هذا المقال، ليس الهدف منه إبراز الدور الإجرامي للولايات المتحدةالأمريكية. سواء في منطقة الشرق الأوسط، أو العالم، أو المنطقة العربية وبالأخص مصر، لأن ذلك يحتاج إلى عدة مجلدات، يعجز مغمور مثلي عن إخراجها. بل هي تحتاج إلى مركز دراسات متخصص يحدثنا ويكتب للتاريخ، عن جرائم هذه الدولة التي لم يصل عمرها التاريخي 300 سنة، وقد ارتكبت من الجرائم ما يشيب له الولدان بدءًا من هجرة العناصر الإجرامية الخارجة على القانون من الساكسون، أو الإسبان إلى هذه القارة الجديدة، وإبادة سكانها الأصليين بلا شفقة وبلا رحمة، حتى قتلوا في خلال أول أربعين سنة من وصولهم إلى الشاطئ الأمريكي، قرابة ال 28 مليون هندي أحمر. حيث كان الرجل الأبيض المهاجر متسلحاً بالبارود، بينما السكان الأصليون لم يكونوا يمتلكون سوى الأسلحة البدائية التقليدية (القوس، والسهم، والخنجر) ناهيك عن جلب ملايين العبيد من الشاطئ الأفريقي الغربي بطريقة لا تقل بشاعة عن اصطياد الوحوش البرية، وطريقة نقلهم، وبمجرد الاختيار يصبح الأسير عبدًا يباع ويشترى، ويعذب ويقتل. وبلا شفقة وبلا رحمة، حتى القرن العشرين عندما خرج زعيم الزنوج. يطالب بالمساواة بين السود والبيض، وخطب خطبته الشهيرة: «دعونا نحلم» يقصد دعونا نحلم أن نكون من جنس بني آدم، لا من جنس الحيوانات، قامت المباحث الفيدرالية، باغتياله وقتله. هذه هي البداية السوداء للولايات المتحدةالأمريكية، نعم هي أقوى قوة عسكرية وصناعية واقتصادية في العالم وهذا أمر لا نتحدث عنه الآن نحن نتحدث عن الانحطاط الأخلاقي لهذه الأمبراطورية. وللحقيقة، سيبقى للكاتبة الكثير في هذا الموضوع وإنني أتكلم للتذكرة حتى يعي شبابنا حقيقة العسل الذي دس فيه السم، حتى لا يسير في هذه الدنيا كالأعمى، تخدعه الادعاءات الكاذبة والشعارات المخادعة، ومن الذين كتبوا مؤخراً في صناعة الولاياتالمتحدة للإرهاب، ستيفن ميتز، وهو مدير مكتب المخابرات الأمريكية، الذي كان مكلفًا بمتابعة حرب الخليج الأولى بين إيرانوالعراق، والثاني، هو كينث كزتمان، مسئول ملف حزب الله. والثالث، هو ستيفن سالون، أستاذ الاستراتيجيات. والرابع ليو واري، وهو حاصل على دكتوراة بعنوان: "الرديكاليون ومفهوم الصراع" ونشروا كتابًا بعنوان: "الإرهاب العدو الجديد" وقبلهم كتاب مستشار الأمن القومي الأمريكي نعوم تشومسكي: "ماذا يريد العم سام" وفي هذا الكتاب تحدث بصراحة عن جرائم أمريكا في دول أمريكا اللاتينية، وغيرها. وعن عمليات القتل السادي والتعذيب والتمثيل بالجثث وبقر بطون الحوامل وتجارة المخدرات والتجسس وإنشاء فرق الموت والاغتيالات، وحقيقة إيمانهم بما يسمى الديمقراطية. وسوف أنقل للقارئ بعض من هذه المقتطفات ففي ص 28 يقول: أستقر في أعماق شخصيتنا، استخدام العنف والإرهاب، كوسيلة للسيطرة. ففي عام 1818 حيا الرئيس درجون آدامز، المفعول الناجح للإرهاب في التعامل مع جحافل الهنود الحمر، والزنوج، وعديمي الولاء. كذلك الرئيس آندرو جاكسون، الذي أباد السكان في إقليم فلوريدا وأخضع هذا الأقليم الإسباني