كامل الوزير: إنشاء أول مصنع للهيدروجين الأخضر باستثمارات 21.6 مليار دولار (فيديو)    خبير استراتيجي: هدف إسرائيل من عملياتها بغزة تدمير قدرة حماس العسكرية    وزير الدفاع البريطاني: سنزود فرقاطاتنا بالبحر الأحمر بقدرات هجوم بري    السلطات اللبنانية ترتب العودة الطوعية ل300 سوري    مباشر مباراة توتنهام ضد مان سيتي في الدوري الإنجليزي لحظة بلحظة    ضبط مخدرات ب4 ملايين جنيه بحوزة 3 عناصر إجرامية في القاهرة ومطروح    أمير عيد يكشف ل«الوطن» موعد طرح ألبوم كايروكي الجديد    الشروق في جولة داخل منزل ومتحف الشاعر اليوناني كفافيس عقب تطويره    الخميس.. بهاء سلطان يحيي حفلا غنائيا بمتحف الحضارة المصرية    اعرف قبل الحج.. معنى "يوم الحج الأكبر" الوارد في القرآن والسنة    50 مليون جنيه زيادة في ميزانية «صحة مطروح» بالعام المالي الجديد    جامعة الزقازيق تتقدم 46 مركزا بالتصنيف العالمي CWUR لعام 2024    جامعة الأقصر تفتتح مركزًا للطلاب ذوي الإعاقة    إنفوجراف| 5 معلومات عن السيارات الكهربائية في مصر    رئيس جامعة الأزهر: نحتاج لإحياء ما كتبه العلماء في أدب الاختلاف    «السرب» يتصدر قائمة الإيرادات و«على الماشى» يتذيل الترتيب    وزير الأوقاف: نسعى لاستعادة خطابنا الديني ممن يحاول اختطافه    غدًا.. الحكم على المتهم بدهس «طبيبة التجمع»    أسهل طريقة لعمل الكرواسون بالجبنة في المنزل.. وجبة خفيفة للفطار والعشاء    أحمد موسى يفجر مفاج0ة عن ميناء السخنة    قبل البيرة ولا بعدها؟..تعليق علاء مبارك على انسحاب يوسف زيدان من تكوين    بعد تصدرها التريند.. تعرف على آخر أعمال فريدة سيف النصر    الأربعاء.. انطلاق فعاليات الدورة الثانية لمعرض زايد لكتب الأطفال    بعد تصدرها التريند.. ما هي آخر أعمال نسرين طافش؟    مفاجأة كبرى.. ديبالا في مدريد هذا الصيف    الاتحاد الأوروبي يوسع عقوباته على إيران بسبب روسيا    الإحباط والغضب يسيطران على العسكريين الإسرائيليين بسبب حرب غزة    تنظيم 10 ندوات لمناقشة المشكلات المجتمعية المرتبطة بالقضية السكانية في شمال سيناء    جامعة كفرالشيخ تتقدم 132 مركزا عالميا في التصنيف الأكاديمي CWUR    محافظ أسوان يكلف نائبته بالمتابعة الميدانية لمعدلات تنفيذ الصروح التعليمية    شعبة الأدوية: الشركات تتبع قوعد لاكتشاف غش الدواء وملزمة بسحبها حال الاكتشاف    مصرع شخص غرقاً فى مياه نهر النيل بأسوان    هيئة الأرصاد الجوية تحذر من اضطراب الملاحة وسرعة الرياح في 3 مناطق غدا    «على قد الإيد».. أبرز الفسح والخروجات لقضاء «إجازة الويك اند»    انعقاد مؤتمر الأوقاف الدولي الخامس والثلاثين.. أغسطس القادم    المدير الفني ل «نيوكاسل يونايتد»: نعلم مدى صعوبة مباراة مانشستر يونايتد غدًا    "العيد فرحة".. موعد عيد الأضحى 2024 المبارك وعدد أيام الاجازات الرسمية وفقًا لمجلس الوزراء    الشيبي يظهر في بلو كاست للرد على أزمة الشحات    يخدم 50 ألف نسمة.. كوبري قرية الحمام بأسيوط يتجاوز 60% من مراحل التنفيذ    برلماني: مصر قادرة على الوصول ل50 مليون