عقدت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا اجتماعًا مع مجموعة الدول العربية الأعضاء في اليونسكو لتبادل الرؤى حول القضايا ذات الاهتمام المشترك وحول نشاط اليونسكو في المنطقة. وذكرت اليونسكو -في بيان اليوم الأربعاء- أن المديرة العامة وجهت الشكر إلى رئيس المجموعة العربية وإلى أعضائها على الفرصة التي أتاحوها للاجتماع ولمناقشة المسائل ذات الاهتمام المشترك، مُثنية على المشاركة القوية للمجموعة في اليونسكو، عقب انتخاب السفير محمد سامح عمرو مندوب مصر الدائم لدى اليونسكو، رئيسًا للمجلس التنفيذي، وانتخاب السيدة سميرة الموسى، المندوبة الدائمة لسلطنة عُمان لدى اليونسكو، رئيسةً للجنة الخاصة بالمجلس التنفيذي. وشددت المديرة العامة على أهمية الإسهام المالي للدول العربية في أنشطة المنظمة من خلال الدعم الذي توفره كل من الكويت والمملكة العربية السعودية من أجل تعزيز استجابة اليونسكو للأزمة السورية. ثم أبرزت المديرة العامة الجهود المهمة التي تبذلها بلدان المنطقة العربية لتنفيذ جدول أعمال 2030، مشيرةً إلى أن هذه الجهود تُعتبر ملائمة بوجه خاص في وقت تواجه فيه المنطقة والدول الأعضاء زيادة مستويات الهجرة الناجمة عن الأزمة التي يتعرض لها اللاجئون، فضلًا عن التحديات المتعلقة بالتماسك الاجتماعي والتحول المجتمعي. وشدد أعضاء المجموعة على أهمية مشاركة كل بلد من البلدان العربية في تنفيذ جدول أعمال 2030، كما أبرزوا ما يمثله لبلدانهم تعزيز اليونسكو لجهودها المبذولة في مجالات إعداد المعلمين، ومحو الأمية، ومراجعة المناهج الدراسية والتعليم في المجال التقني والمهني. وفي هذا الصدد، يُعتبر المركز الإقليمي من الفئة 2 لمحو الأمية وتعليم الكبار بمصر الذي يعمل تحت رعاية اليونسكو بمثابة مؤسسة رائدة توفر الخبرات وإرشادات الجودة التي توجد حاجة ماسة إليها، وذلك بتعاون وثيق مع مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية ببيروت، ومعهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة بهامبورج. كما تناول الاجتماع جهود المنظمة في مجالات محو الأمية، واستجابتها للنزاعات الناشبة في سوريا والعراق وتداعياتها على النازحين واللاجئين، إضافة إلى التدابير الرامية إلى تسليط مزيد من الضوء على دور اليونسكو في المنطقة، ومن خلال تعبئة المزيد من الموارد. وتم خلال المناقشات أيضًا إلقاء لمحة عامة على المشاريع الحالية والجارية التي تنفذها اليونسكو في المنطقة، ولاسيما في إطار استجابة المنظمة للأزمة السورية، مع التركيز على التعليم الثانوي والتعليم العالي، والتعليم والتدريب في المجال التقني والمهني، ووضع إطار في مجال السياسات للتعليم غير النظامي على المستوى الإقليمي، بما في ذلك محو أمية الكبار، والمهارات الحياتية، وأنشطة التدريب الإنمائي التي تضطلع اليونسكو بالقيام بها بالتعاون مع مكتب تنسيق الشئون الإنسانية ومفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين، إضافة إلى عدد من الجهات المانحة. كما سلطت المداخلات الضوء على أهمية إشراك شباب المنطقة، وأبرزت النتائج المشجعة التي أحرزها مشروع اليونسكو/ الاتحاد الأوروبي شبكات شباب المتوسط. وفي ختام الاجتماع، شجعت المديرة العامة أعضاء المجموعة العربية في اليونسكو على استكشاف سبل اتخاذ مبادرات إقليمية لتنفيذ جدول أعمال 2030، وإحاطتهم علمًا بأنها تنوي توجيه دعوة إلى عقد اجتماع إعلامي، في أواخر مارس الجاري، بشأن جهود اليونسكو المستمرة لمواجهة الأزمة في سوريا والعراق.