تحت سيطرة الولاياتالمتحدة. ويقول: عندنا حوالي 50% من ثروات العالم، وفقط 6.3% من سكان هذا العالم، وبمثل هذا الوضع لا يمكننا تجنب حسد واستياء الآخرين، وهمتنا الحقيقية في الفترة القادمة هي ترتيب نموذج للعلاقات يحافظ على استمرار ذلك التفاوت، ولتحقيق ذلك يجب علينا أن نتخلى عن العواطف والأحلام ونركز اهتمامنا على تحقيق أهدافنا القومية. وعلينا أن نكف عن هذا الكلام المبهم والأهداف غير الحقيقية مثل حقوق الإنسان، ورفع مستوى المعيشة، والتحول الديمقراطي. وعلينا أن نكون مستعدين للتخلي عن هذه الشعارات في أي وقت. هكذا نجد أن: منظمات حقوق الإنسان، وما نسميه منظمات المجتمع المدني معاهد الديمقراطية وحقوق الإنسان ما هي إلا شعارات لخداع الجماهير تنفق عليها الولاياتالمتحدة، لتكون مبررًا للتدخل في شئون الدولة التي تحاول الاستقلال عن القرار الأمريكي، بحجة أنها دولة مارقة تهدر حقوق الإنسان. ويفضح حقيقة الولاياتالمتحدة، في ص20، فيقول: نحن نعارض – بمثابرة وإصرار– الديمقراطية، إذا كانت نتائجها خارج نطاق سيطرتنا، والمشكلة مع الديمقراطية الحقيقية، أنها عرضة للوقوع فريسة للهرطقة، التي تزعم أن على الحكومات الإستجابة لمصالح شعوبها، بدلاً من مصالح المستثمرين الأمريكيين، فعندما تتعرض حقوق المستثمرين الأمريكيين للخطر، فعلى الديمقراطية أن ترحل، ولا بأس أن يحل محلها حكام التعذيب والقتل. ويقول: لم يعد الاحتلال العسكري السافر، ضروريًا، فقد برزت وسائل حديثة مثل «صندوق النقد الدولي» «والبنك الدولي» يعطي البنك الدولي قروض مقابل تحرير الاقتصاد، أي تهيئة الاقتصاد الوطني لاختراق المال الأجنبي، وتحكمه فيه، مع تخفيضات حادة في خدمات المجتمع. ويقسم ذلك المجتمع إلى أقلية ثرية وأكثرية تعاني الحرمان والفقر، وإذا حاولت قوى سياسية وطنية ذات شعبية، التدخل، فعلينا أن نحرك أتباعنا لإجهاض ذلك. هكذا نريد أن نسلط الضوء إلى دور وحقيقة هذه الدولة الإجرامية، فعلى سبيل المثال، ماذا حصدت مصر من جراء صداقة للأمريكان على مدار 40 عامًا؟ مصر الآن دولة شديدة التخلف، لا تنتج شيئًا يذكر، تستورد كل شيء من إبرة الخياطة حتى الطائرة، الخدمات في الأحياء الشعبية شبه منعدمة. تم إهدار ثرواتها ومقدراتها بسبب حكومة عميلة، منبطحة، حكمتنا 30عامًا. ثم قامت الثورة يوم 25 يناير، لتبدل أمريكا نظامًا عميلاً منبطحًا بنظام عميل آخر، ولكن ذو خلفية إسلامية، اتفق معهم على أن يكون أكثر خدمة ممن سبقه، واستخدم الشعارات الخادعة والكاذبة، ومن دواهي نظام الأخوان، الذي قدم عربون العمالة للأمريكان، منح 60 ألف فلسطيني، الجنسية المصرية، حتى يتمكنون من شراء أراضٍ مصرية في سيناء، لحل مشكلة التكدس السكاني بقطاع غزة، وعندما تقابل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأخبر المعزول بخطورة ذلك، سأله المعزول كم عدد سكان غزة؟ فأجابه الرئيس محمود عباس، مليون ونصف فرد. عليه قائلاً: سوف نأخذهم عندنا في شبرا. ذكر ذلك محمود عباس (أبومازن) عند زيارته الأخيرة لمصر، لكل الصحف المصرية. ومن الدواهي الإخوانية، المفرطة في العمالة، مشروع تنمية قناة السويس، ولك أن ترى كيفية إنشاء هذا المشروع وإدارته، فهينة تعمير القناة، هيئة مستقلة في حالة التنازع، لا تخضع للقانون، ولا المحاكم المصرية، ورئيس الهيئة ينشئ محكمة من ثلاثة قضاة. ومن حق الهيئة أن تحدد -هي وحدها- حدود ملكية الأراضي التي تحتاجها على ضفتي القناة، ومن حق الهيئة -وحدها- أن تقرر ما هي المشاريع الاستثمارية التي تنشئها في منطقة القناة. ومن حق الهيئة الاستعانة بمن تشاء من الخبراء الأجانب وبيوت الخبرة الأجنبية، ولا رقابة للدولة على حرية تحرك رؤوس الأموال من الهيئة وإليها. حتى أن طارق البشر، حليف الإخوان، كتب بأن هذا المشروع يعتبر استقلال لأقليم القناة عن مصر. ناهيك عن اتفاق الأخوان مع شركة «دارو - نت» الإسرائيلية على شراء نظام «دارو - سباي» للتجسس على شبكات التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» وأنشأ حسن مالك، جميعة «أبدأ» لرجال الأعمال لتكريس السياسة الاقتصادية الأمريكية التي أشار إليها نعوم تشومسكي، بتقسيم المجتمع إلى اغتناء قلة وفقراء كثرة ترتبط مصالح الأغنياء بالاقتصادي الأمريكي والسياسية الأمريكية. هكذا نرى ال 40 عامًا صداقة لأمريكا. بينما في المقابل 30 عامًا عداءً للأمريكان، وتمرد على الخضوع لأمريكا، وإيران النموذج الذي نتعلم منه نعمة العداء لأمريكا، ونعمة الكفر بالصداقة المذلة للأمريكان نجد أن إيران قد تقدمت في كل شيء، صناعة السيارات، صناعة جميع أنواع الأسلحة، فلا تخضع للابتزاز الذي تمارسه أمريكا على مصر كل ما خرجت مصر من بيت الطاعة الأمريكي تهدد بقطع المعونات العسكرية والمدنية، وهي معونات هزيلة الهدف منها منع تصنيع السلاح أو قطع الغيار في مصر أما المعونة المدنية فهي 250 مليون دولار بمعنى أن نصيب الفرد في السنة قرابة 3 دولار في السنة يعني أقل من ثمن مصاصة في اليوم. بينما إيران أقامت البرنامج النووي وتستعد الآن لبرنامج فضائي، وأطلقت عدة أقمار صناعية. هذه هي نعمة العداء لأمريكا، ونعمة الخروج من الهيمنة الأمريكية، بينما نحن نحصد لعنة الصداقة الأمريكية ذل وإهانة وتدخل سافر في الشئئون الداخلية وعدم إستقلالية للقرار السياسي وتخلف اقتصادي، وفقر، وزراعة طابور خامس في كل إدارة تحكم البلاد للمحافظة، على إخضاع مصر للهيمنة الأمريكية وضمان عدم خروجها من بيت الطاعة الأمريكي المهين والمذل أمريكا تحرص دائماً على حراسة التخلف في الدول العربية وتقتل كل مساعي التقدم لأي دولة عربية ولو فتحت ملفات جرائم أمريكا في العراق لرأيت ما يشيب له الولدان ففي العراق كان قرابة 15 ألف عالم في جميع المجالات هندسة – طب – كيميا – نووية – زراعة – فيزياء – قتلت أمريكا منهم 6500 عالم ويقال أن 750 أجبروا على السفر إلى إسرائيل وهم علماء في الكيمياء والفيزياء والهندسة النووية وأجبر قرابة 2500 للهجرة إلى الولاياتالمتحدة أما الباقون الرافضون فهم يهمون على وجوههم في الشوارع يعملون باعة جائلين حتى يقتاتوا ويتخفون من الخطف أو القتل وقد قتلوا سابقاً الدكتور (المشد والدكتورة سميرة وغيرهم من العلماء وفعلوا ذلك مع إيران فقد شملت قائمة قتل العلماء الأيرانيين العشرات آخرها نائب وزير الصناعة الأيراني هذا الشهر وقبله قتل البروفسير (مسعود محمدي) من علماء البرنامج النووي الإيراني وقتل د.