سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الكيماوي أم الزواج لمريض السرطان.. دراسة أمريكية: المتزوجون فرصتهم أكبر في الشفاء.. ومتخصصون: العلاقة العاطفية والتلامس يقويان جهاز المناعة.. والعلاقة العاطفية المستقرة أهم من تناول الجرعة
عادة ما نجد أن العلاج بالكيماوي هو الحل الوحيد لإنقاذ أعداد لا تحصى من مرضى السرطان متغافلين عن عوامل أخرى إما أن تساعد الكيماوي أو تلغي تأثيره، فتأتي العلاقة العاطفية والزوجية على قائمة تلك العوامل. وهذا ما أكدته دراسة أمريكية بجامعة كاليفورنيا التي أجرتها الباحثة ماريا ماتينز على ما يزيد على 800 ألف شخص مصاب بالسرطان ما بين الرجال والنساء على مدى 9 أشهر، والتي أكدت أن المتزوجين المصابين بالسرطان لديهم قدرة كبيرة تدفعهم لمقاومة المرض أكثر من غيرهم، فضلاً عن ما أكدته دراسة أخرى بجامعة أنديانا التي أقيمت على 3.8 مليون شخص مصاب بالسرطان وجدت أن فرصة البقاء على قيد الحياة للمتزوجين أو الذين يدخلون في علاقات عاطفية أكبر من المطلقين أو المنفصلين عن أزواجهم بنسبة تبلغ 63%. أكد أحمد عبدالله، مدرس الطب النفسي بكلية الطب جامعة الزقازيق، أن مرضى السرطان عادة ما يكونوا في حاجة إلى الدعم والمشاركة وهذا ما توفره لهم العلاقة بغيرهم من الجنس الآخر ليس الزواج فقط. وأوضح عبدالله أن التلامس العاطفي والحميمي له فوائد عدة على مريض السرطان، حيث يظهر في صورة هرمون يسمى هرمون "الحنان" وهو ما يساعد على تحسين الحالة المزاجية ومواجهة الضغوط، موضحًا أن تقوية المناعة هو العامل الرئيس المؤثر في نسبة الشفاء من المرض. وأشار عبدالله إلى أن من يفتقر وجود من يشاركه في مراحل العلاج من المرض لا يجد من يقف بجانبه ويقدم له الدعم اللازم لمساعدته على تكملة مشوار العلاج، مضيفًا أن العلاقة العاطفية لمرضى السرطان تساعد على تنشيط مفعول المواد المسكنة للآلام وتزيد من تأثيرها مما يساعدهم على تخطي كثير من الآلام على عكس غيرهم من الذين يعانون من الوحدة العاطفية. وأضاف أن العلاقة العاطفية تساعد على التصدي للمرض في جميع دول العالم بشكل جيدًا، ولكن هذا ما يصعب تطبيقه في مصر بسبب الضغوط التي تتعرض لها العلاقات العاطفية والزوجية في مصر بسبب الظروف الاقتصادية التي تجعل من الزواج عملية اقتصادية تعتمد على البيع والشراء وتجعل من الصعب على الطرفين تحقيق الأهداف المطلوبة من الزواج كالدعم والمشاركة، مدللاً على ذلك وجود أكثر ما يزيد على 14 ألف قضة طلاق في عام 2015. فيما قال جمال فرويز، استشاري الطب النفسي: إن الحياة الزوجية والاستقرار الأسري يعملان على دعم مريض السرطان وتقوية إرادتهم للتمسك بالحياة، حيث إن من يمتلك زوجة وأولاد يكون لديه الأمل الذي يسعى إلى الشفاء من أجله، على عكس المطلق أو الأرمل أو الأعزب فيفتقد الجو الأسري الذي يعينه على الشفاء. وأوضح "فرويز" أن الدعم المعنوي الذي يقدمه شريك الحياة هو الذي يمنحهم القدرة على مقاومة المرض، كما أن السيدات المتزوجات اللاتي تعانين من الإصابة بالسرطان تزداد قدرتهن وفرصتهن في البقاء والشفاء أكثر من غيرهن من السيدات المصابات بالمرض واللاتي لم يتزوجن. وأشار "فرويز" أن الأطباء في الغرب من خلال أبحاثهم، اكتشفوا أن هناك ارتفاعًا ملحوظًا في نسب الوفيات إثر الإصابة بالمرض عند الرجال غير المتزوجين، مضيفًا أن الأطباء المشرفين على مرضى السرطان يجب أن يلفتوا نظر مرضاهم غير المتزوجين إلى ضرورة وجود أشخاص لدعمهم ومساعدتهم من أجل الشفاء من داء السرطان سريعًا. كما أكد أنور حجاب، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس على ما تشير إليه الدراسة بشرط أن تمنح تلك العلاقة للمريض الدعم النفسي اللازم فهناك الكثير من العلاقات التي قد يمل الطرف الآخر من المسئولية والمرض وتحمل المسئولية كاملة فيؤدي إلى نتيجة عكسية وتصبح تلك العلاقة عبئًا على المريض أكثر من كونها دعمًا له في طريق مقاومته للمرض، موضحًا أن مريض السرطان الذي يمر بخلافات زوجية وعاطفية قد يتعرض إلى تدهور كبير في حالته الصحية، مؤكدًا أن العلاقة العاطفية المستقرة لمريض السرطان أهم من تناوله جرعات الكيماوي. وقال "حجاب" إن تلك الدراسة يتم تطبيقها في الأسرة المصرية على أكمل وجه، حيث يجد الزوج من زوجته المساندة على تحمل الألم والعكس وهو ما يميز المجتمع المصري الذي يقف بجوار الغريب قبل القريب خاصة في الأوساط الشعبية.