سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. تعرف على لوحة "الحلم" للملك تحتمس الرابع بمنطقة الأهرامات.. تزن 21 طنًا وتكشف مؤامرة "التحايل" على الحكم بالتعاون مع الكهنة.. ووصية أبوالهول للملك بإزالة الرمال عنه كي يتنفس
كان الملك تحتمس الرابع يتكئ على رأس تمثال أبوالهول خلال زيارته فحلم الأخير به يأتيه في المنام، ويطلب منه إزالة الرمال حول ضلوعه لعدم تمكنه من التنفس جيدًا ووعده إذا قام بهذا العمل سيجعله ملكًا للبلاد.. هذا كان حلم اليقظة الذي استغله الملك تحتمس الرابع ليكون معبرًا لطموحه السياسي.. والتي تم ترديدها بقوة لدى المصريين القدماء لتحول لوحة "الحلم" لأيقونة تجذب كل الزائرين لمشاهدتها. اللوحة التي تستقر أسفل تمثال أبوالهول يميزها التناغم الكبير بينها وبين رأس أبوالهول الذي يعلوها، فمنذ الوهلة الأولى لرؤيتها لن تتمكن عيناك من الفكاك من هذا الحوار الدائم بينها وبين رأس إله الشمس -أبوالهول- حيث الأخير يجلس مستقرًا في شموخ وهو ينظر للفضاء الشاسع أمامه مبتسمًا لعظمة أوامره ووصاياه التي نفذها "تحتمس الرابع" بإزالة الرمال عنه. رافقنا الدكتور غريب سنبل رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم أثناء تواجدنا في البانوراما التي تحيط باللوحة، وهو يرأس فريق الترميم بالتنسيق مع إدارة المنطقة بقيادة الدكتور الحسيني عبدالبصير مدير منطقة الأهرامات، ويشد من عزيمة الفريق لسرعة الانتهاء من ترميمها لإنقاذ الجزء السفلي الذي تعرض للتلف جراء عوامل التعرية والهواء. "سنبل" كان حادًا في تعليماته بسرعة إنجاز مشروع الترميم للرد على كل من وصفهم بالمغرضين والذين اتهموا وزارة الآثار بتدمير اللوحة.. مؤكدًا أنه لن يلتفت للمحاولات الدءوبة للإضرار وتعمد تشويه سمعة الآثار والبلاد، وأن هذا ما دفعه لتشكيل فريق عمل بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية على التدخل لإنقاذ لوحة "الحلم" النادرة والوحيدة، والتي تمثل المصدر الوحيد الشاهد بالنقوش الفرعونية على واقعة الحلم للملك تحتمس الرابع أثناء زيارته لأبوالهول. كل الترجيحات تؤكد أن الصراع السياسي وراء قصة لوحة الحلم، هذا ما يؤكده محمد الصعيدي كبير مفتشي منطقة الأهرامات بالجيزة، كاشفًا ل"البوابة نيوز" أن الملك كان يبحث عن مبرر سياسي لاعتلاء الحكم بدلاً من أخيه الذي كان أحق بوراثة العرش. ولكي يجد الملك مبررًا لتولي الحكم ساق هذا الحلم بالاتفاق مع كهنة هليوبوليس كي يساعدوه في ذلك، ويقنعوا الشعب أن إله الشمس -"أبوالهول"- قد اختاره ملكًا للبلاد. يستطرد "الصعيدي" وهو يأخذنا في جولة لشرح معالم نقوش اللوحة التي تم اكتشافها في عام 1817 قائلاً: "اللوحة مصنوعة من الجرانيت تحوى جزءين أحدهما علوي نجد به منظرين للملك تحتمس الرابع واقفًا أمام الإله رع حو آختي -أبوالهول- وهو يقوم بتقديم القرابين من زيوت وبخور أما الجزء السفلي نجد به كتابات بالخط الهيروغليفي كان عددها 14 سطرًا في توثيق عالم الآثار الدكتور سليم حسن، ولكن حدث فقد لبعض الأسطر من أسفل في الفترة من بعده، نظرًا لعوامل التلف والتعرية". يضيف "الصعيدي": بعد حلم اليقظة قام الملك تحتمس الرابع ببناء سورين الأول من الطوب اللبن لحمايته من الرمال المحيطة به بعد قيامه بإزالتها، والثاني ضخم كان يحيط بالمجموعة كلها". "تعرض اللوحة لأضرار التلف ليس سببه تقصير وزارة الآثار".. هكذا دافع الدكتور غريب سنبل رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم الذي أرجع هذا التلف لعوامل التعرية والتي تعتبر ضمن الظواهر العادية التي تصيب عددًا كبيرًا من الآثار المصرية، وهو ما أدى لتقشر الجزء السفلي من اللوحة وفقد نقوش منها، وهو ما يعكف على علاجه فريق الترميم لدرء المخاطر عنها بمواد لاصقة آمنة تتضمن مادة "البارليود" الذائب للقيام للحقن خلف القشرة الضعيفة لتقويتها وعمل صيانة وقائية لها. أما مصطفى عبدالفتاح مدير عام ترميم الجيزة فقد أكد ل"البوابة نيوز" أن حركة الهواء والشمس هي ما أثرت على اللوحة طيلة الفترات الماضية. وأنه يأمل أن ينجح فريق الترميم في خلق مدى نحو دائري حولها كي يتوزع الهواء بدلاً من أن يسير في اتجاه عمودي فيضعف أكثر القشرة الخارجية. وحول الأجهزة المستخدمة من جانب الآثار لإصلاح ضعف القشرة الخارجية، قال إن فريق الترميم يستخدم أجهزة حديثة لقياس الرطوبة والحرارة بالليزر، وطبقًا للمواصفات الفنية للحفاظ على سلامة اللوحة، وأنه قبل أي خطوة يتم مراجعة المتخصصين للحفاظ على سلامتها والوصول لأعلى درجات الأمان، وحول المعالجة المبدئية لحماية اللوحة من التعرض لأشعة الشمس العمودية. قال "عبدالفتاح" إنه تم مناقشة وضع ساتر مؤقت خلال الترميم، ولكن تم رفض ذلك لتأثيره على حركة الزيارة، وأنه سيتم معالجة ذلك بالعمل في ساعات الصباح الأولى عند الثامنة صباحا والعاشرة لترك فرصة لجفاف المواد اللاصقة والمستخدمة قبل زحام الزيارات اليومية، وحول فك اللوحة للبدء في الحقن، أكد "عبدالفتاح" استجابة ذلك لأن اللوحة تزن 21 طنًا، وأن ما يأمل فيه هو خلق دوامة هوائية للتقليل من تيار الهواء القوى الذي يضرب قشرة اللوحة الخارجية.