في سرية تامة، بدأ البنك المركزى المصرى، في التجهيز والإعداد لاتخاذ حزمة من الإجراءات والآليات النقدية، لمواجهة الارتفاع الجنونى، الذي شهده سعر صرف الدولار بالسوق السوداء، حيث يتراوح سعره حاليًا ما بين 980 و990 قرشًا طبقًا لتعاملات أمس الأحد. وقالت مصادر مسئولة ل"البوابة نيوز"، اليوم الإثنين: إن هناك عدة بدائل مطروحة حاليًا أمام البنك المركزى، من أجل القضاء تمامًا على السوق السوداء، يأتى على رأسها طرح أكثر من عطاء استثنائى، بقيم وأحجام عالية تصل إلى 2 مليار دولار، لتلبية كل الطلبات الاستيرادية المعلقة بالبنوك، ومن ثم قطع الطريق على تجار العملة. كان البنك المركزى، قد قام أمس الأول بطرح عطاء استثنائى بقيمة 500 مليون دولار، بدلًا من العطاء الدوري البالغ قيمته 40 مليون دولار، وقال في بيانه إن هذا العطاء يهدف إلى تلبية احتياجات عملاء البنوك، لاستيراد السلع الأساسية. وأضافت المصادر: أن البنك المركزى مازال يدرس الوقت المناسب للتدخل بشكل قوى، بطرح عطاءاته الاستثنائية، خاصة بعد دخول ما يقرب من 1.5 مليار دولار إلى خزينته مؤخرًا، تمثل قرضى بنك التنمية الصينى بمليار دولار، و500 مليون دولار من بنك التنمية الإفريقى. وأشارت المصادر، إلى أن من بين السيناريوهات المطروحة أيضًا لضبط سوق صرف النقد الأجنبى، لجوء "المركزى" للمرة الثالثة لإعادة النظر في سقف الإيداع للشركات العاملة في مجال التصدير، والتي لها احتياجات استيرادية، مشيرة إلى أنه قد يتم رفع السقف إلى ما فوق ال1.5 مليون دولار شهريًا. وفى ذات السياق أكد حلمى الشايب الخبير المصرفى، أن البنك المركزى يدير موارد الدولة من النقد الأجنبى، ومن ثم فهو يتحرك في ضوء الموارد المتاحة لديه، مشددًا على ضرورة ضغط النفقات الدولارية، في ظل الوقت الراهن الذي يعانى فيه الاقتصاد المصرى من قلة النقد الأجنبى. وكشف كرم سليمان الخبير المصرفى، عن طلب البنك المركزى السبت الماضى قائمة بالسلع المستوردة والمحتجزة بالموانئ نظرًا لعدم قدرة المستوردين على توفير العملة الصعبة، وبالفعل تم إمداه بها، وبناء عليه طرح البنك المركزى عطاءه الدولارى الاستثنائى بقيمة 500 مليون دولار، لحل أزمة تلك السلع المحتجزة. وأضاف أنه بعد الإفراج عن تلك السلع، أصبح الطلب على الدولار ضئيلًا لا يستدعى وصول السعر بالسوق الموازية إلى ما يتخطى ال9080 قرشًا، مشيرًا إلى أن رفع سعر الدولار بالسوق الموازية أمر مفتعل من قبل المضاربين لإشاعة الرعب والفوضى بين المستوردين. فيما رحب محمد الأبيض، رئيس شعبة الصرافة بغرفة القاهرة، بقرار البنك المركزى بطرح البنك المركزى عطاء استثنائى للدولار بقيمة 500 مليون دولار للبنوك لمواجهة نقص السيولة الحاد واقتراب الدولار.