سائح سنويا بتوجيهات الرئيس    الغندور يثير غضب جماهير الأهلي بسبب دوري أبطال أفريقيا    بالصور.. وزير الصحة يبحث مع "استرازنيكا" دعم مهارات الفرق الطبية وبرامج التطعيمات    طالب يضرب معلمًا بسبب الغش بالغربية.. والتعليم: إلغاء امتحانه واعتباره عام رسوب    القسام تفجر عين نفق مفخخ بقوة هندسية إسرائيلية في رفح    تأجيل محاكمة المتهم بقتل زوجته بكفر الشيخ لجلسة الخميس المقبل    «الداخلية»: ضبط 25 طن دقيق مدعم قبل بيعها في السوق السوداء    توقعات إيجابية للاقتصاد المصري من المؤسسات الدولية 2024- 2025| إنفوجراف    «أبوالغيط»: مشاعر الانتقام الأسود تمكنت من قادة الاحتلال    دعاء للميت في ذي القعدة.. تعرف على أفضل الصيغ له    "مقصود والزمالك كان مشارك".. ميدو يوجه تحية للخطيب بعد تحركه لحماية الأهلي    السيد عبد الباري: من يحج لأجل الوجاهة الاجتماعية نيته فاسدة.. فيديو    مصر تدين الهجوم الإرهابى بمحافظة صلاح الدين بالعراق    مفتي الجمهورية يتوجه إلى البرتغال للمشاركة في منتدى كايسيد للحوار العالمى..    نموذج RIBASIM لإدارة المياه.. سويلم: خطوة مهمة لتطوير منظومة توزيع المياه -تفاصيل    موقف الخطيب من رئاسة بعثة الأهلي في نهائي دوري أبطال افريقيا    رئيس جامعة القاهرة: زيادة قيمة العلاج الشهري لأعضاء هيئة التدريس والعاملين 25%    الإسكان: الأحد المقبل.. بدء تسليم الأراضي السكنية بمشروع 263 فدانا بمدينة حدائق أكتوبر    المندوه يتحدث عن التحكيم قبل نهائي الكونفدرالية أمام نهضة بركان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



.. واقتحم الإرهاب قدسية الكنيسة البطرسية
نشر في البوابة يوم 15 - 12 - 2016

لم يتورع إرهاب الإخوان من أن يقتحم قداس الكنيسة البطرسية، نسبة إلى عائلة بطرس غالى، وكان صديق عمرى الدكتور بطرس بطرس غالى آخر من دفن فيها وحضرت قداسًا مهيبًا وقتها بجانب شريكة حياته «ليا بطرس غالى»، وحينما تجرأ هؤلاء الإرهابيون المجرمون بالاعتداء على قدسية هذه الكنيسة التاريخية كانوا يقصدون عمدًا أرواح شهداء بلغ عددهم 25 شهيدا وإصابة 49 آخرين.
وحينما نظرت إلى القداس وأنا أشاهد أصدقاء عمرى من قيادات الكنيسة وعلى رأسهم الأب أرميا والأب يوأنس ونخبة من قيادات الكنيسة الأرثوذكسية، وعلى رأسهم صديق عمرى الأنبا بسنتى، فضلًا عن قيادات الكنيسة الأنجليكانية، وعلى رأسها المطران الدكتور منير حنا، وكذلك الكنيسة الإنجيلية والكنيسة الكاثوليكية، كل هؤلاء عرفتهم وأحببتهم على مدى سنوات، وشاركتهم أحزانهم وهم يحيطون بجثمان الشهداء.
ونتذكر جميعًا أحزاننا المشتركة. ومن ناحيتى أنا أتذكر صفحات من الماضى مع علاقة لن أنساها أبدا مع الراحل قداسة البابا شنودة، وقبل أن يستقر فى مسئوليته قداسة البابا تواضروس، فاجأنى بقوله «يا دكتور على أود أن يربطنا سويا ما كان يربطك بقداسة البابا شنودة، ونحن نعرف عمق علاقته بك، وقد اعتبرت هذه الرسالة عهدًا باستمرارية المحبة والمودة».
هذه لمحات من ذكريات تربط مسلمًا مثلى بإخوته من أقباط الوطن ورباط روحى وعاطفى بيننا.
