ينتظر الجميع مساء اليوم مؤتمر أبل وسط تضارب التوقعات ما بين متفائل ومتشائم، فالكل يريد أن يعلم هل ستقدم أبل مفاجأة في المؤتمر أم يمر تقليدي ؟! يعول الكثيرون على هذا المؤتمر لمواصلة سلسلة النجاح التي استمرت منذ عام 2007 وجعلت الآي فون أشهر هاتف في العالم. كشف ستيف جوبز عن الآي فون الأصلي في 9 يناير 2007 وعرف العالم شكل الجهاز الجديد الذي أعطته أبل شعار "إنه فقط البداية This is only the beginning" وكأنها كانت تعلم أنه هذا الجهاز سوف يغير العالم وفي مؤتمر WWDC 07 أعلنت أبل عن موعد بيعه وباقى التفاصيل الخاصة به. إذا كان الآي فون الأصلى هو بداية قصة النجاح فإن الآي فون 3G هو من سطر اسم الآي فون عالميًا وجعل كل من في العالم يعرف هذا الجهاز الجديد، وتم الكشف على الجهاز في يوم 29 يونيو أول أيام مؤتمر WWDC 08 وجاء الهاتف بشعاريين شهيرين وهما "الآي فون الذي تنتظره، أول هاتف يهزم الآي فون" وتميز الجهاز بالتالي تغير شامل في شكل الهاتف ودعم شبكات ال 3G كما كان أول هاتف يتم تسويقه عالميًا بشكل واسع ويصل الشرق الأوسط. وحقق مليون جهاز مبيعات في أول أسبوع. و في مؤتمر WWDC 10 كشفت أبل عن الآي فون 3GS والذي يعتبر حاليًا أطول هاتف عمرا في العالم حيث مازال يحصل على دعم وترقية نظام ويباع حتى اليوم، الهاتف لم يختلف شكله عن الجهاز السابق له "3G" لكن أبل اهتمت بشكل كبير بأداء الجهاز وزاد سرعة المعالج بنسبة 50% كما زادت سعة الذاكرة 100% وطورت أبل الكاميرا لتصبح 3.2 ميجا وتم إضافة الأوامر الصوتية كما تم توفير سعة تخزينية 32 جيجا لأول مرة. و يعتبر الآي فون 4 نقطة فارقة ليس فقط في تاريخ الآي فون لكن في تاريخ الهواتف ككل حتى أن أبل نفسها أختارت شعار للهاتف "هذا يغير كل شيء مرة أخرى" وهى تقصد أن هذا الهاتف سوف يعيد صياغة منظور المستخدمين نحو الهواتف الذكية بشكل جديد مثلما فعل الآي فون الأول. وقد سبقت أبل كل شركات الهواتف بتقديم شاشة عالية الجودة "الريتنا" وتميز بتغيير تصميم الهاتف تمامًا وجعله أقل سمكًا 24%و مضاعفة المعالج والذاكرة وتقديم خدمة الفيس تايم إضافة إلى كاميرا 5 ميجا بيكسل. و حقق الهاتف مبيعات تجاوزت 600 ألف جهاز في اليوم الأول. في عام 2011 خالفت أبل كل التوقعات ففي البداية لم تكشف عن الهاتف في مؤتمر WWDC كما كان معتادًا من قبل، وأيضًا طالت الفترة الزمنية بين هذا الجهاز وسابقه ووصلت إلى 15 شهر تقريبًا وبعد ذلك جاء المؤتمر محبطًا لكل من شاهده حتى أن ستيف جوبز توفى في اليوم التالي للمؤتمر، الجهاز جاء مماثل لشقيقه السابق تقريبًا وتميز بزيادة سرعة المعالج وإضافة المساعد الشخصي سيري وتقديم سعة 64 جيجا لأول مرة وإلغاء سعة 8 جيجا إضافة إلى كاميرا 8 ميجا بيكسل. حقق الهاتف 4 مليون جهاز مبيعات في أول 3 أيام. في 2012 كان المؤتمر التي انتظره الجميع، وحدث في يوم 12 سبتمبر، وكان إعلان المؤتمر واضحًا للغاية فظل رقم 12 يرسم على الأرض رقم 5 الذي يشير للآي فون الخامس. وقد جاء الجهاز بتصميم أكثر نحافة وأخف وزنًا بشكل كبير، وتصميم جديد للهاتف يزيد من حجم الشاشة إلى 4 بوصة.كذلك دعم شبكات الجيل الرابع وتحسينات في الكاميرا وزيادة سرعة الجهاز والذاكرة. وتغير في حجم مقبس الهاتف وكذلك موضع كابل الصوت، وحقق مبيعات 5 مليون جهاز في أول 3 أيام. مؤتمر 2013 جاء مختلفًا تمامًا عن المؤتمرات السابقة لأبل حيث قامت الشركة بتوفير نسختين من الأى فون وهما 5C و5S وهذة هي المرة الأولى التي تطلق أبل فيها نسختين من هاتفها حيث جاء الأى فون 5C بسعر 549$ والأى فون 5S جاء بسعر 649$ تميز الآي فون 5S بمعالج A7 وهو المعالج الأول في العالم بتقنية 64Bit، توفير اللون الذهبي ولأول مرة يصدر الآي فون بثلاثة خيارات للألوان وكاميرا 8 ميجا بكسل بفلاش ثنائى وتحسينات عديدة والكاميرا الأمامية 1.2 ميجا بكسل، توفير البصمة لحماية الجهاز بشكل يفوق أي شركة أخرى. مؤتمر 2014 كان الأكبر والأهم في تاريخ الشركة حيث قامت أبل بعمل تغيرات جذرية في الهاتف بداية من تغيير حجم الشاشة لتصبح 4.7 بوصة وكذلك نسخة أخرى 5.5 بوصة وتقديم جهازي آي-فون بحجمي 4.7 بوصة و5.5 بوصة، الكشف عن النسخة النهائية من iOS 8. الكشف عن ساعة أبل بشكل مقتضب بدون أي تفاصيل سعرية أو موعد صدورها. كشفت أبل عن منظومة الدفع الخاصة بها Apple Pay. إلغاء سعة 32 جيجا واستبدالها بسعة 64 جيجا بنفس السعر وتوفير سعة 128 جيجا. كان مؤتمر 2015 والذي عقد في 9 سبتمبر للكشف عن الجيل التاسع للآي فون مختلفًا عن جميع مؤتمرات أبل. فلأول مرة تجعل أبل مؤتمرها شاملًا لكل شيء حيث كشفت عن إطلاق عدد من إطارات ساعة أبل وإطلاق الآي باد برو 12.9 ومعه الآي باد ميني 4، وإطلاق تلفاز أبل الجديد والكشف عن الآي فون 6s والنسخة بلس منه. ويأتي مؤتمر اليوم لأول مرة وأبل تعاني أزمة حقيقية تمثلت في تراجع المبيعات. ففي كل مؤتمر يكون التساؤل هل سيواصل الآي فون الجديد نجاحات سابقيه ويحطم أرقامهم القياسية؟ هذه المرة السؤال يختلف وهو هل سيتمكن الآي فون الجديد من إيقاف تراجع المبيعات وإعادة الشركة إلى ما كانت عليه.