قال الشاعر عاطف الجندي، إنه بلا شك أن محمود درويش قد أثر تأثيرا كبيرا في مسيرة الشعر العربي في نهايات القرن العشرين وبدايات الواحد والعشرين، لما قدمه من إبداع متميز لاقى نجاحا كبيرا، وخاصة أنه تماس مع قضايا العرب بصفة عامة وقضية فلسطين بصفة خاصة فكتب عن قضايا وطنه فلسطين وعبر عنها خير تعبير وهو شاعر القضية الفلسطينية الأول بدون منازع. وقال الشاعر في تصريحات صحفية، اليوم الأربعاء: إنه باليوم يمر عام آخر على رحيله والذي فقدت الثقافة العربية قيمة شعرية كبيرة في شاعر له أسلوبه الخاص وطريقته المتميزة في تراكيب الصورة الشعرية والاعتماد على الرمز بصورة كبيرة في قصائده الوطنية والتي كانت مباشرة في معظم قصائد الشعراء السابقين وخاصة شعراء البيت الخليلي. وأكد الجندى، أن لإلقاء درويش وحضوره حضور طاغي مع جمهور الشعر أثرا جميلا في تكوين شخصية شعرية متميزة، وهو أحد الشعراء الذين زادوا من أهمية تذوق الشعر فكان لحضوره الأثر الكبير وبمجرد أن يعرف جمهور الشعر أن له ندوة في مكان ما، تذهب الجماهير العاشقه للشعر وله بصفة خاصة إلى هذا المكان ولا أنسى كيف أن معرض الكتاب بصالاته الكبيرة كانت تكتظ بالحضور بمجرد حضوره حتى افترش الحضور الأرض من شدة الزحام وكذلك في مهرجات المجلس الأعلى للثقافة. وأضاف الشاعر: من منا ينسى قصائد مثل جدارية وأحمد الزعتر وسجل أنا عربي ولا أعرف الشخص الغريب وخطب الديكتاتور الموزونة وقطار الساعة الواحدة وأحن إلى خبز أمي ولماذا تركت الحصان وحيدا وأغنية حب على الصليب وأثر الفراشة وكزهر اللوز أو أبعد وغيرهم من القصائد التي شكلت وجدان الكثيرين من أجيال مختلفة. وتابع: محمود درويش لا يقتصر تأثيره في قصائدة الوطنية أو السياسية والعاطفية كشاعر ولكنه امتد لأبعد كثيرا من ذلك، فهو الذي قام بكتابة وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني التي تم إعلانها في الجزائر والثائر الذي اعتقلته السطات الإسرائيلية والفائز بجوائز عديدة منها: أمسيات ستروغا الشعرية، جائزة الامير كلاوس، وسام الفنون والآداب، جائزة لينين للسلام، جوائز لانان الأدبية، جائزة اللوتس، وجائزة الشعر من المجلس الأعلى للثقافة المصرية. رحم الله محمود درويش الشاعر والإنسان الذي لا يعوض الذي مر على هذه الدنيا وترك أثرا شعرا لا يزول فهو كما قال في قصيدته "أثر الفراشة لا يرى، أثر الفراشة لا يزول، ولكن ترك بصمته التي خطها بحروف من نور ونار، لن تزول على مر السنين.