمن تطوير وتحسين منظومة التأمين الصحى، لرفع المعاناة الحقيقة التى يعيشها منتفعو التأمين بمحافظة المنيا، ما بين انتظار الأطباء وتوقيع الكشف الطبي وصرف الأدوية، والتى يجدون صعوبة فى صرفها، بل ويلجئون إلى بديل، بسبب منظومة التأمين الصحي التي تعانى إهمالا جسيما، ضحيته هو المواطن البسيط الذى يعانى من عدم احترام لآدمية المرضى، وروتين عقيم لا يرحم ضعف المريض. رصدت "البوابة نيوز"، معاناة مرضى التأمين الصحي بمحافظة المنيا فى جولة داخل عيادات التأمين الصحي بالمحافظة، لرصد معاناة المرضى والتي تنوعت آلامهم بين قصور الخدمة التي يتلقونها، وبين سوء المعاملة من قبل القائمين على التأمين، بالإضافة إلى الازدحام الشديد فى العيادات وهو ما يتسبب في حدوث التقصير والإهمال للمرضى. وكانت النتيجة للأسف ضياع صحتهم بسبب الانهيار الكامل لمنظومة التأمين الصحى، التي تفتقد لكل أشكال الآدمية، ولا يوجد بها أي نظام وقائي للمرضي، بل لا يوجد بها الأساسيات التي تعد من مبادئ التأمين الصحي في كل دول العالم، فقد تنتهي حياة المريض لأتفه الأسباب، مثل نقص عدد أسرة الرعاية الصحية بالمستشفيات الحكومية أو التأمينية، مما يحول دون حجز المريض بها من الأساس. وحول رصد معاناة المرضى، يقول الحاج محمد حسن، بالمعاش: رغم عدم وجود إمكانيات للتأمين الصحي، وعدم وجود الكثير من الأدوية، يصرون على أن نمر برحلة عذاب قاسية بسبب الأوراق الروتينية، والتي قد تحتاج إلى عدة أيام للانتهاء منها، وفى النهاية يتم صرف أدوية خاطئة أو منتهية الصلاحية تزيد من معاناة المريض. وقالت فاطمة ناجى، بالمعاش: "نحن نعانى أشد المعاناة وبنتبهدل لغاية ما نصرف الدواء، ونقف بطوابير طويلة، ونحن كبار السن لا نتحمل ذلك". وأضاف رجب حسن، موظف: الأجهزة الموجودة بعيادات التأمين الصحي بالمنيا معطلة منذ عدة سنوات، مما يضطرنا إلى الذهاب للمراكز الخاصة لعمل الأشعات اللازمة. ويواجه الحاج وفقى عبد الرحمن من مشكلة صعوبة صرف العلاج المقرر له، حيث يذهب لصرف جدول العلاج فيخبره صيدلي المستشفى بعدم وجود علاجه، ونتيجة لمعاناته في صرف العلاج لمرض الضغط والسكري، قرر عدم القيام بعمليات في مستشفيات التأمين الصحي، رغم أن التأمين يشمل العمليات الجراحية، بسبب ما يسمعه من شكاوى المرضى من أخطاء العمليات الجراحية، وخاصة عمليات بتر أطراف مرضى السكر. وأكد محمد سعد، مريض فشل كلوى تابع للتأمين الصحى: أنه يوجد فى المستشفى وخاصة قسم الكلى العديد من السلبيات، منها عدم وجود أسرة تساعد على راحة المريض أثناء الغسيل، بالإضافة أن المستلزمات المستخدمة فى عملية الغسيل من النوع الرديء، ولا يوجد نظافة فى القسم. وأضاف، تفاءلنا خيرا بعد ثورة 25 يناير أن تتحسن الأوضاع ولكن آمالنا تبددت والوضع يزداد سوءًا، أطالب بالاهتمام بمستوى الصحة فى مصر وخاصة مرضى الفشل الكلوى. وتقول الحاجة يسرية، "كل ما أسأل الأطباء عن سبب تغير حالة ابني ومرضه لا يجيبوني ويحتقرونى لأنى عجوز فقيرة، ولا أجد أحدا أسأله". وأضافت نادية، بالمعاش: أعاني من الآم ومشكلات في العظام، وعلى الرغم من أن أدوية العظام هى مسكنات لتخفيف حدة الألم، إلا أن الصيدلي دائما يعطيني البديل وهو غير فعال. وأضافت بهية حسن، زوجة مريض بالسكر، أن التأمين الصحي يعاني من الإهمال، والعنف، والإهانة للمرضي، وأن هذا الأهمال تسبب في تأخر حالة زوجي، وتسبب في بتر ساقة، ومع استمرار الإهمال طال المرض قدمه الأخرى، أعاني معاناة شديدة عند صرف الدواء لزوجى من المستشفى بسبب وقوف المرضي في طابور كبير حتى يحصلون على أدويتهم. واشتكت أم علاء، من عدم قدرتها على إجرء جراحة في العين، على الرغم من احتياجها الشديد لها، وتأخر حالتها يوما بعد يوما، فهى تخشى أن يضيع نظرها تماما، وذلك لأن طبيب التأمين الصحي لم يحدد لها حتى الآن ميعاد الجراحة، وفي كل مرة يكتب علاج لا يجدي ولا يشفي شيئا، بسبب أن الإمكانيات غير متوفرة الآن لإجراء الجراحة.