«السدة الرئوية»، مصطلح يطلقه المتخصصون على الذين يعانون من الانتفاخ الرئوى أو مرض الالتهاب الشعبى المزمن كما يقول د. عصام المغازى استشارى أمراض الصدر ورئيس الجمعية المصرية للدرن، مشيرا إلى أنه يعد أكثر أمراض الجهاز التنفسى المزمنة انتشارًا، وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية، التي أكدت أن «السدة الرئوية» تعد ثالث سبب للوفاة في البلاد متوسطة الدخل، كما أنه في مصر يصيب 3.3٪ من السكان، إضافة إلى أن 10٪ يعانون من أعراض مبكرة ومرشحون لإضافتهم إلى نسبة المرضي. وعن أسباب الوفيات يقول د. المغازى: إنها ناتجة عن الإصابة بأمراض القلب وسرطان الرئة والفشل التنفسى، إضافة إلى أن 54٪ من المرضى في المرحلة الرابعة المتأخرة، نتيجة تأخر التشخيص والعلاج السليم، كما أن 49٪ من المرضى يعانون أمراضًا بأجهزة الجسم الأخرى، لافتا إلى أن 28٪ من المرضى يضطرون لترك وظائفهم، بسبب تأثير المرض على حالتهم الصحية، في حين يؤثر المرض بالسلب على 55٪ من المرضى، سواء من ناحية أداء نشاطهم الطبيعى، وممارسة الرياضة والواجبات المنزلية، لافتا إلى أن 40٪ من المرضى غير مدركين لخطورة التدخين، كمسبب رئيسى لإصابتهم بالمرض، كما أن 60٪ من الأطباء لم يناقشوا قضية الإقلاع عن التدخين مع مرضاهم، واكتفوا بوصف العلاج ويضيف د. المغازى قائلًا: هناك تغييرات تصيب مريض السدة الرئوية، من أهمها وجود انسداد في سريان الهواء من الشعب الهوائية، لافتا إلى أن خطورة الانسداد في عدم استجابته للعلاج الموسع للشعب إلا بدرجات ضعيفة، كما أن هؤلاء المرضى يعانون من انخفاض نسبة الأكسجين بالجسم بصورة شديدة، وارتفاع نسبة ثانى أكسيد الكربون، نتيجة نقصان كفاءة الجهاز التنفسى عند المصابين بالسدة الرئوية، موضحًا أن المريض يصاب بمضاعفات عديدة، من أهمها تضخم وهبوط وظائف القلب، بسبب نقص كميات الأكسجين بالجسم وتضخم الرئة، إضافة إلى أن هؤلاء المرضى يعانون من نقص في الوزن، وضعف في العضلات، وعدم القدرة على القيام بمجهود، وفى حالات المرض المتأخرة يحدث عجز شبه كامل نتيجة لفشل الجهاز التنفسى، مما يستلزم الدخول إلى أقسام الرعاية المركزة، واستخدام جهاز التنفس الصناعي. ويلفت د. المغازى إلى وجود فارق بين السدة الرئوية المزمنة والحساسية الصدرية، مشيرا إلى أن السدة الرئوية المزمنة والربو الشعبى مرضان متشابهان، حيث يصيب الاثنان الشعب الهوائية، ويتسببان في نقص معدل سريان الهواء الداخل مع التنفس، ولهذا فإن التشخيص الطبى السليم للتفرقة بين المرضين هو الأساس في العلاج، ففى الحساسية يوجد ضيق التنفس الذي يحدث في الأزمات القصيرة، وقد تحدث للمريض أزمة صدرية تستمر ساعة أو ساعتين وتنتهى بالعلاج، عكس السدة الرئوية التي يكون فيها ضيق التنفس مرتبطًا بالمجهود، كما أنه مرض تزداد حدته مع الوقت، ويمكن للطبيب حسم هذا الخلط بين المرضين من خلال اختبار وظائف التنفس وإظهار الفروق التي يترتب عليها إعطاء الدواء. مشيرًا إلى أنه يجب على مرضى الحساسية، أن يعاودوا الطبيب وخاصة المدخنين منهم إذا ظهرت عليهم أعراض مثل النهجان عند القيام بالمجهود، والإصابة بنزلات البرد المتكررة، والتي قد تطول خلال فصل الشتاء كله مع السعال الشديد في الصباح مع وجود بلغم كثيف، موضحا أن هذه الظواهر تعنى أن هناك تهيجًا بالشعب الهوائية، قد يكون نتيجة حساسية صدر أو سدة رئوية، مما يستدعى الذهاب إلى الطبيب للوقوف على حالة المريض. ويؤكد د. المغازى أنه على الرغم من خطورة مرض السدة الرئوية، إلا أنه يمكن السيطرة عليه في مراحله الأولى، من خلال معرفة التاريخ المرضى، وما إذا كان المريض مدخنًا أو يتعرض لمصادر تلوث كثيفة، ومدى إصابته من قبل بنزلات رئوية متكررة، مضيفا أن التدخين هو من الأسباب الأساسية للمرض، الذي تظهر أعراضه على هيئة اضطراب مزمن في الجهاز التنفسى، يتصف بانسداد مزمن بالشعب الهوائية، وصعوبة في التنفس، مع سعال وأزيز وزيادة إفراز المخاط والتهاب مزمن في الشعب الهوائية، مما يعوق نشاط المريض اليومى، ويشل حركته ويعرضه للإصابة بالاكتئاب. وينصح د. المغازى قائلًا: إن الأهم لمريض السدة الرئوية الوقاية قبل الإصابة بالمرض، بالامتناع عن التدخين، والابتعاد عن التلوث، واستخدام مواقد الكيروسين بالمنازل، لافتا إلى أن مريض السدة الرئوية يتناول العلاج طوال حياته، متمثلًا في أدوية موسعات الشعب الهوائية والكورتيزون، والأهم التوقف عن التدخين، وعدم التعرض للجو المليء بالغبار.