فريد عباس والدكتور مجيد شهرياري ودرايوش رضائي ود. مجتبى أحمدي وكلهم لهم علاقة بالبرنامج النووي الإيراني – لماذا لم تغتال أمريكا علماء الهند مثلاً أن حرص الولاياتالمتحدة على تخلف الدول العربية والإسلامية من أبجديات السياسة الأمريكية ولك أن تعلم بأن من جواسيس الولاياتالمتحدة كان عصام الحداد مستشار الرئيس مرسي وقالت المصادر الأمنية إن جواسيس أمريكا في عصر الأخوان كانوا في كل أماكن صناعة القرار السياسي – ويقول اللواء حمدي بخيت أن القبض على الحداد ضربة لأمريكا ولكن الأمريكان لديهم وسائل اتصالات متعددة. ويكفي فضيحة التجسس الأخيرة التي جعلت من وجه أوباما الوجه القبيح الذي لم تستطيع أمريكا مداراته – وتجسست أمريكا على كل الدول في العالم حتى الحلفاء (المانيا وأسرائيل وكان لمصر النصيب الأوفر وثبت أن أمريكا تجسست على 35 من زعماء العالم ويكفى أن تعلم أن أمكانيات الولاياتالمتحدة قد مكنتها من جمع أكثر من 180 مليون ملف معلومات في أقل من 30 يوماً ناهيك أن أنتهاك خصوصية المواطنين الأمريكان وغيرهم فأي مبادئ تستتر تحت الإدارة الأمريكية – أمريكا الدولة الوحيدة في العالم الرافضة للتوقيع على معاهدة الانبعاث الحراري الذي سوف يسبب كارثة لسكان الأرض وإزدياد أعداد المصابين بمرض السرطان وغيره من الكوارث لخضوع الأدارة الأمريكية لإدارات المصانع والشركات العملاقة حيث أن أمريكا وحدها تنتج قرابة 35% من ثاني أكسيد الكربون المسبب لأختراق طبقة الأوزون فضلاً عن جرائم ترتكب في ظل تعتيم اعلامي مقصود مثل أستهداف قتل المدنيين في باكستان واليمن بأستخدام طائرات بدون طيار، بحجة مطاردة العناصر الإرهابية وقالت منظمات العفو الدولية أن ما تفعله أمريكا في المناطق القبيلة في باكستان واليمن يبعد كل البعد عن الشفافية وإن ما تقوم به أمريكا يعد من جرائم الحرب وأن أمريكا تمارس هذه الأعمال الإجرامية منذ 18 عاماً ولم تقدم أي مبرراً لأرتكاب هذه الجرائم التي يروح ضحيتها أعداد كبيرة من المدنيين نساء وأطفالاً لا علاقة لهم بالأرهاب. أمريكا هي صاحبة شعار «العولمة» للسيطرة على العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي – الهدف هو اختراق وهدم الثقافات الوطنية تمهيدًا لتدمير الأوطان، أمريكا هي صاحبة اختراع «الدولة اللعوب» وهي نشر الدعارة، والمخدرات، والفساد، والرشوة، وإنحلال القيم في الدول المستهدفة باستخدام أدوات عديدة، وعلى سبيل المثال برامج" باسم يوسف" تحت مسمى الحرية والديمقراطية، أمريكا هي الدولة التي تأخذ من العالم موارده الطبيعية وعقوله العلمية، وتصدر له الزيف والكذب والبهتان والانحطاط. هذا المقال لإألقاء الضوء فقط على خطورة الصداقة الأمريكية