صدر كتاب «الفلاحة فى السينما المصرية» للناقدة ناهد صلاح عن مؤسسة «أخبار اليوم» بمناسبة الاحتفال بيوم الفلاح فى سبتمبر الماضى، كمحاولة لتأريخ وتتبع تطور تقديم دور الفلاحة المصرية على الشاشة الفضية منذ بدايات السينما وحتى وقتنا الحالى. تستعرض الكاتبة فى البداية كيف قامت صناعة السينما المصرية على أكتاف نساء إلى جانب الرجال. وتشرح الكاتبة كيف وضعت الأفلام الأولى بالسينما الفلاحة فى مواجهة المرأة الأجنبية كرمز لمواجهة الاستعمار التى كانت ترزح البلاد تحت نيرانه فى ذلك الوقت، وتمثل ذلك فى أفلام مثل (ليلى 1927)، و(قبلة الصحراء 1928)، و(بنت النيل 1929)، فكانت تظهر المرأة الأجنبية فى هذه الأفلام فى دور الشريرة الخاطفة للحبيب أو الزوج، فى حين أن الفلاحة المصرية هى المقهورة المظلومة التى سلب حقها فى رجلها. تستعرض ناهد صلاح بعض الأفلام التى تم إنتاجها فى بدايات السينما المصرية، وتناولها الريف المصرى كمصدر للهدوء والراحة والخير بمناظره الطبيعية الخلابة بعيدًا عن زخم المدينة، متجاهلة الواقع البائس للريف المصرى ومعاناة سكانه من القهر والفقر والمرض، وبالتالى تهميش دور الفلاحة المصرية على الشاشة وإظهارها بالمواصفات الهوليوودية التى كانت تحاكيها السينما المصرية فى ذلك الحين، فى أفلام مثل «زينب» الذى أنتج صامتًا عام 1930، وأعيد إنتاجه ناطقًا عام 1952، وكان بداية انطلاق لأفلام أخرى موضوعها الفلاحة المصرية، مثل «ليلى بنت الريف»، و«بنات الريف»، رغم بعدها عن الواقع الحقيقى لساكنات الريف. يتناول الكتاب أيضًا علاقة السينما بالأعمال الأدبية التى تناولت الريف والفلاحة المصرية، ويقدم عرضًا مختصرًا لأفلام مثل «دعاء الكروان»، «الحرام»، «البوسطجى» و«يوميات نائب فى الأرياف»، وكيف أظهرت هذه الأفلام بعضا من الظلم والقهر اللذين تعانى منهما المرأة فى الريف المصرى، وانتصارها على الحاكم المستبد فى «شيء من الخوف» و«الزوجة الثانية»، وحلمها فى هجرة الريف إلى المدينة المتلألئة فى «النداهة».