قال لي أحد أصدقائى المحامين: إن الغالبية العظمى من القضايا التي يعمل بها تتعلق بمحكمة الأسرة سواء طلاق أو خلع أو حضانة أو نفقة وما شابه وهنا شعرت بالألم الشديد نظرًا للآثار الخطيرة للانفصال الأسرى بأنواعه ولا سيما على الأبناء فهم هم أكثر الضحايا لهذه المشكلة الخطيرة. وتمنيت لو وجدت في مصر خدمات إرشادية متخصصة في مجال العلاقات الزواجية فيما قبل الزواج وأثناءه وبعد الزواج. فهذه الخدمة ذات أهمية كبيرة بما تحققه للزوجين من أكبر قدر من التوافق النفسي والزواجى وتنمية قدرة الزوجين على الوفاء بمتطلبات الزواج خاصة مشاركة الخبرات والاهتمامات والقيم واحترام فردية الشريك وحاجاته وأهدافه ومزاجه والمحافظة على خطوط مفتوحة للاتصال والتعبير عن المشاعر والتعاون في اتخاذ القرار وحل المشكلات وتربية الأطفال. يمكن للإرشاد الزواجى أن يساهم بشكل فعال في مواجهة هذه المشكلات لأنه يتعامل مع الأسرة كوحدة متكاملة لها كيان مختلف عن الكيان الفردي لكل عضو داخل الأسرة وبالتالي يهدف لتعديل الخطأ والشعور بالأمن النفسي والطمأنينة في التفاعلات الثنائية والعلاقات الاجتماعية داخل الأسرة(مثل أن يكون أحد الزوجين عصبي أو يرفع صوته دائمًا أو يستخدم ألفاظ نابية في الحوار أو يتعصب لرأيه أو يغلق سبل الحديث على الآخر وهكذا) بالتالي يتحول من الوضع المضطرب إلى الأحسن والأفضل ومن السلبية إلى الإيجابية ويدعم سبل التواصل الجيد ويجعل كل فرد سيتبصر بنفسه ومشكلاته وبالتالي يقبل تعديلها لأن المرشد محايد للطرفين وبالتالي سيصدقه كل منهما. أهم المشكلات الزوجية في الحياة الأسرية: - الزواج قبل الاستعداد النفسي والجسمي لكلا الزوجين أو أحدهما. - عدم النضج النفسي والاجتماعي لأحد الزوجين أو كلاهما والقدرة على تحمل المسئولية واتخاذ القرارات وتربية الأبناء. - التباعد الفكري والاجتماعي والتعليمي والقيمى بين الزوجين والذي قد يصل إلى درجة التعارض والتناقض أما الاختلاف البسيط فيمكن تداركه واحتوائه بين الزوجين. - إهمال الزوجين أو أحدهما لمبدأ المشاركة: الزواج شركة كل من الزوج والزوجة له إسهاماته ومسئوليته التي عليه إن يقوم بها. - رفض أحد الزوجين أو كلاهما لمبدأ الحلول الوسط أي الجمود الفكري والتعصب للرأي دون محاولة للتنازل عن الرأي على اعتبار أن التنازل ضعف. - تدخل أطراف من خارج الأسرة في الحياة الأسرية للزوجين وعلى الأخص الحماة أو أحد الأقارب مما يؤدى إلى تفاقم المشكلات واستفحالها لعدم الموضوعية من أي طرف في معالجة المشكلة - عدم الجدية في النظر للحياة الأسرية فقد ينظر أحد الزوجين للحياة الأسرية باستخفاف على أنها مرحلة يمر بها الإنسان ليست حياة كاملة تنتهي بنهاية العمر. وخدمات الإرشاد الزواجى تشمل مايلى: 1. تعلم مهارات الاختيار الزواجى. 2. تنمية مهارات وقواعد وأسس التربية الزواجية. 3. المساعدة في علاج المشكلات في أثناء الزواج 4. دراسة شخصية زوج المستقبل. 5. الخدمات النفسية والاجتماعية لقيام العلاقة الزوجية. 6. تعلم مهارات اجتماعية جديدة بعد الترمل أو الطلاق. كيف نحقق السعادة الزوجية: - التحلى بروح الايمان والتقوى والمداومة على الصلاة والقرب من الله (وهنا لا نتحدث كواعظين بل كمتخصصين في علم النفس يعرض علينا مئات الحالات والمشكلات نجد أن أغلبها لشخصيات بعيدة عن الله تتسم بالإيمان الضعيف وبالتالى عدم الرضا بالمقسوم والسخط على كل شيء بما في ذلك الزوج أو الزوجة وهذا هو سبب الصدام الأساسى في العلاقات الزواجية) - الشعور بالأمن النفسي والطمأنينة الانفعالية: كلما شعر الزوج بالدفء الأسرى ولاطمئنان ولاستقرار كلما قويت شخصيته وأصبح أكثر واقعية وأكثر قدرة على مواجهة ضغوط الحياة. - التوافق بين الزوجين: حيث من الممكن إن يستعمل كلا الزوجين ذكاءه الاجتماعي لإدراك وتفهم سمات وطباع الآخر ويحاول التوفيق بين ميوله وعاداته وبين ميوله وعادات شريكه وتضمن ذلك: التوافق في العادات والتقاليد والمبادىءالخلقية. التوافق في العلاقات العائلية والاجتماعية. التوافق في إدارة المنزل. التوافق الجنسي أي الإشباع الجنسي المتبادل تنمية مسئولية الآباء في تربية الأبناء في جو أسرى يسوده التراحم والتعاطف وعدم التفرقة والتمييز بين الأبناء وتحقيق الأمن والطمأنينة والدفء الأسرى والشعور العميق بالتقبل من الوالدين. يجب على أفراد الأسرة اتخاذ القرارات المناسبة من أجل المستقبل في ضوء الظروف الحالية والإمكانات المتاحة. يجب على الآباء استخدام أساليب التنشئة الو الدية السوية بعيدًا عن العنف والهجر والحرمان قدر الإمكان وتنمية الإمكانات والإنجاز عند الأبناء وهذا يحدث من خلال الإشباع العاطفي فقد وجد الأطفال الذين يتلقون أحضانا دافئة من أمهاتهم عقب كل إنجاز مهما كان بسيط ينمى لديهم هذا الدافع بقوة مثال: إذا حصل طفل في الحضانة على درجات مرتفعة في الامتحان وقامت الأم باستقباله مهللة وسعيدة واحتضنته بقوة ثم أعلنت الأمر لكل أفراد الأسرة إن هذا بلا شك يجعل الطفل حريص على التفوق في المواقف التالية وهذا ما ينمى لديه دافع الإنجاز؛ وكم رأيت من اسر تلتف حول الابن المتفوق دراسيًا وكلما حقق نجاحًا يقرب هذا أكثر بينهم جميعًا وخاصة الأم والأب. يجب على الأسرة التعود على الحوار الجيد الهادئ والموضوعي وكذلك يجب إتاحة الفرص للجميع للتعبير عن رأيه وأفكاره وهذا يساعد الأبناء على تحقيق الاستقلال النفسي ويقلل من إحداث المشكلات في المستقبل منهم وبالتالي في الأسرة. إنجاب الأطفال فالأسرة السعيدة تبدأ بابتسامة طفل والأسرة بلا أطفال يخيم عليها جو من الحزن.