تشهد مصر تطورًا كبيرًا في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ففي الفترة الأخيرة أصبح كل حدث سياسي يتم الترويج له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وهو ما يعتبره عدد من الخبراء "أسلوبا سهلا للانتشار والحشد، خاصة مع اقتراب الاستفتاء على الدستور، وانتخابات رئاسة الجمهورية، الأمر الذي اختلف عليه والخبراء والمواطنون، حول استخدامه، فمنهم من رأى أن استخدام الفيس بوك ضرورة للوصول للشباب، ومنهم من رأي أنه ظلم كبير لأن كثيرا منا لا يعرف شيئا عن التكنولوجيا. من جانبه، أكد حسام رشدي، المنسق العام لحركة الشيوعيين الجدد أن الفيس بوك سيكون هو المحرك الرئيسي للانتخابات القادمة، خاصة أن أغلب المصريين حاليًا يعتبرون "فيس بوك" المصدر الأساسي للأخبار، فمن خلاله نرى الفيديوهات التي تعرض الحقيقة، وكل الصحف في مصر تنشر أخبارها على "فيس بوك"، وبالتالي يعتبر عصب الحياة بالنسبة لعديد من الأشخاص، وأظن أن المرشح الرئاسي الذكي هو من سيستخدم هذا السلاح بقوة. وأعلنت بسمة عصام، منسق التيار الشعبي بجامعة القاهرة، أن للفيس بوك دورا كبيرا في المرحلة القادمة، خاصة في الاستفتاء على الدستور، فمن خلال الفيس بوك نستطيع نشر المواد التي نرفضها، وإقناع عدد كبير بأسباب وحجج قوية لرفض تلك المواد، وفي نفس الوقت ننشر المواد التي نوافق عليها وندعو الناس إلى تأييدها، خاصة مع ازدياد مستخدمي الشبكة العنكبوتية في الفترة الأخيرة في مصر. واختلف حسن عبد البر، عضو حزب التجمع حيث قال، الفيس بوك عالم افتراضي لا يعبر عن الواقع الحقيقي، وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليه في الدعاية السياسية، لأنه سيكون موجها بشكل كبير إلى شريحة صغيرة، وليست إلى جميع الطبقات، ولعبة الانتخابات في بلدنا تعتمد على الفقراء، ولا أظن أن الفقراء لديهم "وصلة إنترنت" وقال سامر محمود، طالب بكلية التجارة، أن مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة فيس بوك، أصبح لسان كل مصري، فكل المصريين يتحدثون عبر الفيس بوك، ويتلقون أغلب معلوماتهم عن طريقه، لذا فالدعاية من خلاله تعتبر، أقوى أنواع الدعاية، لأنها تخاطب الفئة الفاعلة والمؤثرة في المجتمع، وهي فئة الشباب. وأوضحت فاطمة الكاشف، 23 سنة، أن الانتشار الحقيقي للأخبار يكون من خلال الفيس بوك، وبالتالي أي دعاية لتجميل شيء أو حتى شخص تكون من خلاله، وبالمثل أي تشويه لأي فكرة او حزب أو حتى شخصية من الشخصيات يكون عن طريقه، لأن جمهوره واسع، ويجمع بين كل الطبقات، وأصبح في الفترة الأخيرة من مصادر استقاء المعلومات لدى كل المصريين. وأكد حسين الكومي، أن الفيس بوك مفجر ثورة يناير، لذا سيكون وسيلة أي مرشح أو أي فكرة أو انتماء لإقناع الشعب، فكل الدراسات تؤكد أن الفيس بوك الآن يعد أكثر تأثيرًا على الناس من التليفزيون، لأنه أكثر انتشارًا، خاصة مع إمكانية معرفة كل شيء عن طريق الهاتف المحمول، وبالتالي دائرة انتشاره أكبر من دائرة انتشار التليفزيون. وأضاف كيرلس ثابت، طالب بكلية الهندسة بجامعة عين شمس، أنا وكل أصدقائي لا نشاهد التليفزيون تقريبًا، فحياتنا كلها على الفيس بوك، حتى المحاضرات والرسومات الهندسية الخاصة بنا، نتبادلها ونتحدث عن المعلومات الخاصة بها عن طريق الفيس بوك، وأقوم بالتواصل مع المعيدين والأساتذة عن طريق الفيس بوك، وفي ظل كل هذه الزحمة الدراسية، أمر على الأخبار الموجودة على صفحتي الشخصية، ومن خلالها أكون رأيي، وبالتالي لا يمكن أن نعتبره وسيلة دعائية عادية، لأنه الوسيلة الدعائية التي تعبر عن الشارع بشكل حقيقي، لأنها تخرج من فم كل واحد. وقالت كارولين عادل،30 سنة، الفيس بوك هو الفيصل في المعارك القادمة، سواء كانت سياسية أو أي شيء آخر، وبالتالي المرشح الذي سيعتمد على الفيس بوك بشكل رئيسي، ستكون له أولوية عند الشباب، بالإضافة إلى الملصقات طبعًا، فما زال لدينا الكثيرين يجهلون القراءة وليس الفيس بوك فحسب. ورفضت، ثناء عايش، 42 سنة، أن يكون للفيس بوك دور في الدعاية السياسية حيث قالت "يمكن أن نقبل بأن يكون الفيس بوك مجالا للنقاش، لكن كونه دعامة أساسية في الدعاية السياسية في مصر فهذا "ظلم بيّن" فأكثر المصريين لا يعلمون شيئا عن الفيس بوك، بل ويجهلون القراءة والكتابة، فلو أردنا تطبيق الدعاية عن طريق الفيس بوك، فيجب أولا أن نتأكد أنه لا يوجد من يبحث عن الجمل والحصان في الانتخابات. واستنكر عبد الله حسان، 60 سنة، فكرة استخدام الفيس بوك في الدعاية السياسية وقال" أنا من جيل لا يعرف شيئا عن الإنترنت، هل ستحرموننا من حق التصويت، إذًا فما الفرق بين شباب هذه الأيام الذي يتجاهل شرائح كبيرة في المجتمع، وبين النظام السابق؟ إنه ظلم كبير للمصريين". أكد المهندس إسلام فتحي، إخصائي تكنولوجيا المعلومات، أن استخدام الفيس بوك في الدعاية السياسية شيء موجود في كل العالم، ولا مانع من وجوده في مصر، كما أنه يعتبر مواكبة لركب التطور المعلوماتي الذي تشهده مصر منذ قيام ثورة 25 يناير، والتي اعتمد فيها الشباب على الفيس بوك، كما أن هؤلاء الشباب هم محرك الدفة السياسية الآن في مصر، واستخدام الفيس بوك في الدعاية سيتيح لهم فرصة للنقاش الواسع بكل حرية، مما سيفرز رأيا صائبا في النهاية.