سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أزمة نقص مياه الري تهدد ببوار آلاف الأفدية بكفرالشيخ.. تقرير المديرية يؤكد عدم وصولها لبعض المناطق منذ 15 يوما وزراعة 50 % فقط من مساحات الأرز المستهدفة..والأهالي يتظاهرون أمام ديوان عام المحافظة
أزمة حادة تشهدها محافظة كفر الشيخ في نقص مياه الري، بسبب عدم وصولها إلى مئات من القري بمراكز المحافظة، ما أثار حالة من الغضب والاحتقان بين المزارعين خوفًا من بوار وتلف محاصيلهم، خاصة أن محصول الأرز الذي يتم زراعته بكثافة يحتاج لكميات كبيرة من المياه. وقبل أن نبدأ في كتابة استغاثات المواطنين وشكاواهم المريرة من نقص مياه الري، التي جعلتهم لا ينامون الليل بانتظار "سر الحياة" لأرضيهم، ننشر تقرير مديرية الزراعة الخاص بموقف أراضي المحافظة من مياه الري وزارعة الأرز، والذي يقول: إن المستهدف زراعته من الأرز بالمحافظة للعام 2016، تبلغ مساحته الإجمالية 275.18 ألف فدان، وما تم زراعته حتى الاّن 138 ألف فدان فقط، أي نحو 50% فقط من المستهدف، وبالتالي فإن الأزمة الأشد لنقص مياه الري لم تحل بعد. وأوضح التقرير أن أكثر 4 مراكز تعاني من نقص مياه الري بصفة مستمرة، هي: الرياض والحامول وسيدي سالم والبرلس، من بين 10 مراكز هي إجمالي مراكز المحافظة، فضلًا عن قرى أخرى متضررة بباقي المراكز. وأرجع التقرير سبب الأزمة إلى ارتفاع مساحات الأرز المنزرعة بالمحافظة، كونها أكبر محافظة يتم السماح لها بزراعة محصول الأرز، بسبب وجودها في نهايات الترع والمصارف، ولكن السبب الأخير حولها لسبب سلبي وليس سببا إيجابيا، بمعني أن المياه لم تعد تصل لنهايات الترع بالمحافظة كما كان الحال في السابق، الأمر الذي جعل القري والمراكز الموجودة في نهايات الترع تعاني من أزمة مياه الري، حيث إن هناك مناطق لم تصلها مياه الري منذ 15 يوما، بالرغم من مخاطبة مديرية الري بالمحافظة كونها تحتاج لضخ مياه قوي لملء الترع بها وهو ما لا يتوفر حاليًا. وأشار التقرير إلى أنه المفترض في ضخ مياه الري للمناطق التي تعاني من عجز أن يكون هناك ضخ 4 أيام وبطالة 6 أيام، ولكن هذا أيضًا لم يحدث الأمر الذي ترتب عليه وقوع أزمة حادة في هذه المناطق، ووصول مئات الشكاوى من المزارعين وعشرات من مديري الجمعيات الزراعية. وأوضح تقرير الزراعة أن الترع التي تعاني عجز شديد في المياه، هي: البشاير بسيدي سالم ودقلت بكفر الشيخ، وتروي أكثر من 3000 فدان، وكذلك ترع المشارقة، وعليوة وديل روينة وبحر الشيخ إبراهيم وهي تروي 5000 فدان، وهي تروي من ترعة ميت يزيد. وفي مركز الرياض تعاني مناطق "أبورية" والتي تروي 700 فدان وترعة السكة بالرغامة والتي تروي أكثر من 650 فدانا من عدم ووصل مياه الري منذ أكثر من 13 يوما، وهي مدة كافية لبوار المحاصيل خاصة الأرز. وفي مركز البرلس تعاني مناطق ترعة يوسف أفندي، وفي مطوبس تعاني ترعة منية المرشد وبحر القصابي ومناطق الحناوية والصنفاتية. وعن حال المزارعين وشكواهم ففي مركز البرلس الشيخ، اشتكي عدد من مزارعي المركز بقري بر بحري وعدد من القري المطلة على الطريق الدولي الساحلي من النقص الحاد في مياه الرى، ما أدى لبوار العديد من الزراعات سواء الأرز، أو مزارع الخضروات أو الفاكهة. وقال محمد صافي أحد المزارعين "المتضررين" بمركز البرلس، أنهم يعتمدون على مياه مصرف الغربية الرئيسي "كتشنر" الملوث، ومع ذلك فإن المياه لا تكفى مزارعهم، مؤكدا أنهم أرسلوا العديد من الشكاوى للجهات المسئولة، محذرا من بوار محاصيلهم ولكن دون جدوي. وأشار حسن فتحي "مزارع " من مركز الرياض إلى " أن اصعب ما يواجه "الفلاحين " هو عدم وجود مياه الري، فنحن نستطيع التغلب على نقص الأسمدة ونقص بعض مستلزمات "الفلاحة" الأخرى، ولكن ماذا نفعل حيال عدم وجود مياه الري، حيث ترى الأرض أمامك تتشقق وتجف والزراعات تذبل وتموت، أمام اعيننا وحينها لا نستطيع فعل شيء، وهم مدينون للتجار بقيمة الأسمدة والمبيدات والتقاوي. كما احتج مزارعو قرية "صندلا" مركز ومحافظة كفر الشيخ أمام ديوان عام المحافظة؛ اعتراضًا على نقص مياه الري التي أدت لتلف شتلات الأرز بأراضيهم، وبوار 4 آلاف فدان، وقال المحتجون: "إن 4 آلاف فدان بارت بقريتهم (صندلا) وتلفت شتلات الأرز، بسبب نقص مياه الرى"، مؤكدين أن المسئولين بالمحافظة وبالري لا يهتمون بهم، وهم يعانون منذ عدة أيام من نقص المياه ما أدى للتهديد بضياع محاصيلهم الحقلية من أرز وقطن وخلافه. وطالب المحتجون بزيارة اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ لأراضيهم بصندلا ليرى بنفسه المأساة التي يعانوها على الطبيعة. وفي قرية " الروضة وضواحيها بمركز سيدي سالم وتوابعها، أكد أحمد على "مزارع" يمتلك 5 افدنة، أن زراعة الأرز الخاصة به وبأهالي القرية على وشك البوار وأراضيهم إصابةا التلف، مطالبين بسرعة تدخل وزيري الري والزراعة لإنقاذ الأف الأفدنة من البوار، في ظل ارتفاع أسعار الأرز بمصر ووصوله ل7 جنيهات للكيلو. كما طالب المزارعون بالعدالة في توزيع مياه الري ونقلها للترع والمصارف، فليس من العدل أن تصل المياه على مدى 24 ساعة طوال أيام الأسبوع إلى مناطق، بينما تحتفي من مناطق أخرى طوال أيام الأسبوع.