يواصل الآلاف من الأقباط احتفالتهم لليوم الرابع على التوالي بذكرى لجوء "العائلة المقدسة"، إلى جبل درنكة في أسيوط، إلى ذلك المكان في مغارة بحضن الجبل الغربي بأسيوط، في رحلة الاختفاء من بطش الرومان، وتستمر الاحتفالات حتى 21 اغسطس الجاري وهي الفترة الزمنية التي مكثتها العائلة المقدسة أثناء رحلتها بمصر في هذا المكان. ويقوم الزائرون بالتبرك بمزار الأنبا ميخائيل مطران أسيوط الراحل، والذي يرقد في دير السيدة العذراء، ويحرص المشاركون في الاحتفالات التبرك بمقتنيات ومتعلقات الأنبا ميخائيل. ويحرص ضيف دير السيدة العذراء على المشاركة في "الدورة"، كأبرز مظاهر الأحتفالات والتي تنطلق في تمام الساعة ال6 مساء من كل يوم خلال الاحتفالات، ويخرج فيها الشمامسة من كنيسة المغارة يحملون أيقونة كبيرة للسيدة العذراء، خلفهم المئات من الاطفال يرتدون أيضا ملابس الشمامسة البيضاء، ثم يأتى الرهبان والقساوسة خلف الأيقونة مباشرة، يصطفون صفين ومن بعدهم في الخلف يأتي شمامسة منتهجين نفس المنوال وتتعالى أصوات الترانيم والتسابيح من أفواههم التوقيت ذاته. ويتواجد نيافة الأنبا يؤانس مطران أسيوط بداخل الموكب"الدورة" بملابس الرهبان، ويحمل صليبا في يده اليمنى، ويشير به إلى شعب الكنيسة بالسلامة والبركة والمحبة، فيما يحرص آلاف الأخوة المسيحيين على التصارع لتقبيل يد الأنبا يؤانس مطران أسيوط ، فيما تطلق النساء الزغاريد للترحيب به ويطلق الأنبا يؤانس عددا من الحمام من داخل قفص والذي يعبر عن السلام والأمان. وترجع أهمية دير العذراء، بجبل أسيوط الغربي، إلى مجيء العائلة المقدسة لأسيوط، حيث قدمت السيدة مريم العذراء وسيدنا عيسى عليه السلام وهو طفل صغير وبصحبة القديس يوسف النجار، بعد أن تركت العائلة المقدسة فلسطين وطنها واتجهت نحو البلاد المصرية، قاطعة صحراء سيناء حتى وصلت شرقى الدلتا مجتازة بعض بلاد الوجه البحري، فالقاهرة ومنها إلى صعيد مصر حتى مدينة أسيوط، ثم إلى جبلها الغربي، حيث المغارة المعروفة التي حلت بها العائلة المقدسة.