وكنت وأنا أنظر عبر شاشة التليفزيون إلى وجه قداسة البابا تواضروس وهو يملؤه الحزن والأسى وهو يحيط به الشهداء.
ومن ناحيتى بجانب مشاعر الحزن والألم كانت تملؤنى مشاعر الثورة والغضب من هؤلاء المجرمين الذين استحلوا دم أخوتنا وأحبائنا بغير ذنب جنوه إلا التواجد فى دار العبادة بالكنيسة البطرسية.
ماذا يمكن أن يقال وماذا يمكن أن نفعله للتصدى لهذا الجرم البشع من جانب من نزعت الرحمة من قلوبهم؟ لا بد أن تجمعنا كلمة وإرادة موحدة تقول بيقين: لن يغفر الله للأيادى التى أجرمت والعنف الذى تم ضد إخواتنا من أقباط ومسلمى وطننا مصر.
وحينما دعانا قداسة البابا تواضروس أن نذهب للصلاة لله أن يعطى قوه الروح والمقاومة والسلام رغم قسوة الآلام.
بقيت كلمة صريحة نقولها للأمن ورجاله إن هناك فارقًا فى القدرة والاستعداد للتصدى لهذا العدوان الإجرامى، ولا يجب أن يشعر الضحايا وأهلهم وذووهم أنهم ما زال ينتظرهم قصاص لم يتحقق.
وبمناسبة القصاص الذى لم يتحقق ليروى قلب أهل الضحايا وذويهم، والقصاص هنا لا يعنى روح الانتقام الأعمى، ولكن أن نرى بأعيننا أن المجرمين الإرهابيين يدفعون ثمنًا غاليًا لما ارتكبوه، ضد الأبرياء الذين يدفعون ثمنًا غاليًا دفاعًا عن الشرفاء.
إذًا عودة إلى ما يجب أن يدفعه المذنبون فى حق أوطانهم ومواطنيهم لما ارتكبوه، هناك إجماع شعبى أن الجزاء والعقاب يجب أن يكون هنا نموذجيًا، وأن يمثل أمام المجتمع ردعًا قاسيًا يدخل الرعب فى قلوب هؤلاء الإرهابيين الذين لا قلوب ولا رحمة لديهم.
أما من يريدون أن يخلطوا بين الشفقة الكاذبة والقصاص العادل والكامل الذى يشفى الغليل، فهم مخطئون فى حساباتهم.
وباعتبار أن المجتمع لا يمثل كله ملائكة، فإنه يجب التعامل مع من يثبت جرمهم بعقوبة كبرى تكون بمثابة نموذج رادع للآخرين.
وحينما أكرر هنا كلمة الردع، فأنا أقصد رد الفعل النفسى الذى يجب أن يدخل فى نفوس الجبناء والخوف من تكرار الجرم، نتكلم دائمًا عن المواجهات الممكنة والواجبة بين قوى الإرهاب واستعداد رجال الأمن وأجهزتهم للتصدى لعدوان الإرهاب، وأضيف أيضًا على مسئوليتى أن الرأى العام والقوى الشعبية تساهم بإرادتها فى مقاومة وضرب الإرهاب. وحينما أشرت فى مكان آخر من المقال حول قلقى وغضبى من قدرة الأمن على الردع الحقيقى والكافى للإرهاب، كنت أقصد أن نفس قوى الأمن التى أنتقدها حينما لا يكون دورها كافيًا للتصدى هى نفس قوى الأمن التى وجهت إليها فى مناسبات أخرى تقديرى لما قامت به من جهد فى مواقع أمنية أخرى. وفى نهاية المطاف أقول إنه حينما يقتحم الإرهاب قدسية الكنيسة البطرسية، ويقتل ويصيب هذا العدد الهائل من الضحايا، فنحن جميعًا مسئولون ليس للدفاع عن مواطنين مسيحيين، بل عن مواطنين مصريين فى نهاية الأمر. وأقول أيضًا وبصراحة إنه يجب أن نوجه تحية شكر وإجلال إلى السرعة التى استطاع بها رجال الأمن القبض على منفذى العملية الإرهابية، وكانت محل تقدير معلن من السيد الرئيس. وأحب أن أختم مقالى بقول الله تعالى فى سورة المائدة: «مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا»، صدق الله العظيم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.