حذر الرئيس الأرميني سيرج سركسيان اليوم الاثنين من أن اندلاع أعمال العنف في إقليم ناجورنو قرة باغ الساعي للانفصال يسير باتجاه حرب شاملة بعد يوم ثالث من القتال بين أذربيجان وانفصاليين تدعمهم أرمينيا حصد أرواح المزيد من الجنود. وتتقاتل الجمهوريتان السوفيتيان السابقتان أذربيجانوأرمينيا في نزاع على الأرض منذ أوائل تسعينات القرن العشرين قتل فيه الآلاف من الجانبين وشرد مئات الآلاف. وتوقفت الحرب بهدنة هشة في 1994 ولم يشهد الإقليم سوى أعمال عنف متفرقة منذ ذلك التاريخ. لكن الهدنة تراجعت في الأيام القليلة الماضية في أسوأ اشتباكات منذ سنوات قتل فيها العشرات من الجانبين. ورغم مناشدات وسطاء دوليين بضرورة وقف القتال على الفور فإن الجانبين تبادلا القصف المدفعي ووردت أنباء عن اشتباكات في عدد من المواقع على جانبي المنطقة الحدودية الجبلية. وقالت وزارة دفاع أذربيجان إن ثلاثة من جنوده قتلوا يوم الاثنين بينما قال ممثل لقيادة الانفصاليين إن أربعة من قواته قتلوا. وأفاد التلفزيون الأرميني نقلا عن جيش الانفصاليين في إقليم ناجورنو قرة باغ بمقتل 20 من قوات الإقليم وإصابة 72 في اشتباكات وقعت خلال الأيام الثلاثة الماضية مع قوات أذربيجان. وقال الرئيس سركسيان في اجتماع مع سفراء أجانب في العاصمة يريفان إن تصاعد أعمال العنف قد يؤدي لعواقب غير متوقعة ولا يمكن التراجع عنها قد تصل لحد اشتغل حرب شاملة. ومن شأن العودة للحرب زعزعة الاستقرار في الإقليم الذي تمر عبره أنابيب لنقل النفط والغاز. وقد يؤدي ذلك لدخول القوتين الكبيرتين بالمنطقة روسياوتركيا للنزاع. وترتبط روسيا بتحالف دفاعي مع أرمينيا بينما تساند تركياأذربيجان. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن بيان أنقرة الداعم بقوة لأذربيجان يعد أحادي الجانب. ويقع إقليم ناجورنو قرة-باغ داخل أذربيجان لكن يسيطر عليه الأرمن ويدير شؤونه بنفسه بدعم مالي وعسكري كبير من أرمينيا منذ انتهت حرب الانفصال في عام 1994. وقال هوفانيس جوفوركيان ممثل إقليم قرة باغ في فرنسا إن أربعة عسكريين من جماعة تدعمها أرمينيا في الإقليم الساعي للانفصال قتلوا يوم الاثنين في اشتباكات جديدة مع قوات أذربيجان. وأضاف جوفوركيان لرويترز يوم الاثنين "تم اليوم الإعلان عن مقتل أربعة عسكريين جدد من جانب قرة باغ." وقال أيضا إن أذربيجان تواصل قصف مدن في ناجورنو وإن الإقليم سيستخدم طائرات مقاتلة إذا وقع هجوم جديد واسع النطاق من قبل أذربيجان. وتشير تقارير من الجانبين إلى إن القتال ليس بنفس ضراوته عندما بلغ ذروته يوم السبت الماضي لكن هناك تبادلا لإطلاق النار على نطاق واسع. وقال جيش الانفصاليين إنه دمر إحدى وحدات الجيش الأذربيجاني ومن جانبها قالت أذربيجان إنها قصفت مركز قيادة للانفصاليين مما تسبب في سقوط قتلى. ولم يتسن لرويترز تأكيد هذه التقارير بشكل مستقل. وقالت وزارة الدفاع في أذربيجان في بيان إن باكو أوقفت هجماتها لكن أرمينيا لا تزال "تصعد الموقف" وتهاجم مواقع أذربيجانية وتقصف مراكز سكنية قريبة مما أجبر قوات أذربيجان على الدفاع عن نفسها. ويقول الانفصاليون وهم من أصل أرميني وأنصارهم في حكومة أرمينيا إن أذربيجان هي التي بدأت بالعدوان. وقال ارتسرون هوفهانسيان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمينية على صفحته على فيسبوك إن إحدى وحدات جيش أذربيجان "طوقت ودمرت بالكامل على الطرف الجنوبي لجبهة القتال". وظل الخط المدجج بالسلاح الذي يفصل قوات الانفصاليين عن القوات الأذربيجانية ثابتا بدرجة كبيرة على مدى سنوات لكن وقعت اشتباكات متفرقة. لكن في مطلع الأسبوع حدث تصعيد كبير استخدمت فيه الدبابات ونظم الصواريخ والمدفعية وطائرات الهليكوبتر. وقالت أذربيجان إنها استولت على قريتين يسيطر عليهما الانفصاليون بعد إطلاق نار عليها منهما ولكن الانفصاليين ينفون ذلك.